02.09.2023
لمطالعة أهم أحداث هذا الأسبوع - الرجاء الضغط هنا
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 02.09.2023, 20:32
مأساة رومانية (جديدة):
دخلت بلدة كريفيديا القريبة من العاصمة بوخارست، مساء يوم 26 أغسطس/ آب، خريطة المآسي الرومانية التي كان من الممكن تجنبها. الانفجارات المدمرة التي وقعت في محطة غاز بترولي مسال في البلدة تركت خلفها قتلى وعشرات من الجرحى، معظمهم من رجال الإطفاء الذين تدخلوا بعد الحريق الأول. ورغم اختلاف الظروف وأعداد الضحايا، فإن المقارنة مع مأساة نادي كولكتيف في بوخارست، التي راح ضحيتها أكثر من 60 شابا، مُبررة، خاصة إذا كانت التحقيقات ستؤكد التجاوزات والمخالفات التي كانت سمحت لمحطة التزود بالوقود أن تعمل، رغم من حقيقة أنها لم تعد تحظى بترخيص منذ من عام 2020. فتح أربعة تحقيقات: الأول، من قبل النيابة العامة، يهدف إلى معرفة أسباب الانفجارات، والثاني، من قبل النيابة العسكرية، يحلل أسلوب تدخل رجال الإطفاء، أما التحقيقان الآخران، فقد فتحا من قبل الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد، للتحقيق في تجاوزات محتملة في عمل بعض الموظفين العامين الذين كان يجب أن يتحققوا من ترخيص محطة الغاز البترولي المسال. وكما هو الحال دائمًا في مثل هذه الحالات، تتحرك السلطات وتأمر بعمل تفتيشات واسعة النطاق على المستوى الوطني. ونتيجة لذلك، اكتشفت مخالفات في محطات وقود أخرى في رومانيا. ولأن لا شيء يبدو وكأنه محض صدفة، فقد اكتشفت وسائل الإعلام أن أحد المساهمين في الشركة التي تمتلك محطة الغاز البترولي المسال حيث وقعت الانفجارات هو ابن رئيس بلدية مدينة في محافظة أخرى، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، وهو داعم وممول كريم للحزب. على مدى 10 سنوات، كان حجم مبيعات الشركة، التي لديها عشرات العقود، بما في ذلك مع الدولة، قد نما بنحو 500 مرة.
إعادة تنظيم الشرطة الرومانية:
طالب رؤساء شرطة كونستانتسا، المحافظة الموجودة جنوب شرق البلاد، حيث وقع مؤخرًا حادث مرور مأساوي، سببه شاب مدمن مخدرات، بإقالتهم من مناصبهم، في الأسبوع الذي قدم فيه وزير الداخلية/ كاتالين بريدويو، استنتاجات هيئة المراقبة في حال هذا الحادث. بريدويو وعد بإعادة تنظيم تامة لجهاز تنفيذ القانون بالكامل في الهياكل التابعة لوزارة الداخلية MAI، وهي عملية إعادة هيكلة شاملة، ستبدأ بمفتشية شرطة كونستانتسا، حيث، وفقًا لتصريحاته الشخصية، خسرت المعركة مع الجريمة خلال السنوات الأخيرة.
ونذكر أن سائقاً كان يخضع لتأثير مواد مخدرة، يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، تسبب بمقتل شابين وجرح ثلاثة آخرين قرب بلدة دوي ماي. شرطة كانت قد أوقفته قبل حوالي ثلاث ساعات من وقوع الحادث المروري واقتادته إلى قسم الشرطة، حيث أطلق سراحه لاحقاً، عقب إجراء فحص لتناول الكحول، كانت نتيجته سلبية. بريدويو أعلن عن إصدار أمر إجراء تحقيق أولي بتهمة الإهمال في حال العديد من الضباط المتورطين في الإدارة الخاطئة لهذه القضية. وأضاف أيضًا أنه ينوي عسكرة جميع المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة الداخلية MAI، وأنه سيعيد التفكير بشأن الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات من منظور بتطور الاستهلاك في رومانيا.
من ناحية أخرى، ذكرت وزيرة العدل/ ألينا غورغيو أن مكافحة المخدرات تتطلب جهدا مشتركاً، وأن عدد المدعين الذين يتعاملون حاليا مع مثل هذه القضايا صغير جدا. حوالي 4700 ملف متعلق بالمخدرات سُوي هذا العام في رومانيا، على الرغم من أن أربعة عشر مدعيًا فقط ينشطون في قسم مكافحة تهريب المخدرات.
اجتماع الدبلوماسية الرومانية:
اجتماع الدبلوماسية الرومانية الذي ينظم تقليديًا، في موعد متزامن مع يوم الدبلوماسية الرومانية، الذي يحتفل به في الأول من سبتمبر/ أيلول من كل عام، كان موضوعه هذا العام هو: إدارة التحديات في منطقة البحر الأسود وتعظيم الفرص. رومانيا ستواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا، وستبقى بجانب جمهورية مولدوفا (السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة باللغة الرومانية)، عبر تقديم المساعدة المالية والخبرة والدعم السياسي من أجل مسار أوروبي لا رجعة فيه، وبناء دولة آمنة ومزدهرة – أكد رئيس الدولة/ كلاوس يوهانيس خلال لقائه مع رؤساء البعثات الدبلوماسية، ومديري المعاهد الثقافية الرومانية. من ناحية أخرى، فإن من واجب رومانيا أن تواصل كونها مزوداً حقيقياً للأمن في المنطقة، حتى يصبح البحر الأسود منطقة لا يمكن أن يتعرض فيها السلام والازدهار لأي تهديد – شدد رئيس الدولة. التأخير المؤلم لعملية الاندماج الكامل في الاتحاد الأوروبي، عبر انضمام رومانيا إلى مجال شنغن، سيبقى أولوية خلال الفترة المقبلة– وعد الرئيس كلاوس يوهانيس.
اجتماع الدبلوماسية يمثل فرصة لتحديث الأولويات في سياقٍ تهيمن عليه الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، وهي تهديد غير مسبوق للسلام والأمن والنظام الدولي المبنية على أساس القواعد – أكدت وزيرة الخارجية الرومانية/ لومينيتسا أودوبيسكو، التي أعلنت عن تكثيف الخطوات لتعزيز مكانة رومانيا في إطار الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك على المستوى الدولي.
مهرجان جيورجيه إينيسكو، في دورته السادسة والعشرين:
حتى 24 سبتمبر/ أيلول الجاري، ستكون بوخارست العاصمة الموسيقية للقارة. 3500 فنان سيعلتون المنصة في 90 حفلًا موسيقيًا خلال مهرجان جيورجيه إينيسكو الدولي للموسيقى، الذي وصل الآن إلى دورته السادسة والعشرين، التي تنظم تحت شعار الكرم عبر الموسيقى. دورة عام 2023 هي الدرة الأولى مع مدير فني جديد، قائد الأوركسترا الشهير/ كريستيان ماتشيلارو، الذي أهدى مقطوعة الرابسودية رقم 2، التي ألفها الموسيقار الروماني الكبير/ جيورجيه إينيسكو، في برنامج اليوم الأول من الحفلات، إلى كل الذين يحتاجون إلى المواساة عقب مأساة كريفيديا.
ومن الأوركسترات الهامة التي تشارك في دورة هذا العام، نعدد: أوركسترا فيينا الفيلهارمونية، وأوركسترا كونسيرت- غيبو الملكية من أمستردام، والأوركسترا الوطنية الفرنسية، وأوركسترا تونهالي من زيورخ، وأوركسترا لندن السيمفونية، والأوركسترا الفيلهارمونية التشيكية. قادة أوركيسترا دوليون من الدرجة الأولى، سيعتلون منصة المهرجان، مثل: كريستيان ماتشيلارو، وزوبين ميهتا، والسير سيمون راتل، ولورانس فوستر، وفلاديمير جوروفسكي، وديليانا لازاروفا، بالإضافة إلى ويلسون هيرمانتو. أربع فرق موسيقية من الفرق الست التابعة لإذاعة رومانيا دعيت للأداء على منصة المهرجان، وهي: أوركسترا الوطنية الإذاعية، وأوركسترا الحجرة الإذاعية، والجوقة الأكاديمية الإذاعية، وجوقة الأطفال الإذاعية.