مدينة أورشوفا ، دير القديسة آنا (حنّا)
تَقَعُ مَدينة أورشوفا على الضِفّة اليسرى لنهر الدانوب، حَيث يلتقي نهر تشيرنا بنهر الدانوب. وقد بُنِيَت بين عامَيْ 1966-1971 على ضِفاف النهر.
Radio România Internațional, 26.05.2024, 10:08
تَقَعُ مَدينة أورشوفا على الضِفّة اليسرى لنهر الدانوب، حَيث يلتقي نهر تشيرنا بنهر الدانوب. وقد بُنِيَت بين عامَيْ 1966-1971 على ضِفاف النهر. وتُعْرَفُ أيضًا باسم أورشوفا الجديدة لأنّ مدينة أورشوفا القديمة توجد آلان تحت مياه الدانوب بعد تشييد سدِّ الطاقة الهيدروليكية في البوابات الحديديّة وظهور البحيرةِ الاصطناعيّةِ. وازدهرتِ المدينةُ القديمة في أواخِرِ القرن التاسعَ عَشَرَ بعد بناء خَطِّ السكَكِ الحديديّة التي عزَّزت تبادُلَ السِلَعِ بين أوروبا الوسطى والبحر الأسود. وأدّى تنظيم مَمَرٍّ للمِلاحة في منطقة صَخْريّة لغلّايات نهر الدانوب إلى ظهور ميناء تجارة السلع ومِصْفاة النفط الخام.
وفي مقرِّ إدارة حديقة ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة في أورشوفا تمَّ عَرْضُ أربعِمِاْئةِ صورةٍ للمدينة القديمة التي اسْتعادَها وأعادَ تعميرَها “مخائيل رومانو” وهو وُلِدَ في المدينة القديمة ويعيش منذ سنواتٍ كثيرةٍ في ألمانيا. ويُمَثِّلُ مقرُّ إدارةِ حديقةِ ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة وُجْهةً جذابةً بسبب لوحاتِ المعلوماتِ والنموذَجِ التصغيريّ للطريق، حيث يرى السُّيّاح المساراتِ والمزاراتِ والمناطِقَ المَحْميّة.
وتُمثّلُ الكنيسة الكاثوليكية الرومانيّة وجْهةً سياحيّةً أخرى، شُيِّدَت بين عامي 1972 – 1974 وتُثير الإعجابَ بسبب الهندسةِ المعماريّةِ لأنَّها تُشبه الخَيْمة، وسَقْفُها على شكل صليب، وفي الداخل توجد أيقونات يَظْهَر فيها فلاديمير أيلتشي لينين وناديا كومانتش وجون لينون من فرقة البيتلز الشهيرة.
ولِدَيْرِ “القديسة آنا” الأرثودكسي قصّةٌ منفردةٌ ويستحقُّ الزيارة، وقد أُنْشِئَ من قِبَلِ “بَمفيل شيكارو” وهو صُحُفيّ مشهور عاش في القرن الماضي، وعندما كان يحارب في الحرب العالمية الأولى كادَ أن يُدْفَنَ بسبب انفجار قنبلة.
وبعدها وَعَدَ أنه في حال نَجاتِهِ من الحادث سيبْني كنيسةً في هذا المكان الذي يُمثِّل اليوم نقطةَ مُشاهدةٍ بقُرْب مدينةِ أورشوفا. وقد وَفَى بِوَعْدِهِ وأنشأ قبل الحرب العالمية الثانية الكنيسةَ التي أُطْلِقَ عليها اسمُ أمِّهِ. وبعدَ اندِلاعِ الحربِ لم يتِمَّ البِناءُ وتغيَّر فيما بعد مكانُ بنائِه كما قال لنا القسيس “ميخائل زوريلا”:
“أثناء النظام الشيوعيّ أصبح الديرُ مَصَحّةً لعلاج مرض السِّلِّ ثُمَّ مُعسْكَرًا للأطفال ومطعم. نحن هنا في الكنيسة التي أنشأها “بمفيل شيكارو” في ثلاثة سنوات بين 1936 و 1939 من موارِدهِ المالية الخاصّة. اشترى الأرض ومَوادَّ البناءِ وعَهِدَ إلى مُشْرِفٍ بِمُراقبةِ مَوْقِعِ البناء وبنى الكنيسة بسرعة. في البداية كانت الكنيسةُ من الخَشَب، وحول الدير توجد صوامِعُ الراهِبات. ولم يبقَ إلّا قليل من الرسوم الأصليّة في البُرْج.”
لم نتمكَّنْ من ترميمِ الرسوم الأصليّة بسبب طَبَقَة الأسمنت التي وُضِعَت عليها، وقال لنا “ميخائل زوريلا” إِنَّه قد تَمَّ إصلاح الدير بعد سقوط النظام الشيوعيّ في رومانيا:
“في عام 1990 جاءت هنا مجموعة من الراهِبات من دير تيسمانا وقُمْنَ بتقديس الدير. زُيِّنَت الكنيسة بالإيقونات بالأسلوب البيزنطيّ من قبل “غريغوري بوبيسكو” الذي رَسَمَ وزَيَّنَ الكثير من الكنائس والأديرة في رومانيا. وتعمل الراهِبات هنا منذ ذلك الحين ويستقبلْن السُّيّاح الذين يزورون الدير.”
وفي سقيفة الكنيسة توجد مَقْبَرَةُ “بمفيل شيكارو” الذي مات في ألمانيا عام 1980. وفي 1991 أُرْجِعَت رُفاتُه إلى رومانيا ودُفِنت في مقبرة “الجُمُعَة المُقَدَّسَة” في مكان خاص بعائلته، ثُمَّ في 2005 رَجَعتِ الرفاتُ إلى الكنيسة التي أنشَأَها.
من يصل إلى هذا الدير يمكنه من فوق تَلِّ الشيخ رؤيةُ خليج “تشيرنا” ومدينة أورشوفا على شكل حِدْوة حصان، وأيضا جُزْءٍ من البحيرةِ الاصطناعيّةِ وسدِّ الطاقة الهيدروليكية في البوابات الحديديّة.