“متحف الفن في “تيميشوارا
مبنى قصر الباروك الموجود في ساحة الوحدة، في مركز المدينة القديم في الوقت الحاضر، هو المبنى الذي يستضيف متحف الفن في تيميشوارا
Christine Leșcu, 28.10.2018, 17:09
بعد مئة وأربعة وستين عاماً من الوصاية العثمانية على منطقة ” بانات Banat”، والتي استمرت من عام ألف وخمسمئة واثنين وخمسين وحتى عام ألف وسبعمئة وستة عشر، كان قدر “تيميشوارا” أن تكون جزءاً من أراضي امبراطورية “هابسبورغ habsburg” في عام ألف وسبعمئة وثمانية عشر، على الرغم من غزوها من قبل القوات النمساوية ثانية منذ عام ألف وسبعمئة وستة عشر. بالنسبة للمنطقة الغربية من رومانيا في يومنا هذا، تبدأ عملية إعادة البناء تحت سلطة البيت الملكي الهابسبورغي. وقّع الامبراطور كارول السادس مرسوماً بإحداث إدارة “بانات Banat “، حيث أصبحت “تيميشوارا” العاصمة الجديدة للمقاطعة الملكية، وبالتالي بدء برنامج شامل للتغييرات الحضرية الجديرة بالوظيفة الجديدة للمدينة.
كان من نتائج ذلك بناء قصر “الباروك” الموجود في ساحة الوحدة، في مركز المدينة القديم في الوقت الحاضر، البناء الذي يستضيف متحف الفن في “تيميشوارا”. يعود بنا المدير الحالي للمتحف المؤرخ “فيكتور نيومان Victor Neumann”، إلى الوقت الذي بدأ فيه بناء قصر الباروك.
“لقد بُني بين عامي ألف وسبعمئة وثلاثة وثلاثين وألف وسبعمئة واثنين وخمسين. ليصبح مقراً للحكومة، وبعدها مقراً لرئيس محافظة “تيمشوارا”، كونه في الواقع، مقر إدارة مقاطعة “بانات” في تلك الفترة. الإدارة النمساوية لمقاطعة “بانات” امتدت من عام ألف وسبعمئة وثمانية عشر إلى عام ألف وسبعمئة وتسعة وسبعين، وبما أن القصر هو مقر الإدارة والحكم، فإن الموظفين كانوا يعيشون داخله. لقد بُني من قبل المهندسين النمساويين، ومن قبل متعهدين نمساويين جاؤوا من “فيينا”. وبالتالي، فقد تم إعادة بناء كامل المنطقة المجاورة، بسبب هدم كامل الجزء القديم من القلعة التركية. “تيميشوارا” واحدة من المدن الأوروبية القليلة التي تم هدمها بالكامل تقريباً في القرن الثامن عشر”.
طوال هذا القرن، يتغير مظهر تيميشوارا، وليس فقط مدينة منطقة “البانات” هذه ، وفقاً للمبادئ الحضرية والمعمارية التكتونية الخاصة بالعمارة الباروكية المتأخرة، والأكثر من ذلك، النمط الخاص بأوروبا الوسطى. من بين خصائص هذا النمط هناك نوع معين من تقسيم المساحة الداخلية: تحتل الطابق الأرضي المساحات الإدارية أو التجارية، أما منطقة السكن فهي مواجهة للشارع، واللون المقبب من أجل الوصول إلى المرفقات في الأفنية الداخلية.
تنطبق هذه الصرامة المعمارية حتى على قصر الباروك الحالي، الذي صمّمه مهندسون معماريون مجهولون، والذي تغير اسمه على مدى الأيام، حسب أدواره المختلفة التي لعبها في إدارة مدينة “تيميشوارا”. أصبح قصر “بانات” تيميشوارا الإداري حتى عام ألف وسبعمئة وثمانية وسبعين، وبعد إعادة ضم منطقة “البانات” إلى هنغاريا من حزيران (يونيو) عام ألف وسبعمئة وثمانية وسبعين، كان مقر حاكم الولاية حتى عام ألف وثمانمئة وثمانية وأربعين. بعد قمع الثورة الهنغارية في عام ألف وثمانمئة وتسعة وأربعين، كانت هنا حكومة “بانات تيميش” وفويفودينا الصربية. يتحدث فيكتور نيومان.
“أولاً وقبل كل شيء، هو مكان للإدارة الألمانية-الصربية للمدينة. يحوي طابقاً أرضياً وطابقين أخريين. يحوي حديقتين ومرفقات مع لاسطبلات والمستودعات التي تظهر حتى في القرن التاسع عشر. تم استخدام الطابق الأرضي في إدارة مستشارية “بانات” وفي إعداد الرواتب العسكرية. خلال القرن التاسع عشر والجزء الأول من القرن العشرين ، استمر كمركز إداري. تمت استضافة حكومة المدينة هنا منذ أن أصبحت المقاطعة ومدينة تيميشوارا جزءاً من رومانيا في عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر. بعد الحرب العالمية الثانية، وخلال الحقبة الشيوعية، تم استخدام المبنى كمقر لكلية الزراعة والطب البيطري، ومنذ عام ألف وتسعمئة وتسعين، أصبح المبنى مخصصاً لمتحف الفن. عملياً، ومنذ عام ألفين وستة، المتحف يعمل هنا”.
في نهاية القرن التاسع عشر، خضع القصر الباروكي لعملية تغيير، واصلاً إلى ما هو عليه شكله اليوم. كان تعديله تابعاً لرغبة الزمن، أي أن أي تدخل في مبنى ما كان يجب أن يتم من خلال التجديد والعثور على أسلوب ممثل للعمارة المعاصرة. ولذلك، اقترحت الترميم من خلال ما يسمى “التطهير الأسلوبي”. تم تنفيذ الأسلوب في أعوام ألف وثمانمئة وخمسة وثمانين-ألف وثمانمئة وستة وثمانين من قبل “جاكوب جاك كلاين” ألف وثمانمئة وخمسة وخمسين-ألف وتسعمئة وثمانية وعشرين، وهو مهندس معماري ومتعهد من مدينة تشيرنيفتسي، والتي توجد اليوم في أوكراني).
لم تكن هي بالطبع، عملية التعديل الأخيرة التي مر البناء خلالها. في الوقت الحاضر، تقترب أعمال الترميم الأخرى من نهايتها، ونتيجة لذلك، لا يستعيد قصر الباروك مجده السابق فحسب، لكنه يستعيد أيضاً مقتنيات ومعارض متحف الفن الجديرة بوضعها في مكانها اللائق. من ضمن هذه المجموعات مجموعة الفن الروماني الحديث، أيقونات “البانات”، الفن الأوروبي الحديث، بالإضافة إلى معرض دائم للوحات السيد “كورنيليو بابا Corneliu Baba“.