تسهيل النمو لجمهورية مولدوفا
نواب البرلمان الأوروبي يطالبون بتقديم دعم أوروبي إضافي لجمهورية مولدوفا.

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 31.01.2025, 20:27
المحللون والمُقررون السياسيون الغربيون متفقون، على حد سواء، على أن جمهورية مولدوفا (السوفييتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة باللغة الرومانية) هي الأكثر هشاشة من بين جيران أوكرانيا التي غزتها القوات الروسية. ومع ذلك، نجحت الرئيسة المؤيدة للغرب/ مايا ساندو والحكومة التي يقودها دورين ريتشيان في إبقاء هذا البلد طافياً على خط النجاة، وفي المثابرة على المسار، الذي لا يعد سهلاً على الإطلاق، للتكامل الأوروبي، وهو هدف أدرج، العام الماضي، بعد استفتاء، في الدستور. هدفٌ لحرب هجينة، تديرها موسكو، وتتخللها دعاية كاذبة مكثفة، وعرضة لمحاولات متكررة لزعزعة استقرارها السياسي، مضيفة، ولو مؤقتاً، لعدد كبيراً من اللاجئين الأوكرانيين، الذين يجب عليها أن تضمن لهم ظروف معيشية مناسبة، لم يكن باستطاعة جمهورية مولدوفا أن تقاوم، في السنوات الثلاث الأخيرة، دون دعم مستمر من رومانيا المجاورة والغرب بشكل عام.
ويوم الخميس، اعتمدت اللجان المتخصصة في البرلمان الأوروبي، التقرير التشريعي الذي قدمه النائب الروماني/ سيغفريد موريشان (من مجموعة حزب الشعب الأوروبي PPE – الذي يضم الحزب الوطني الليبرالي PNL، المشارك في إئتلاف السلطة في بوخارست)، بشأن تسهيل النمو لجمهورية مولدوفا، بقيمة تبلغ حوالي ملياري يورو. التقرير يطالب بزيادة التمويل الأولي للمفوضية الأوروبية، من 7% إلى 20% من المبلغ الإجمالي. ووفقاً لموريشان، “من المهم أن تصل هذه الأموال إلى جمهورية مولدوفا في أقرب وقت ممكن، لتمويل الطرق والمستشفيات والجسور وتحديث الإدارة العامة. إنها تدابير من شأنها أن تؤدي إلى رفع مستوى معيشة الناس وتسريع التكامل الأوروبي. إنها تدابير تساعد جمهورية مولدوفا على التغلب بسهولة أكبر على الأزمة الاقتصادية، وأزمة الطاقة، الناجمة عن عملية الابتزاز الجديدة بإمدادات الغاز التي أطلقتها روسيا الاتحادية”. “الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكون آمنًا ومستقرًا إلا إذا كانت جمهورية مولدوفا أيضًا آمنة ومستقرة ومستقلة في مجال الطاقة. لذلك، فإن هدفنا، هدف الاتحاد الأوروبي، هو مساعدة جمهورية مولدوفا على التحديث والتطوير والتخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية” – أضاف النائب الروماني. “ومن مبلغ اجمالي بقيمة مليار وتسعمائة وعشرين مليون يورو، سيخصص مبلغ أربعمائة وعشرين مليون يورو لمكون المنحة غير القابلة للاسترداد لجمهورية مولدوفا، أما المبلغ المتبقي وهو مليار وخمسمائة مليون يورو، فيمثل قروضًا مضمونة، بدعم من الاتحاد الأوروبي” – يوضح بدوره، النائب في البرلمان الأوروبي (من اتحاد أنقذوا رومانيا)/ دان بارنا، مقرر مجموعة نواب كتلة تجديد أوروبا RENEW لهذا الملف في البرلمان الأوروبي.
التصويت في البرلمان الأوروبي يمهد الطريق أمام ما يسمى بالإجراء الثلاثي بين المفوضية والمجلس والبرلمان الأوروبي، الذي يحدد عبره الشكل النهائي للتشريع الخاص بدعم كيشيناو. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات الثلاثية في فبراير/ شباط، ومن المحتمل أن يكون التصويت النهائي في الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في مارس/ آذار.