كونسانتين برانكوش
كونسانتين برانكوش هو الفنان الروماني الاكثر شهرة في الخارج والأكثر ظهورا في صدارة التصنيفات العالمية للفناتين التشكيليين
Steliu Lambru, 01.04.2014, 10:52
ظل برانكوش بعيدا عن أضواء الحياة العامة ولم يحب الشهرة ..لذا فإن المقابلات المسجلة معه و الأفلام و الصور التي يظهر فيها قليلة جدا ..
الناقد جورجيه أوبريسكو تعرف على برانكوش خلال زيارته الأولى لباريس بعد الحرب العالمية الأولى .. وقال عن تلك الزيارة :
“زرت ورشة عمل برانكوش في باريس .. كانت كبيرة ولاحظت أنها مليئة بعرائض ضخمة من الخشب كان الفنان قد جلبها من قرية بإقليم بريتاني حيث كان الناس قد هدموا عددا من البيوت القديمة .. وكانت العرائض الخشبية الضخمة تلك والتي كان طول بعضها يصل إلى عدة أمتار تبدو وكأنها بانتظار لمسة سحرية من يد المايسترو لتتحول إلى تماثيل و منحوتات رائعة “
في الفترة ما بين الحربين العالمتين عاد الناقد جورجيه أوبريسكو إلى باريس وزار برانكوش في ورشته من جديد .. وقال عن الزيارة الثانية :
“لاحظت أن العرائض الخشبية الضخمة كانت قد اختفت من الورشة فكان برانكوش قد أصبح يهتم أكثر بالمعادن و الجحر .. في تلك الزيارة دعاني الفنان لتناول الطعام معه وأثناء العشاء تجاذبنا أطراف الحديث . تحدثنا أكثر من ساعتين … تأثرت كثيرا ومنذ زيارتي الأولى بأحاديثه الشيقة و شخصيته القوية التي لمست فيها نواع من الأرستقراطية ذات الطابع الريفي .. كان لديه عينان ثاقبتان هما مرآة روحه ضاحكتان تارة و حزينتان تارة أخرى ..وكان يتكلم ببطء و بصوت لطيف وكان يزن كلماته بعناية … كان ينشر حوله شيئا من الهدوء هو هدوء الفنان الذي استطاع أن يكتشف حقيقة الفن المطلقة”
ديسبري باليولوكو هرب من رومانيا إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية إبان الاحتلال السوفييتي للبلاد … كان طالبا فقيرا في باريس عندما تعرف على برانكوش الذي كان صديقنا لوالده :
“كان برانكوش صديقا لوالدي منذ سنوات الدراسة الجامعية ..وكان والدي أول ناقد لبرانكوش وأول من ألف كتبا حول فنه .. كان برانكوش صديقنا لي أنا الطالب الفقير الذي لا يجد ما يسد به رمقه و يحاول كسب قوته اليومي في فرنسا .. كان يستقبلني في منزله و كان مضيافا جدا.. كان سعيدا باستقبالي ومساعدتي ليس لأنني كنت ابن أحد أصدقائه بل لأنني روماني يواجه شتى المصاعب في باريس .. كانت علاقاته مع الجالية الرومانية شبه عديمة بل أعتقد أنه كان يتجنب أي اتصال معها .. كانت الجالية مكونة من جماعات مختلفة من المناهضين للشيوعية و اليساريين و الشيوعيين المتحمسين ..نصحني بالبقاء بعيدا عن الجالية الرومانية فأصغيت إلى نصيحته ولم احتكك مع الرومانيين في باربس إطلاقا ..”
الضابط فيرجيل كوفان حضر المراسم التي أقيمت في مدينة تيرغو جيو عام 1938 بمناسبة إزاحة الستار عن المنحوتات الضخمة التي كان برانكوش قد انجزها خصيصا لنصبها في إحدى ساحات المدينة :
“ان المدير يحدث برانكوش بمودة واعتقد أن الرجلين كانت تربطهما أواصر القرابة .. وقال المدير لبرانكوش إن سكان مدينة تارغو جيو غير معجبين بتلك المنحوتات وأن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك ووصفها بالضحك على الذقون . فرد عليه برانكوش قائلا أن هذا الكلام ليس لسكان المدينة وإنما لخصوم رئيس الوزراء تاتاريسكو .. ثم تحدث عن عائلة تاتاريسكو وعن دعمها له ومساعدتها على إنجاز تلك المنحوتات وتحمسها لفكرة وضعها في تلك المدينة الصغيرة”.