قصر آل كورفين، أسطورة حيّة لترانسيلفانيا
نصل اليوم إلى غرب رومانيا، إلى محافظة هونيدوارة، في مدينة هونيدوارة حيث نزور أحد أجمل القصور في رومانيا: قصر آل كورفين
Daniel Onea, 08.05.2023, 18:35
نصل اليوم إلى غرب رومانيا، إلى محافظة هونيدوارة، في مدينة هونيدوارة حيث نزور أحد أجمل القصور في رومانيا: قصر آل كورفين، والذي يُعْرَفُ أيضًا باسم قصر آل هونياد، ويُمَثِّلُ هذا المبنى الرائع أحد أهمِّ الوجهات السياحيّة في رومانيا، وتُفسِّرُ لنا مغدالينا كوفيتي، وهي مُدرِّسة ودليلة سياحيّة، قائلةً إنَّ المباني على الطراز القوطي التي يمكنكم الاستمتاع بها ترجع إلى القرن الخامِسَ عَشَرَ، وبنيت بأمر من يانكو الهونيدواري: كان يانكو الهونيدواري أحد أغنى الحُكّام في القرن الخامس عشر، وكان يمتلك قِلَاعًا وقُصورًا في غرب المجر بالإضافة إلى هذه القلعةِ المسمَاةِ باسمه. وقد ورثت عائلةُ يانكو الهونيدواري القلعةَ من الملك سيغيسموند دي لوكسمبورغ عامَ 1409. بَدَأ بناءُ القلعةِ كما نعرِفُها اليوم عام 1441، وحتّى عام 1446 تمَّ بناءُ سبعةِ أبراجٍ وجِدارٍ مُحَصَّنٍ بجانِبِ الجدار الموجود. وبعد يانكو الهونيدواري تولّى الحُكْم ابنُهُ ماتي كورفين، والذي أصبح ملك المَجَر وحكم البلد من بودابست وفيينا. واستمرّ بناء القصر تحت أشراف أمّ ماتي كورفين وخصوصا الجزء الذي أطلق عليه اسم بيت الذهب بسبب ثروتِهِم.
غبريال بيتلين هو أمير ترانسيلفانيا بين عاميْ 1613- 1629 وتَرَكَ بصمات وعلامات: وكان الأمير غبريال بيتلين يحتاج إلى مكان واسع عندما جاء إلى هونيدوارة بموكِبِهِ الملكي في القرن سابِعَ عَشَرَ. وبالتالي ستلاحظون أنّ قاعة المجلس اِنقَسَمَتْ على العرض وعلى الطول في جزئين من أجل تنظيم غرف للأميرة ولِغبريال بيتلين. والمباني التي يمكنكم أن ترَوْها في الساحة الداخليّة ترجِعُ إلى القرن التاسعَ عَشَرَ. قيل إنَّ دور القصور اندثر وتَحَوَّل إلى مخزن للحديد والحبوب.
قصر آل كورفين كان يمتلكه 22 مالِكًا أثناء تاريخه، وبَدْءًا من عام 1725 أصبح مِلكيّةً عامّةً، ومن عام 1974 تحوّل إلى متحف. في حال تحبّون زيارته بعد الظهر ستسمعون الأجراس التي تقول عنها دليلتنا مغدالينا كوفيتي إنّها تخفي قصةً مثيرةً للانتباه: تدقُّ الأجراس منذ 566 عامًا، بالتحديد منذ عام 1456 بعد الانتصار في الحرب في بلغراد. مُعظمَ الناس يعتبرون دقَّ الأجراس علامةً للانتصار الذي أوقف قدوم الأتراك لكنَّه في الحقيقة لَيْسَت هكذا. كان يانكو الهونيدواريّ قائدًا بارعًا وله جيش صغير، لذلك طلب مساعدةً مالية وجنودًا من البابوية، التي كانت تلعب دور الاتّحاد الأوروبي آنَذاك. لكنّ المساعدة لم تكن كافية بسبب نقص المال والجنود، وعِوَضًا على ذلك وعدت البابوية بِدقّ الأجراس في كلِّ كنيسة من أجلِ الانتصار والمدد من الربّ. ومن المُدهش أنّه في كل الكنائس من أوروبا الوسطى ولَيْسَت فقط في رومانيا تَدقُّ الأجراس كلّ يومٍ في الساعة الثانيَةَ عَشَرَةَ كذكرى لهذا الحادث.
يُعْتَبَرُ الآن قصر آل كورفين المعلم التاريخي أكثر حِفْظًا في وسط وجنوب شرقيّ أوروبا فيما يتعلق بالهندسة المعماريّة على الطراز القوطي والمدني والعسكريّ. ويمكنكم أثناء الزيارة مشاهدةُ نُصُبٍ عظيمٍ وساحة واسعة وقاعتَين واسعتَين للاستقبال وقاعة الفرسان، ويوجد فيها مَعْرَضٌ للتقنية العسكرية وقاعة المجلس التي تشبه القاعاتِ المُخَصَّصةَ لجلسات الحُكّام، وهناك معارض أخرى للآلات المستخدَمة في العصور الوسطى. وفي نهاية الأسبوع يمكنكم المشاركة في الحفلات والحوادث التي تُعيدُ جوّ العصور الوسطى.
اِسْتَمَعْتُم إلى برنامج تَمَّ إنتاجُهُ بمُساعدة قسم العلاقات بين القوميات في الحكومة الرومانيّة، ومشروع التنوّع والتراث الثقافي عبر وسائل الإعلام: التنوع والتراث في محافظة هونيدوارة.