ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا
في اليوم الذي يصادف ذكرى مرور ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا اتجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى كييف للتعبير عن دعمهم لها في قمة مخصصة للاستراتيجية الدفاعية والأمنية المشتركة

Diana Baetelu, 24.02.2025, 15:32
في اليوم الذي يصادف ذكرى مرور ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا اتجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى كييف للتعبير عن دعمهم لها في قمة مخصصة للاستراتيجية الدفاعية والأمنية المشتركة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتلك المناسبة مشيرة إلى ضرورة تكثيف المساعدة العسكرية : “نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا ولأن في هذا الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة ليس مصير أوكرانيا وحده على المحك بل أيضا مصير أوروبا برمتها “.
وتظهر تقارير المفوضية الأوروبية إلى أن دعم دول الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية بلغ نحو مائة وأربعة وثلاثين مليار يورو منها ثمانية وأربعون مليارا كمساعدات عسكرية. كما تلقت كييف مساعدات كبيرة من واشنطن لكن الأخيرة تتعامل مع هذه القضية تعاملا مختلفا منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض .
فقد قال الرئيس الأمريكي يوم السبت إن الولايات المتحدة على وشك توقيع اتفاق مع أوكرانيا بشأن تقاسم الأرباح الناتجة من استثمار المعادن الأوكرانية وذلك في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب. فالهدف من طلب واشنطن بالحصول على المعادن النادرة أو النفط أو “أي شيء يمكن الحصول عليه من أوكرانيا ” على حد تعبير دونالد ترامب هو استرداد مليارات الدولارات التي قدمتها كمساعدات عسكرية لأوكرانيا .
أما الأوروبيون الذين حيرتهم المباحثات حول أوكرانيا التي أطلقتها واشنطن مع موسكو بصورة مفاجئة لإنهاء الحرب دون إشراك الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا فيها فيخشون من أن يتمكن دونالد ترامب من إنهاء الحرب بشروط مواتية لروسيا دون تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وقد أظهرت اجتماعات الزعماء الأوروبيين التي نظمها الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع الماضي انقسامهم بشأن بعض من القضايا المطروحة للنقاش فضلا عن فشلهم في بلورة استجابة موحدة للمفاوضات الأمريكية الروسية حول السلام في أوكرانيا.
وقالت وكالات الأنباء العالمية أن “الرئيس الفرنسي يتوجه إلى واشنطن يوم الاثنين باسم بلاده فقط دون أن يكون لديه تفويض أوروبي بالتحدث باسم أوروبا “. وسيتبعه يوم الخميس رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي سيتوجه إلى البيت الأبيض لإجراء مناقشات مماثلة مع الرئيس الأمريكي الذي اتهم كلي الزعيمين الأوروبيين مؤخرا بأنهما لم يفعلا شيئا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
الرئيس الروماني المؤقت إيلي بولوجان حضر الأسبوع الماضي أحد اجتماعات باريس حيث دعا إلى التعاون بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة لحل الأزمة في أوكرانيا. أما رئيس الوزراء الروماني مارتشيل تشولاكو فقال إنه “لا يمكن تحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا إلا بمساعدة الولايات المتحدة – الشريك الاستراتيجي لرومانيا” . أعرب المسؤول الروماني عن يقينه بأنه على الرغم من الخطاب السياسي القاسي الذي سمع على مدى الأيام الماضية إلا أن المساعي الرامية إلى إنهاء الحرب ستكون ناجحة. وأكد مارشتيل تشولاكو أن “الرومانيين عانوا بشدة من الآثار الاقتصادية لهذا الصراع” وأن الشركات الرومانية ينبغي أن تلعب دوراً هاما في إعادة إعمار أوكرانيا.