رئيس جديد لحلف شمال الأطلسي
عينت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددها 32 دولة، رئيس الوزراء الهولندي/ مارك روتيه في منصب الأمين العام للحلف، على خلفية استمرار حرب روسيا العدوانية في أوكرانيا.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 27.06.2024, 19:18
رئيس الوزراء الهولندي/ مارك روتيه، هو الأمين العام الرابع عشر لحلف شمال الأطلسي. وسيخلف النرويجي/ ينس ستولتنبرغ، رئيس وزراء النرويج الأسبق، الذي قاد الحلف منذ عام 2014. قرار مجلس شمال الأطلسي، وهو الهيئة الرئيسية لصنع القرار في حلف شمال الأطلسي، بممثلين عن الدول الأعضاء الإثنتين والثلاثين، أصبح مجرد إجراء شكلي، بعد أن أعلن منافس روته الأخير، رئيس رومانيا/ كلاوس يوهانيس، انسحابه من السباق نتيجة لغياب الدعم. الزعيم الجديد للحلف سيبدأ فترة ولايته في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول القادم، ولكن حتى ذلك الحين، سيُمنح تعيينُه لقيادة أهم تحالف عسكري في العالم، الطابع الرسمي، في قمة واشنطن، المقرر عقدها في يوليو/ تموز المقبل. اسم رئيس الوزراء الهولندي يُتداول منذ عام 2023، وسرعان ما حظي بدعم العديد من الدول الحليفة، بما في ذلك: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا. وفي السباق لشغل هذا المنصب، دخلت أيضاً رئيسة حكومة إستونيا/ كايا كالاس، بدعم من الحلفاء على الجناح الشرقي، الذين أثاروا ضرورة تمثيل هذه الدول بشكل أفضل في المنظمة، على خلفية الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا.
أما ترشيح كلاوس يوهانيس فلا يزال يكتنفه الغموض. ولا تعرف، حتى الآن، الأسباب التي دفعت الرئيس الروماني إلى إعلان رغبته بشأن شغل هذا المنصب عندما كان يحظى روته، مسبقاً بدعم حلفاء هامين لهم وزن في الحلف. مارك روته يعرف بموقفه النقدي تجاه روسيا، وبدعمه السياسي والعسكري لأوكرانيا. وتعد مملكة هولندا إحدى الدول الحليفة التي وصلت إلى هدف تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع- حسب متطلبات المنظمة، وزودت الجيش الأوكراني بطائرات عسكرية من طراز إف-16. الأمين العام الحالي للتحالف/ ينس ستولتنبرغ، رحب بتعيين مارك روتيه خلفا له. وقال: “إنه مسؤول حقيقي عبر الأطلسي، وقائد قوي، وبناءً للتوافق”. وأضاف شتولتنبرغ: “أعلم أنني سأغادر الحلف، وسأتركه في أيدٍ أمينة”.
وإلى جانب الحرب في أوكرانيا، ستكون أمام روته مهمة التعامل، في المستقبل، مع إدارة أميركية محتملة بقيادة دونالد ترامب، المتبع لسياسة “أميركا أولا”، في حال عودته إلى البيت الأبيض، بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي الكرملين، قوبل الإعلان عن الرئيس الجديد لحلف شمال الأطلسي بتشكك. “إن تعيين روتيه لن يؤدي إلى تغييرات في سياسة حلف شمال الأطلسي الذي يستهدف قمع روسيا استراتيجيا” – صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية/ دميتري بيسكوف، الذي اتهم الدول الأعضاء، مجدداً، بالتورط بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا عبر توفير أسلحة ثقيلة للإدارة في كييف. وحذر من الانتقام بعد أن حصل الجيش الأوكراني على إذن باستخدام تلك الأسلحة ضد أهداف على الأراضي الروسية. وفي نفس الوقت، أكد بيسكوف على حقيقة أن موسكو تتعامل حاليًا مع حلف شمال الأطلسي باعتباره تحالفًا معاديًا.