رمز من أجل رومانيا
تحت شعار "نحن الذين كنا ننتظرهم" تأسست منظمة "رمز من أجل رومانيا " في عام 2016 لتقوم بإنشاء بنية تحتية ضخمة سخرتها لخدمة الناس والديمقراطية

Diana Baetelu, 03.03.2025, 15:36
تحت شعار “نحن الذين كنا ننتظرهم” تأسست منظمة “رمز من أجل رومانيا ” في عام 2016 لتقوم بإنشاء بنية تحتية ضخمة سخرتها لخدمة الناس والديمقراطية بتقديمها أدوات رقمية وحلولا سيبرانية للمشاكل التي يواجهها الناس .أولى الوسائل التي قامت المؤسسة بتطويرها هي منصبة رقمية مخصصة للرومانيين في الخارج أخبرتهم بأماكن وجود مراكز التصويت . ولكن منذ ذلك الحين قام أعضاء المؤسسة وهم متطوعون يعملون في مجالات تكنولوجيا المعلومات وعلم الاجتماع والتصميم وعلوم الإخبار والتواصل وعددهم ثلاثة آلاف -قاموا بتطوير عشرات التطبيقات المجانية ليستفيد منها المواطنون ومؤسسات الدولة على السواء ..
كيف تعمل مؤسسة “رمز من أجل رومانيا ” ؟ إنها تقوم بمعالجة ملايين البيانات والإحصائيات والقوانين من أجل تحويلها إلى مواقع إلكترونية ومنصات وتطبيقات مفيدة للمواطنين. هكذا أصبح في مقدور المواطنين متابعة نتائج التصويت في الانتخابات في الوقت الحقيقي والحصول على معلومات طبية مفيدة باستخدام تطبيقات مختصة. كذلك حصلت دائرة الطوارئ على منصة رقمية تمكنها من تنسيق الموارد البشرية أثناء الكوارث. فكل ذلك جعل من البنية التحتية الرقمية التي قامت المؤسسة بتطويرها نموذجا في أوروبا لاقى الترحيب في دول عديدة ومن بينها هولندا وألمانيا وإيطاليا.
مؤسس منظمة “رمز من أجل رومانيا ” هو بوغدان إيفانيل الذي ليس مختصا بتكنولوجيا المعلومات بل درس القانون وحصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في باريس وكان مدرسا في أوتريخت وأكسفورد وبيركلي . وبعد أحد عشر عاما في الخارج قرر العودة إلى رومانيا بسبب حادثة نادي كوليكتيف في بوخارست التي لقي فيها العشرات حتفهم في الحريق الضخم والمدمر الذي اندلع فيه أثناء حفلة موسيقية .
ولكن قبل البدء بصنع التطبيقات الرقمية أجرت منظمة “رمز من أجل رومانيا ” دراسة علمية واسعة استغرقت ثمانية أعوام وكانت الأوسع من نوعها في تاريخ رومانيا الحديث لتحديد المشاكل والصعوبات التي تعاني منها خمسة مجالات رئيسية هي التعليم والبيئة والفئات الضعيفة والصحة والمشاركة المدنية من أجل تقديم حلول رقمية لها . ولدى انتهاء البحث طرحت المؤسسة أكثر من أربعمائة من الحلول الرقمية ومنها سبعون من إنتاجها الخاص:
“كان لدينا طموح كبير هو أن نقوم بإنشاء البنية التحتية الرقمية التي تحتاجها رومانيا . نتحدث كثيرا عن رقمنة رومانيا ولكن غالبا ما نقصد بذلك فقط المؤسسات العامة مثل السلطة الوطنية للإدارة المالية في حين أننا نفكر أيضا في المجال الاجتماعي الذي بات بحاجة ماسة إلى مثل هذه الحلول . أحد الحلول التكنولوجية التي قمنا بتطويرها ويعمل لصالح المجتمع هو المنصة الرقمية المخصصة للمؤسسات المعنية بإدارة حالات العنف الأسري وهي وسيلة تسمح للمنظمات غير الحكومية والملاجئ بالتنسيق فيما بينهما لمعرفة عدد الأسرة المتاحة وعدد الأطباء النفسيين لديها وعدد المحامين الذين يمكنهم مرافقة ضحايا العنف الأسري إلى معهد الطب الشرعي أو إلى المستشفى أو إلى أي مكان آخر تقتضيه الضرورة .”
في عام 2022 قامت منظمة “رمز من أجل رومانيا ” بتصميم منصة”دوبوهوما” الرقمية التي استخدمتها الدولة الرومانية لتوزيع أماكن الإقامة والمساعدات على اللاجئين الأوكرانيين. وسرعان ما لفتت المنصة انتباه وسائل الإعلام والمنظمات الدولية وحازت بإحدى جوائز منتدى باريس للسلام وثم بجائزة أخرى في الولايات المتحدة.
في عام 2023 تأسست منظمة :”غلوبال كوميت” وهي النسخة العالمية عن مشروع “رمز من أجل رومانيا ” لتصبح أول منظمة غير حكومية لها تأثير عالمي أسسها رومانيون. بوغدان إيفانيل :” بعد إنشاء المنصة في رومانيا أدركنا أن جهات أخرى عديدة في العالم يمكن أن تستفيد من الأدوات التي قمنا بتطويرها في رومانيا . فقد اتصلت بنا منظمات وحكومات لتقول لنا أنها أيضا بحاجة إلى مثل هذه الأدوات . ولكن في ذلك الوقت لم نكن قادرين على توسيع نطاق أعمالها لأننا كنا مؤسسة صغيرة وكنا نركز على رومانيا. من جانب آخر أدركنا أن احتياجاتهم لا تختلف عن احتياجاتنا نحن فكلنا يعلم أن تداعيات الزلزال أو الفيضانات واحدة سواء وقعت في المكسيك أو تركيا أو الصين أو رومانيا.كما أن احتياجاتنا بعد الكوارث واحدة أيضا بغض النظر عن اللغة التي نتحدث بها.
لقد نجحنا في إقناع الحكومات في أنحاء العالم وحصلنا على دعم مجلس مدينة لاهاي التي اتخذنا منها مقرا لمركزنا الدولي ويعمل فيه الكثير من الرومانيين كما حصلنا على دعم الحكومة الألمانية التي تعتبر شريكنا الاستراتيجي. وفي الوقت نفسه اتصلنا بجهات عديدة في جميع أنحاء العالم وتم استقبالنا في البيت الأبيض وتحدثنا مع ممثلين عن الحكومة السويسرية والحكومة السويدية والحكومة البريطانية حتى نتمكن من ضمها إلى هذا التحالف من الدول والممولين الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في إنشاء بنية تحتية عالمية يمكن لأي منظمة الاستفادة منها دونما حاجة لإنشاء بنية تحتية مماثلة في بلدها “.
الفكرة التي انطلقت منها المنظمة هي أن المنصات والتطبيقات التي تقوم بإنشائها للمساعدة بعد الزلزال أو لمساعدة الأمهات الحوامل والمساهمة في مكافحة العنف الأسري يجب أن تستفيد منها بلدان أخرى حول العالم . وقال بوغدان إيفانيل أن العالم يواجه حالات طوارئ وأزمات عديدة تزداد يوما تلو الآخر وأنه من أجل بناء قدرتنا على الصمود في وجه هذه الأزمات لابد من تزويد المنظمات المعنية بإنقاذ حياة الناس بكافة الوسائل التكنولوجيا اللازمة للتنسيق فيما بينها بسرعة وفعالية .