رومانيا في بينالي البندقية للفنون
"تشارك رومانيا هذا العام في بينالي البندقية للفنون بمشروع "ما هو العمل
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 16.04.2024, 19:22
حدث مميز للساحة الفنية العالمية المعاصرة، معرض بينالي البندقية للفنون سيفتح أبوابه قريبًا في 20 أبريل/ نيسان الجاري، وبذلك تصبح مدينة البندقية، مرة أخرى، لأكثر من سبعة أشهر، العاصمة العالمية للفن. مُنظم مرة واحدة كل عامين، الحدث، الذي وصل الآن إلى دورته الستين، يجمع أكثر من 330 فنانا، معظمهم من أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا، ويحظى في نفس الوقت بثمانية وثمانين مشاركة وطنية، في أجنحته الوطنية، الموجودة في جيارديني وأرسنال، أو حتى في وسط مدينة البندقية. البينالي سيفتتح بمعرض مركزي بعنوان “غرباء في كل مكان”، باشراف وتنسيق أدريانو بيدروسا، أول أمين للبينالي من أمريكا الجنوبية. ووفقا له، فإن عبارة “غرباء في كل مكان” لها عدة معانٍ. “أولاً وقبل كل شيء، هذا يعني أن أينما ذهبت وأينما كنت، ستقابل دائمًا غرباء: هم أو نحن موجودون في كل مكان. ثانيًا، بغض النظر عن مكان وجودك، فأنت دائمًا في أعماق داخلك غريب” – يوضح أدريانو بيدروسا.
اقتراح رومانيا يطلق عليه اسم “ما هو العمل؟”، ويحمل توقيع شيربان سافو، وبمشاركة تشيبريان موريشان. المشروع الذي يستكشف العلاقة بين العمل ووقت الفراغ سيعرض في الجناح الوطني الذي افتتحه المؤرخ/ نيكولايه يورجا في عام 1938، وكذلك أيضًا في قلب مدينة البندقية، في المعرض الجديد للمعهد الروماني للثقافة والأبحاث والعلوم الإنسانية. في الجناح الروماني، سيشاهد الزوار أكثر من 40 لوحة – لمحة عن ممارسة أنشطة سافو على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية. ووفقًا للمعهد الثقافي الروماني ICR، يحلل المعرض أيقونيات العمل، مستوحياً من الواقعية التاريخية، والفن الدعائي من البلدان التي كانت تشكل جزءًا مما تسمى “الكتلة الشرقية”. وبدلاً من الاعتراض على هذه الخطابات، أو تفكيكها بشكل مباشر، يتساءل حولها سافو، راغبًا في تصوير لحظات التوقف والتعليق التي تتلاشى فيها الحدود بين العمل ووقت الفراغ – كما يشير المعهد الثقافي الروماني ICR. لحظات عدم اليقين هذه تظهر كانعكاسات لتحولات اجتماعية أوسع.
وبدوره، يعلن شربان عن اهتمامه “بالناس بين العوالم، بين الريف والحضر، بين العمل ووقت الفراغ، العالم الهجين، وغير المحدد الذي يبدأ بالتشكل، إنه عالم الملحقات الذي يحتوي على كل احتمالات المستقبل”. “العديد من شخصياتي – يوضح الفنان – تستريح أثناء جدول العمل، وتعمل في أوقات فراغها، في حالة من التعليق الفوضوي، خارج النظام الإنتاجي” . شخصيات شيربان سافو، كما يقول هو نفسه، تتناقض مع فكرة العامل، وتمثيله في الفن الرسمي للنظام الشيوعي، فهو ليست بطوليا ولا عظيماً. وهي تتحدث، في نفس الوقت، عن فشل مشروع سياسي- اجتماعي مفلس، وخصوصاً عن الحياة في يومنا هذا، الذي تحاول فيه أن تجد مكانها ومعناها.