رومانيا أكثر جاذبية للمهاجرين
رومانيا تجذب عدداً متزايداً من العمال الأجانب، الذين يأتون مقابل رواتب أعلى من التي يحصلون عليها في بلدانهم، وكذلك ظروف عمل أفضل.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 27.09.2024, 19:18
أصبحت رومانيا أكثر جاذبية للعمال الأجانب، وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة “تنمية المجتمع المدني”. في السنوات الأخيرة، شهدت سوق العمل نمواً ملحوظاً لعدد الموظفين الأجانب، حيث تجاوز عددهم عتبة مائتي ألف في عام 2023. هذا التوجه، يعكس تنوعا متزايدا في القوى العاملة، خلال وقت تواجه فيه البلاد أزمة موارد بشرية في قطاعات معينة. توجد عدة أسباب تجعل رومانيا الوجهة المفضلة للعمال الأجانب. أولا، غالبا ما تكون الرواتب المقدمة أعلى مقارنة بتلك في بلدانهم الأصلية، وخاصة بالنسبة للعمال الآسيويين. بالإضافة إلى ذلك، تواجه العديد من الشركات الرومانية والعالمية العاملة في رومانيا نقصًا في القوى العاملة المؤهلة، أما جلب العمال من الخارج فيصبح حلاً جذابًا. وبالرغم من أن العمال الأجانب يساهمون في النمو الاقتصادي، إلا أنهم يواجهون أيضًا بعض المشاكل، مثل الانتهاكات من قبل أصحاب العمل. وبحسب الدراسة، فإن الدول الأصلية التي يأتي منها أغلب العمال الأجانب، هي: نيبال، وسريلانكا، والهند، وجمهورية مولدوفا، وتركيا، وإيطاليا. العمال الأجانب يعملون في البناء، وخدمات الضيافة (من: فنادق، ومطاعم، ومقاهي) HoReCa ، بالإضافة إلى البيع بالتجزئة. بيانات المفتشية العامة للهجرة تظهر أن 80% منهم يمارسون أعمالاً لا تتطلب مهارات أو مؤهلات.
“إندماج العمال الأجانب ليس بالأمر السهل، لكنه ضروري للنمو الاقتصادي في رومانيا” – أعلنت رامونا كيرياك، رئيسة ممثلية الإتحاد الأوروبي في رومانيا. رامونا كيرياك:
“دراسة مؤسسة تنمية المجتمع المدني (FDSC) تسلط الضوء على الحواجز اللغوية، والتشريعات غير المُكيفة في ما يخص التأمينات الاجتماعية، وفي بعض الحالات، محدودية وصول العمال إلى خدمات عامة جيدة، والانتهاكات المختلفة من قبل أصحاب العمل، وكل ذلك يتطلب، هنا، سياسات عامة جديدة ملائمة لتحويل هذه الظاهرة إلى قصة نجاح، سواء بالنسبة لرومانيا أو لأولئك الذين يأتون إلى رومانيا”.
وبدورها، ذكرت فيكتوريا ستويتشيو، مستشارة الدولة في مستشارية رئيس الوزراء، أن ممثلي عدة وزارات يعملون معًا على إطار تشريعي لمساعدة المهاجرين. وهذا الأمر يعني تعزيز مؤسسات الرقابة التابعة للدولة، مثل: مفتشية العمل، لضمان ظروف عمل لائقة، ورواتب جيدة، وحماية المهاجرين من الاتجار بالبشر. إن توظيف العمال الأجانب يمثل وضعاً مربحاً للجانبين، حيث يزيد من كفاءة الشركات وإنتاجيتها، في حين يتمتع العمال بظروف عمل ومعيشة مُحسنة. ومع ذلك، يمكن للاختلافات الثقافية واللغوية أن تخلق حواجز في التواصل، كما أن ظروف العمل والمعيشة لهؤلاء العمال ليست دائمًا مثالية. ومع ذلك، يعلن كثيرون منهم رضاهم عن الفرص المتاحة في رومانيا، مشيرين إلى استقرار أماكن عملهم، وإمكانية إرسال الأموال إلى وطنهم لدعم أسرهم.