الكنيسة والناس
اعتمد البرلمان الروماني قرارا يقضي بإعلان عام 2025 عام الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس البطريركية الرومانية وهي الهيئة القيادية العليا للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية التي يمثل أتباعها أكثر من خمسة وثمانين بالمائة من سكان رومانيا

Diana Baetelu, 05.03.2025, 15:30
اعتمد البرلمان الروماني قرارا يقضي بإعلان عام 2025 عام الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس البطريركية الرومانية وهي الهيئة القيادية العليا للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية التي يمثل أتباعها أكثر من خمسة وثمانين بالمائة من سكان رومانيا . قرار ممثال اعتمده مجمع الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية. إلا أن عام 2025 يصادف أيضا الذكرى الأربعي بعد المائة لاعتراف البطريرك المسكوني يواكيم الرابع باستقلالية البطريركية الرومانية . إنها مناسبة احتفالية لها مغزى عميق الدلالة تدخل البهجة في نفوس المؤمنين وتتيح أيضا تقييم انجازات الكنيسة في مئوية تأسيسها . فبالإضافة إلى النشاط الليتورجي المعتاد أو الدعم الذي يقدمه القساوسة للمرضى ونزلاء دور الأيتام والسجون ودور المسنين تعمل الكنيسة الأرثوذكسية في الحقل الاجتماعي الخيري لمساعدة الضعفاء .
مستشار الشؤون الاجتماعية للبطريرك دانيال القس تشيبريان إيونيتسا يقدم لنا نبذة عن تاريخ الأعمال الخيرية للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية :”إنها وصية مخلصنا يسوع المسيح أن نحب قريبنا ومن يحتاج إلى المساعدة كما نحب أنفسنا. فقد حرصت الكنيسة على الدوام على إقامة مراكز طبية اجتماعية في الأديرة وفي الفترة الأخيرة تم اعتماد وترخيص بعض من تلك المراكز لتقديم خدمات طبية اجتماعية ذات جودة عالية للضعفاء .
في مطلع التسعينيات إقيم عدد من المؤسسات والتابعة للكنيسة والمعنية بالرعاية الاجتماعية ومن بينها مؤسسة القديسة ماكرينا ومؤسسة “التضامن والأمل” وهذه الأخيرة تعمل في مدينة ياش وتملك أكبر مستشفى تابع للكنيسة الأرثوذكسية والقائمة تطول . وقد أدرجنا الخدمات الاجتماعية والخيرية التي توفرها البطريرطية في قائمة نشرناها على موقع المؤسسة ونقوم بتحديثها بانتظام .
كما أن كل أبرشية لها قسم اجتماعي خيري واحد على الأقل يعمل فيه مستشار ومفتشون أبرشيون وكذلك ممثلون عن منظمات غير حكومية. لذا فعلى القساوسة الراغبين في القيام بأعمال خيرية واجتماعية في رعيتهم أن يتوجهوا إلى الأبرشية أو إلى البطريركية من أجل الحصول على الإرشاد والمشورة.وكما أود الإشارة إلى اتحاد “الأعمال الخيرية” الذي يجمع أهم المنظمات غير الحكومية التابعة للكنيسة وعددها سبع وعشرون منظمة. “
أنشطة اتحاد “الأعمال الخيرية” تجري في المدن والقرى على السواء . لكن بما أن عدد المحتاجين أكبر في القرى منه في المدن فإن الدعم المقدم للريفيين يمثل ستين بالمائة من إجمالي الأعمال الخيرية للاتحاد :”أطلق اتحاد “الأعمال الخيرية ” حملة بعنوان : “إجعل مسنا يبتسم ” بهدف مساعدة المسنين الضعفاء . ولقد اتصلت بنا اليوم رعية في محافظة باكاو مطالبة بالمساعدة على تقديم نظرات مجانا لسبعين مسنا في المنطقة علما أن الحملة التي ذكرتها تتضمن أيضا فحص النظر من قبل أطباء متطوعين يتعاونون معنا ويفحصون المسنين ويحددون أنواع النظرات التي يحتاجونها. لقد نصحت الرعية بالاتصال بمستشار الشؤون الاجتماعية لدى الأسقفية الإقليمية من أجل كتابة الطلب الذي سنقدمه للأب البطريرك وأنا على يقين بأن هؤلاء المسنين سيحصلون على النظرات التي يحتاجونها بلا تأخر.”
معظم المستفدين من الخدمات الاجتماعية والخيرية التي تقدمها الكنيسة هم المسنون لكنهم ليسوا المستفدين الوحيدين من تلك الخدمات. فقد ساعدت الكنيسة نحو مائة وثلاثين ألفا من الأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية بالإضافة إلى الأمهات العازبات والنساء اللاتي تعرضن للعنف الأسري والمرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية غير المجانية فضلا عن الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم بالإضافة إلى الذين يحتاجون إلى المشورة كالعاطلين عن العمل أو المدمنين: “اتحاد “الأعمال الخيرية ” يقوم أيضا بالتدريب على تقديم المشورة للمدمنين . في البداية اعتقدنا أنه سيكون من المفيد لزملائنا القساوسة والكهنة أن يعرفوا كيف يتعاملون مع الإدمان ولكن في غضون ذلك تلقينا طلبات كثيرة من المعلمين أو العاملين في مراكز رعاية المدمنين الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة في مثل هذه الدورات . ننتاول في دورات التدريب تلك الإدمان بالكحول والمخدرات والإدمان الرقمي . أود التشديد على أن هذه الدورات تحظى بشعبية كبيرة لدى الراغبين في مساعدة المدمنين .”
دورات التدريب على مكافحة الإدمان أنطلقت في عام 2022 وشارك فيها حتى الآن نحو خمسمائة شخص .لافتة هي كذلك دورات التدريب التخصصية أو المهنية التي تهدف الكنيسة الأرثوذكسية عبرها إلى تطوير شبكة خاصة بها من مقدمي الرعاية الطبية المنزلية:”نعتبر أن المسنين يثملون شريحة اجتماعية ضعيفة ولذلك نريد تشكيل شبكة للرعاية الطبية المنزلية تابعة البطريركية في أنحاء رومانيا لا سيما وأن الإحصائيات الرسمية تظهر أن رومانيا تعاني إلى حد ما من شيخوخة السكان . إنه أحد المشاريع التي سنقوم بتطويرها في المستقبل المنظور. كذلك لدينا مشاريع للأطفال وفي مجال البيئة وكانت لدينا مبادرات مشتركة مع جمهورية مولدوفا . فقد عدت بالأمس من دورة تدريب حول العنف الأسري للقساوسة في جمهورية مولدوفا حيث شاركت كمدرب. ولدينا مشاريع أخرى عديدة .”
ما هي العقبات التي تواجه النشاط الاجتماعي والخيري؟:”أصعب شيء في بعض الأحيان هو نقص الأموال لأنه يجبرنا بإغلاق أحد مراكزنا الاجتماعية ونقل نزلائه أو الأشخاص الذين يعولون على خدماته إلى مركز آخر بأسرع وقت .مع ذلك نجحنا في كل مرة في افتتاح مراكز بديلة فيما بعد بدليل أن عدد المراكز الاجتماعية التابعة لنا بلغ في عام 2022 سبعمائة وسعبة وستين مركزا لكنه ارتفع منذ ذلك الحين إلى ثمانمائة وسبعة وستين . “