مناطق الجذب السياحي في محافظة ميهيدينتس
نتجه اليوم إلى جنوب غرب رومانيا، إلى منطقة سياحية تخطت شهرتها منذ أمد بعيد حدود البلاد. يمكن في محافظة ميهيدينتس، القيام برحلات استكشافية إلى الكهوف، والتسلق، وركوب القوارب النهرية، ومسابقات الرماية، وركوب الخيل، وركوب الدراجات.
Daniel Onea, 14.04.2019, 13:56
يمكنكم من خلال طريق “أورشوفا Orşova”– “الخزانات الكبيرة Cazanele Mari” الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الأكثر جمالاً الذي أنشأها نهر الدانوب في رومانيا، إضافةً إلى العديد من الآثار التاريخية. “ماريانا دراغيان” هي مديرة التواصل في جمعية تطوير “ميهيدينتس” من “دروبيتا تورنو سيفيرين Drobeta Turnu Severin”.
“لقد اخترنا أربع مناطق جذب سياحية مهمة، نعتقد أنه لا ينبغي عليكم تفويتها إذا كنتم في المنطقة. الأولى، هي كهف “توبولنيتسا”، الموجود في مزرعة “تشيريشول Cireşul“. حيث يحتل الموقع الثاني في رومانيا من حيث الطول، والموقع السادس عشر على مستوى العالم. يبلغ طوله أربعة وعشرون كيلومتراً ونصف الكيلومتر، والتي لم يُستكشف منها إلاّ أحد عشر كيلومتراً فقط. تم إعلان الكهف كمحمية طبيعية، ولايمكن زيارته إلاّ في يوم واحد فقط في السنة، لبضع ساعات، عندما يقام احتفال التخييم، والذي يتم تنظيمه في الأحد الثالث من شهر آب “أغسطس”. وقد تم تنظيم خمسة وخمسين نسخة من هذه الاحتفالات حتى الآن. وبهذه المناسبة، يتم تنظيم معرض للمنتجات الغذائية والحرفية في المحافظة”.
توصينا “ماريانا دراغيان”، مديرة التواصل في جمعية تطوير “ميهيدينتس”، بأن لا نفوّت فرصة التوغل في التاريخ.
“ معلم سياحي آخر سيكون القلعة القروسطية، الواقعة في مدينة “دروبيتا تورنو سيفيرين”. تم بناء هذا المعلم التاريخي في القرن الثالث عشر، على أنقاض قلعة “دروبيتا”، في منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية. وباعتبار موقعها استراتيجياً، اعتُبرت القلعة في العصور الوسطى الأكثر أهمية في المنطقة. في عام ألفين وتسعة، دخلت في عملية التجديد، ثم تم افتتاحها في عام ألفين وخمسة عشر للعموم. يتم هنا في فترة الصيف تنظيم فعاليات متعددة، ثقافية سياحية، والتي أذكر منها، الاحتفال القروسطي لقلعة “سيفيرين”.
وإذا سألتم أين يوجد أكبر جسر طبيعي في أوروبا، فقد حان الوقت أن تعرفوا أنكم ستجدونه في محافظة “ميهيدينتس”. “ماريانا دراغيان”.
” معلم سياحي آخر هو جسر الرب، الذي يقع في مزرعة “بونواريلي Ponoarele“، على بعد ستة كيلومترات من مدينة “بايا دي أراما Baia de Aramă“. إنه الطريق الطبيعي الوحيد الذي يتم المرور عليه في رومانيا. وهو واحد من الأشكال الطبيعية القليلة من هذا النوع على المستوى العالمي. إذ يوجد ثلاثة جسور طبيعية فقط في العالم. أحدها في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الآخر في فرنسا. يبلغ طول جسر الرب ثلاثين متراً، بينما يبلغ ارتفاعه ثلاثة عشر متراً، وبعرض اثنين وعشرين متراً، وبفتحة تسعة أمتار. وبسبب أنه الجسر الأكبر في رومانيا والثاني على مستوى أوروبا، فقد تشكل جسر الربّ نتيجة انهيار أحد جدران كهف “بونوارا Ponoare“، الموجود في الجوار”.
تساءل الكثيرون عما إذا كان ذلك بمثابة تبذير أو عبارة عن عمل فني، لكنهم بالتأكيد أعجبهم في “ميهيدينتس” أكبر نحت حجري في أوروبا. “ماريانا دراغيان” مديرة التواصل في جمعية تطوير “ميهيدينتس” من “دروبيتا تورنو سيفيرين Drobeta Turnu Severin”.
“ يقع تمثال ديتشيبال، المحفور في الصخر، عند مصب نهر “مراكونيا” في نهر الدانوب، وبارتفاعه الذي يبلغ أربعين متراً، وعرضه الذي يبلغ خمسة وعشرين متراً، يُعتبر أعلى تمثال حجري في أوروبا، وهو أصغر بنحو ستة أمتار فقط من تمثال الحرية الأمريكي. وتعود مبادرة تنفيذه إلى “يوسف كونستانتين دراغان”، صاحب مؤسسة “دراغان الأوروبية”. وأيضاً من هنا، من أمام “ديتشيبال”، يمكن للسياح الذهاب برحلات القوارب في نهر الدانوب. والتي يتم تنظيمها قريباً من المعالم السياحية. في هذه الرحلات يمكن زيارة كهف “بونيكوفا Ponicova“، وكهف “فيتيرانيVeterani “، “تابولا ترايانا Tabula Traiana“، ودير مراكونيا”.
تم الاحتفاظ بالمهن اليدوية والتقاليد في المناطق الريفية لمحافظة “ميهيدينتس”. ويتم تنظيم الاحتفالاات الدينية بنفس الطريقة التي كانت في الأزمان القديمة جداً، تقول “ماريانا دراغيان”.
“أنصح بالسيراميك المشهور من “شيشيشت Șișești“. إنها البلدة الوحيدة في محافظة “ميهيدينتس” التي يتم الحفاظ فيها على تقليد الفخار. وحتى لو كان تقليداً يعود إلى عصور “الداتش”، فقد تمكن الحرفيون من “شيشيشت Șișești” من الحفاظ على التقنيات. إنهم الحرفيون الشعبيون الذين يمكن زيارتهم. وأيضاً، في المنطقة الجبلية، في “بونوارا”، تتمتع التقاليد والمرفأ الشعبي بقيمة لا تقدر بثمن. كما لا تزال النساء تصنع الأزياء الشعبية يدوياً. حيث يرتدي الأشخاص المشهورون من “بونوارا” الأزياء التي تصنعها النساء يدوياً في المنطقة الشمالية بمحافظة “ميهيدينتس”. ومن أيدي أولئك النسوة تخرج مجوهرات حقيقية. ننصح السياح الذين يرغبون برؤية كيف يتم صنع مثل هذه الملابس الرائعة، بزيارة “يوليا مارتينيسكو”.
أنجزت جمعية تطوير “ميهيدينتس” العديد من المشاريع، من خلال برامج عبر الحدود “رومانيا-صربيا”، “رومانيا-بلغاريا”. “ماريانا دراغيان، مديرة التواصل.
” في إطار برنامج رومانيا – بلغاريا، يمكننا أن نفخر بمشروع” ستة أسباب لزيارة المنطقة السياحية “ميهيدينتس – فيدين Mehedinti — Vidin“، حيث تعلّم مئة وعشرون مواطناً، من السكان المحليين من المنطقتين، في ست ورشات يدوية لتصنيع التذكارات السياحية من الخشب، أو القماش، أو الطين، أو الرسم. مشروع آخر هو من خلال برنامج رومانيا – صربيا، وهو عجائب الدنيا السبع. حيث قُدمت أفلام للترويج السياحي لكل فصل من فصول السنة. تم إعلام السياح عما يمكنهم زيارته، وماهي الفعاليات المنظمة، كما تم وضع لوحات سياحية تحوي رموزاً، في كل من محافظة “ميهيدينتس”، وكذلك في منطقة “بورسكي”. كما وضعت قواعد بيانات تحوي معلومات عن المعالم وإحداثيات الـ جي بي إس الخاصة بها. مشروع آخر هو “حرّاس التقاليد”، والذي هدف إلى تعزيز السياحة، حيث تم تشكيل مجموعة من أربعة وعشرين راقصاً شاباً “.
تُعتبر أية فترة من السنة مثالية من أجل الإقامة في محافظة “ميهيدينتس”، لكنكم ستشعرون بفخامة الاستقبال في شهر آب “أغسطس”، من خلال تناول الحلوى وشراب تسويكا التين. وحينها يُقام مهرجان التين، الذي يبدأ باستعراض قطاف التين بالزي الشعبي، ومسابقات لأفضل الأطباق الشهية. وتنتهي السهرة باستعراضات يقدمها فنانون محليون، وفرق مشهورة من المنطقة.