طب المستقبل
أثبتت جائحة كورونا أن تحديث البيانات الطبية أمر ضروري لزيادة فعالية سياسات الصحة العامة وتحسين الاستجابة للأزمات.
Diana Baetelu, 16.12.2024, 15:30
أثبتت جائحة كورونا أن تحديث البيانات الطبية أمر ضروري لزيادة فعالية سياسات الصحة العامة وتحسين الاستجابة للأزمات. وفي الوقت نفسه زاد الوباء من سرعة اعتماد الأدوات الرقمية التي يمكن أن تساهم في تحسين خدمات الصحة العامة .
مع ذلك لا تزال هناك عقبات عديدة تجعل من الصعب الاستفادة بشكل كامل من رقمنة النظم الصحية بحسب المختصين .فقد أطلقت المفوضية الأوروبية ما يعرف بمساحة البيانات الصحية الأوروبية كركيزة أساسية للاتحاد الصحي المراد تحقيقه لبلدان الاتحاد الأوروبي .كذلك تمثل هذه الآلية التي أطلقت من أجل تذليل العقبات القائمة الإطار اللازم لتبادل البيانات الصحية وفق قواعد ومعايير وممارسات مشتركة واضحة بالإضافة إلى كونها منهاجا لاستخدام البيانات الصحية الإلكترونية من قبل المرضى وأيضا من قبل العاملين في مجال البحث العلمي والابتكار وتطوير السياسات و وضع الإحصاءات.
كريستينا بيرتيانو الحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية :”إنها أول مساحة أوروبية للبيانات والأولى من نوعها المخصصة للنظام الصحي . فمساحة البيانات الأوروبية تقوم بتغيير النموذج القائم بشكل جذري بمعنى أنها تعطي المريض الأولوية في ملكية البيانات الصحية وتسمح له بالتواصل مع المرضى الآخرين في الدول الأخرى للاتحاد الأوروبي وأيضا مع الأطباء في رومانيا وفي جميع الدول الأعضاء الأخرى.
كذلك فإن وصول الباحثين أو صناع السياسات العامة إلى البيانات يجري ضمن إطار قانوني واضح ووفق قواعد دقيقة . كما أن هذه الآلية ستساهم في إحراز التقدم في البحوث العلمية الرامية إلى اكتشاف جزيئات جديدة وأيضا في وضع الاستراتيجيات والسياسات العامة الفعالة بما فيها سياسات الوقاية والطب المشخصن لأن الوصول إلى بيانات مجهولة المصدر سيسمح بإيجاد علاجات موجهة بشكل أكثر دقة إلى المريض المستهدف. وتجدر الإشارة إلى أن مساحة البيانات الأوروبية ستكون جاهزة للاستخدام اعتبارا من عام 2025.
ولكن هذا يتطلب رقمنة النظم الصحية لجميع الدول الأعضاء على نطاق واسع ونأمل أن نحرز تقدما في هذا المضمار علما أن أكثر من مئتي مستشفى في رومانيا يمكنها الحصول على التمويل من الخطة الوطنية للإنعاش من أجل تحقيق الأهداف المتعلقة بإنشاء مساحة البيانات الأوروبية .”
مساحة البيانات الأوروبية ستسهل وصول المرضى إلى البيانات الصحية وستمكنهم من مراقبتها بشكل أفضل وفي الوقت نفسه ستسهل عمل الأطباء وسائر موظفي النظام الصحي كما ستسمح للأطباء بالوصول إلى التاريخ الطبي للمريض وإثراء قاعدة المعلومات المفيدة للتشخيص ببيانات حديثة فضلا عن اختيار العلاج المناسب حتى في حال كانت بيانات المريض مخزنة في دولة أخرى للاتحاد الأوروبي.
من جانب آخر فإن مساحة البيانات الأوروبية ستجنب موردي الخدمات الصحية ازدواجية الاختبارات والفحوص الطبية عبر تبادل البيانات بين مقدمي الرعاية الصحية داخل البلاد وخارجه بما يترتب على ذلك من آثار إيجابية على المرضى وتكاليف الرعاية الصحية. كذلك سيكون في مقدور الباحثين الوصول إلى كميات أكبر من البيانات عالية الجودة فضلا عن الوصول إلى البيانات بشكل أكثر فعالية وأقل تكلفة مع الحفاظ على سرية بيانات المرضى.
كذلك سيكون بإمكان الجهات المعنية وصناع القرار الوصول إلى البيانات الصحية بشكل أسرع وأسهل مما سيمكنهم من وضع سياسات أكثر فعالية وتحسين أداء النظم الصحية اعتمادا على بيانات واقعية . استخدام مساحة البيانات الأوروبية سيؤدي إلى تسحين الرعاية الصحية بحسب المفوضية الأوروبية وأيضا إلى انخفاض التكاليف وزيادة كفاءة العمل الطبي فضلا عن تعزيز البحث العلمي ووزيادة مرونة النظم الصحية بشكل عام.
والجدير بالذكر أن الملف الإلكتروني للمريض والمستشفيات الذكية ومفهوم البيانات الضخمة واستخدام الذكاء الاصطناعي – كلها جزء من طب المستقبل الذي يوجد بعض من مكوناته في رومانيا بالفعل. فأول مستشفى ذكي في رومانيا هو مشروع تجريبي سيساعد في رقمنة النظام الصحي بأكمله ويجري تنفيذه حاليا في مدينة تارغو موريش .
ماذا يعني المستشفى الذكي؟ كريستينا بيرتينو :”المستشفى الذكي يعني استخدام الملف الإلكتروني للمريض وممارسة الطب عن بعد واستخدام الروبوتات في الجراحة. كذلك سيستخدم الواقع الافترضي لتدريب الأطباء مع تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتطبيق مفهوم المستفشى الذكي على أفضل وجه في مختلف المجالات كالوقاية والاستراتيجية الصحية وتحقيق جودة العمل الطبي. “
في رومانيا يتجلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب في العديد من المجالات من العلاج الإشعاعي إلى جمع البيانات في حين أن التقنيات الجديدة المستخدمة بالفعل في رومانيا حاليا تساعد على التشخيص المبكر للأمراض وتحديد العلاج المشخصن واكتشاف طبيعة الأورام خاصة الأورام السرطانية.