مواقف لسياسة رومانيا الخارجية
العلاقات مع تركيا والحربان في أوكرانيا وغزة نقاط ذات أولوية على أجندة الدبلوماسية الرومانية
Diana Baetelu, 05.02.2024, 14:22
قررت رومانيا وتركيا – الدولتان المطلتان على البحر الأسود والمتحالفتان في إطار حلف الأطلسي تعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما منذ عقدين من الزمن وذلك أثناء المشاورات التي أجراها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيرته الرومانية لومينيتسا أودوبيسكو في بوخارست مؤخرا حيث أعلن المسؤول التركي عن تأسيس مجلس للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين في وقت قريب مضيفا أن التعاون في مجال الدفاع يمثل بعدا هاما للعلاقات الثنائية . من جانبها أوضحت وزيرة الخارجية الرومانية أن إحدى المسائل الرئيسية على أجندة المباحثات الثنائية تعلقت بالسياق الأمني الحالي وسبل المساهمة في تعزيز أمن البحر الأسود . وشكرت الوزيرة الرومانية تركيا على مشاركتها في في الشرطة الجوية لحلف الأطلسي المتواجدة في رومانيا الأمر الذي يساهم في تعزيز الدفاع والردع في الجناح الشرقي للحلف الأطلسي. وأشارت لومينيتسا أودوبيسكو أيضا إلى قرار إنشاء المجموعة البحرية لإزالة الألغام في البحر الأسود بين رومانيا وتركيا وبلغاريا باعتباره نموجذا ملوسما للتعاون بين الدول الثلاث . من جانب آخر تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين رومانيا وتركيا حيث يجدر ذكر أن حجم التبادل التجاري الثنائي بلغ بحلول شهر ديسمبر كانون الأول من العام الماضي تسعة مليارات وأربعمائة مليون دولار وأنه من المتوقع أن يصل إلى خمسة عشر مليار دولار في عام 2025.
هذا ومن ناحية أخرى بحث المسؤولان الوضع في الشرق الأوسط حيث انتقد وزير الخارجية التركي كون مليوني شخص في قطاع غزة يتعرضون للقصف الإسرائيلي ويعانون الجوع والأمراض المعدية. من جانبها أشارت لومينيتسا أودوبيسكو إلى الحاجة إلى تنسيق وثيق للجهود الدولية من أجل التقدم نحو سلام دائم في الشرق الأوسط مؤكدة أن احتياجات المدنيين الفلسطينيين لا تزال تمثل أولوية لرومانيا وإن علقت بوخارست كغيرها من البلدان مساهمتها المالية لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين بعد الكشف عن تورط بعض من موظفيها في هجوم حركة حماس الإرهابية على إسرائيل في السابع من أكتوبر عام 2023.
أما فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا والتي لا تزال تمثل مثار قلق للدبلوماسية الرومانية فقالت لومينيتسا أوديبيسكو إن الوضع في الدولة المجاروة يمثل شأنا ذا أولوية على جدول الأعمال الأوروبي داعية المجتمع الأوروبي إلى مواصلة الدعم لكييف. ويذكر أنه منذ اندلاع الحرب لجأ أكثر من سبعة ملايين من الأوكرانيين إلى رومانيا فيما أصبح ميناء كونستانتسا الروماني على البحر الأسود منفذا أساسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية .