منظمة “درس من أجل رومانيا”
منظمة غير حكومية تعمل على تحسين جودة التعليم في المدارس العامة
Diana Baetelu, 28.11.2023, 14:28
في الأول من نوفمبر تشرين الثاني الجاري بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الإذاعة الرومانية توجت منظمة “درس من أجل رومانيا ” بجائزة قسم التربية مكافأة لعملها الدؤوب من أجل تكوين المدرسين .. فمنذ عشر سنوات وهذه المنظمة تقوم بتكوين كوادر تعليمية قادرة على توفير فرص نجاح متكافئة لتلاميذها قضلا عن منحهم ثقة متكافئة بقدرتهم على النجاح في الدراسة .. فما من شك أن الجهود التي يبذلها أعضاء المنظمة تستحق كل التقدير لا سيما وأن التلاميذ المستهدفين من برامجها ينحدرون من بيئات اجتماعية ضعيفة .
مارا نيكوليسكو مديرة التواصل في منظمة “درس من أجل رومانيا” تقدم لنا المزيد من التفاصيل : ” درس من أجل رومانيا “هي منظمة غير حكومية ألهمها نموذج تربوي تم تطويره لأول مرة قبل حوالي ثلاثين عاما في الولايات المتحدة من قبل منظمة “درس من أجل أمريكا” . ننتمي إلى مجموعة كبيرة نسبيا تشارك فيها شخصيات من ثلاث وستين دولة حول العالم تمثل منظمات نظيرة مع التوضيح أن عمل كل من تلك المنظمات مكيف على واقع النظام التعليمي في البلد المعني . أما فيما يتعلق برومانيا فإن برامج منظمة “درس من أجل رومانيا” موجهة إلى التعليم العام بالتعاون مع المؤسسات العامة ذلك أن أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من الأطفال الرومانيين يدرسون إلى مدارس عامة . الهدف الرئيس الذي نتبعه هو تحسين جودة التعليم العام في مدارس رومانيا ولكن على الأخص في المدارس الضعيفة التي نجدها خاصة في المناطق الريفية أو شبه الحضرية.”
كيف تعمل مؤسسة “درس من أجل رومانيا”؟ إنها تقوم بتجنيد أشخاص سواء كانت لديهم خبرة في مجال التدريس لو لم تكن وتقوم بإعدادهم لمدة عامين للعمل كمربين ومدرسين بما يتوافق مع أيمانها بضرورة أن يحصل كل طفل على تعليم ذي جودة بغض النظر عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي أو المنطقة التي يعيش فيها أو نوع المدرسة التي يلتحق بها. في عام 2014 انطلقت المنظمة بثمانية عشر مدرسا وفي الوقت الحالي يعملفي برنامج “درس من أجل رومانيا ” مئات المدرسين يساعدون أكثر من عشرين ألف طفل في عام دراسي واحد . هل هذا كثير أم قليل ؟ لنستمع إلى مارا نيكوليسكو:
“تكوين مدرس واحد لمدة عامين يكلفنا حوالي ثلاثة عشر ألف يورو كل عام وهذا المبلغ يصل إلى ستة وعشرين ألف يورو لدى انتهاء العام الثاني من مدة البرنامج . في مطلع العام الجاري نظرنا في ملفات أكثر من ألفي مرشح لاختيار مائة وعشرين منهم للمشاركة في دورات التكوين وإعدادهم للعمل ضمن برامج منظمتنا وهذا يعني ساعات تدريب كثيرة إضافة إلى التكوين الأولي للمدرسين المشاركين كافة سواء كانت لديهم خبرة في نظام التعليم العام أو لا بما بمكنهم من العمل في مدرسة كائنة في بيئة اجتماعية ضعيفة .”
واحد من بين كل خمسة أطفال يغيب عن المدرسة بشكل منتظم أو لا يذهب إلى المدرسية إطلاقا. وأربعة من بين كل عشرة أطفال يدرسون في مدرسة لا توجد فيها مكتبة في حين أن معدل التسرب المدرسي يبلغ خمسة عشر بالمائة في رومانيا في حين أن المعدل الأوروبي لا يزيد عن عشرة بالمائة .. في المناطق الضعيفة وخاصة في المناطق الريفية ستة من بين كل عشرة أطفال يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة لدى انتهاء المرحلة الابتدائية وربعهم لا يحصلون على مساعدة أفراد الأسرة إذا ما واجهوا صعوبات في القيام بالواجبات المنزلية في حين أن خمس الأطفال مضطرون لقطع مسافة ثمانية كليومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى المدرسة .أما اختبارات بيزا التي تقيم مهارات التلاميذ في سن الخامسة عشرة فأظهرت أن معدل الأمية الوظيفية تراوح في رومانيا على مدى السنوت العشر الماضية ما بين أربعين وخمسة وأربعين بالمائة .أما إذا أضيف إلى ذلك معدل التسرب المدرسي فإن نسبة الامية الوظيفية تزيد في هذه الحالة عن خمسين بالمائة . منظمة “درس من أجل رومانيا” تعمل مع الأطفال المتأخرين في الدراسة وأولئك الذين يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية أو لا يستطيعون إدارة عواطفهم بشكل صحيح : ” الأمر لا يقتصر على تقنيات التدريس الفردي فحسب بل يشمل أيضا تقنيات إدارة الفصل الدراسي بحيث يتمكن المدرس من خلق أجواء متميزة من التعاون بين الأطفال بحيث يساعدون بعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض ويعملون مع المدرس وليس ضده أو في انفصال تام عما يقوم به المدرس . الدراسات الدولية أثبتت أن أحد أجدى التغييرات في نظام التعليم العام هو توحيد المناهج والممارسات التعليمية. فليس عدد الطلاب في الفصل هم أهم شيء وأنما اتباع ممارسات ومناهج تعليمية موحدة حيث تبين أن أداء الفصل الذي تختلف المناهج التعليمية المتبعة فيه من مدرس لآخر سيكون أضعف عن أداء الفصل الذي يستخدم المدرسون فيه نفس المناهج ويتبعون نفس الأهداف ويعملون من أجل تطوير الأطفال بنفس الأساليب والمناهج التعليمية بصرف النظر عن عدد التلاميذ في الفصل. “
بما أن مهمة منظمة “درس من أجل رومانيا” صعبة للغاية بقدر صعوبة المشاكل التي يواجهها المدرسون فإن رومانيا بحاجة إلى معلمين كثيرين كأولئك الذين تقوم منظمة “درس من أجل رومانيا” بتدريبهم. بمكافأتها أفضل الكوادر التعليمية في المناطق الريفية في حفل توزيع اللجوائز السنوية تحاول المنظمة أن تثبت أنه بغض النظر عن الصعوبات القائمة فإن هناك أشخاصا متفانين قادرين على التغلب على الصعوبات كافة . فأولئك الذين يجعلون من مهنة التدريس في القرية مهمة وهدفا لا يجب أن يظلوا مجهولي الهوية بل يستحقون التقدير والعرفان من قبل المجتمع ِلأنهم يعملون على تغيير رومانيا نحو الأفضل .