السمنة – حقيقة مرعبة
تعتبر مشكلة صحية خطيرة وسببا من أسباب أمراض ومضاعفات عديدة
Diana Baetelu, 03.06.2024, 15:30
لم تعد السمنة تصنف كمشكلة جمالية فحسب بل تعتبر مشكلة صحية خطيرة في المقام الأول كونا سببا من أسباب أمراض ومضاعفات عديدة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان. ومع ذلك يقول المختصون إنه بإمكاننا مكافحة السمنة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحصول على ساعات نوم كافية وتحسين جودة النوم.
عن كل ذلك حدثتنا الطبيبة ليجيا ألكسندريسكو المحاضرة الجامعية وأخصائية التغذية:”الأم هي أول من يدرسنا التغذية الصحية والحس السليم وليس من الضروري أن تكون خبيرة تغذية وعلم الكيمياء الحيوية لكي تدرس أطفالها قواعد التغذية الصحية . المهم أن نتذكر دائما أننا نستهلك الطاقة أثناء القيام بأنشطنها اليومية وينبغي علينا أن نزود الجسم بالوقود أي بالغذاء ذي الجودة العالية وذلك بتناول الأطعمة الطبيعية وقليلة المعالجة والتصنيع قدر الإمكان أم الأطعمة الجاهزة فتساهم في زيادة الوزن لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الملح وغالبا ما تكون مقلية بزيوت قد لا نعرف نوعها قد تؤثر على المكونات المستخدمة لتحضيرها .وهنا تلعب التربية دورا هاما أو كما يقول الصينيون: إذا أردت أن يكون لديك جيل سليم قم بتربية السكان لمدة لا تقل عن ثلاثين سنة “
كشفت إحصائيات منظمة الصحة العالمية النقاب عن حقيقة مرعبة هي أن السمنة باتت مشكلة عالمية. وفي رومانيا يعاني أكثر من ستين بالمائة من السكان من الوزن الزائد. هل يمكننا مكافحة السمنة : “مصطلح النظام الغذائي ظهر للمرة الأولى في اليونان القديمة التي كان علماؤها يطلقون اسم “داياتا ” على نمط الحياة الذي يعتمد على النوم والراحة وترطيب الجسم والطعام والحركة والرفاهية. إنها في الحقيقة مكونات النظام الغذائي الصحي في حين أننا حينما نتحدث عن النظام الغذائي فنعني بذلك فقط أنواع الأطعمة التي نتناولها أو بعبارة أخرى القيود التي نفرضها على نظامنا العذائي وهذا غير صحيح . فحينما نتحدث عن الطعام علينا أن نتحدث عما نحتاج إليه من المواد العذائية من أجل الحفاظ على صحة خلايا الجسم وأن نحدد أنواع الأطعمة أو الخطة العذائية المناسبة بشكل مشخصن استنادا إلى مجموعة من المعايير وهي العمر والجنس ونوع الجهد الذي نبذله والحالة العاطفية والعناصر الوراثية بالإضافة إلى التحاليل المختبرية . إنها المعايير التي تساعد الطبيب أو أخصائي التغذية أو المدرب الرياضي على وضع خطة غذائية مشخصنة “
جودة حياة المصابين بالسمنة ليست عالية أبدا فكثيرون منهم يعانون من مستوى منخفض من تقدير الذات يتجلى في بعض الأحيان منذ سن مبكرة ويؤدي إلى الاكتئاب.كما أن كثيرين من ذوي الوزن المفرط يعانون من وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وغيرها .
وقدمت أخصائية التغذية ليجيا ألكسندريسكو توصيات لمكافحة أمراض الأوعية الدموية وأيضا لمن يريدون اتباع نمط حياة صحيا:
” النظام الغذائي المعورف بحمية البحر المتوسط يعد من بين أكثر الأنظمة الغذائية فعالية لمكافحة السكتة الدماغية وهذا يعني تناول السمك ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل على أن يكون مسلوقا أو محمرا في الفرن ملفوفا بورق التحمير” وليس بورق الألمنيوم. أما الأطباق الجانبية فأهمها الخضروات ذات الألوان الداكنة التي تحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة والكربوهيدرات عالية الجودة. كذلك يجب تقليل الملح وتناول وجبات خفيفة من الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض في الفترات ما بين الوجبات الرئيسية ومن بينها التوت الأزرق والتفاح. كما يوصى بتناول الفواكه حتى الساعة الرابعة أو الخامسة مساء أما بعد ذلك فمن المستحسن تناول أربع حبات مكسرات مثل جوز الهند على سبيل المثال لأنها مفيدة لحماية القلب والدماغ من أمراض الأوعية الدموية. تتضمن حمية البحر المتوسط أيضا الخبز الذي يحتوي على الألياف . كما ينصح بتناول البطاطا المحمرة بعد تبريدها قليلا بالإضافة إلى السلطة المحضرة من الخضروات الموسمية لأن الأطعة النيئة تساعد الجسم على التخلص من الكولسترول الضار الذي يتأكسد ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين . ترطيب الجسم هو أيضا ضروري لذلك ينبغي شرب الماء بعد خمس عشرة دقيقة من تناول الطعام. ويوصى أيضا بتناول الحساء المحضر من الخضروات الموسمية . وعلى المصابين بأمراض الأوعية الدموية الحفاظ على مزاج إيجابي . أما فيما يتعلق بممارسة الرياضة فالمشي هو الأنسب لهم.”
أظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من أربعة مليارات شخص في جميع أنحاء العالم قد يعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035 وأن حالات السمنة لدى الأطفال قد ترتفع بأكثر من مائة بالمائة ما يعني أن نحو أربعمائة مليون طفل قد يعانون من السمنة لمدة أحد عشر عاما . أما حالات السمنة لدى ما حاالبالغين فقد ترتفع بأكثر من ستين بالمائة حيث يتوقع الخبراء ارتفاع معدل انتشار السمنة بين الرجال من أربعة عشر بالمائة إلى ثلاثة وعشرين بالمائة في حين أن معدل انشتارها بين النساء قد يرتفع من ثمانية عشر بالمائة إلى سبعة وعشرين بالمائة.