التسلق – من العلاج إلى الأداء الرياضي المتميز
جمعية كلايم أغين أي تسلق مرة آخرى تنظم دورات علاج تعتمد على رياضة التسلق لأطفال وشباب يعانون من إعاقات
Diana Baetelu, 23.05.2023, 14:07
جمعية “كلايم أغين” أي تسلق مرةآخرى تنظم منذ عام 2014 دورات علاج تعتمدعلى رياضة التسلق لأطفال وشباب يعانون من إعاقات بصرية وسمعية وحركية وحتى من اضطربات مرتبطة بالتوحد مستفيدة من تبرعات المواطنين التي تساعدها على توفير تلك دورات مجانا . مؤسس الجمعية هو كلاويدو ميو البطل البلقاني السابق في رياضة التسلق .. رازفان نيدو المدرب في جمعية كلايم أغين حدثنا عن دور التسلق في علاج مختلف أنواع الإعاقات :”رياضة التسلق تجبركأن تعيش في الحاضر وأن تكون حاضرا وتفهم بشكل دقيق ما يحدث لجسمك كما تجبرك على فهم المخاوف التي تقيدك أو الحدود التي تفرضها على نفسك دون أن تدرك ..عندها تفهم أنك قادر على ممارسة هذه الرياضة بسهولة شريطة ألا تخاف . بممارستك رياضة التسلق تتعلم كيف تتواصل مع الناس وتزيد ثقتك بهم لأن التسلق هو رياضة جماعية يعتمد فيها المتسلق على دعم باقي أفراد الفريق . في رياضة التسلق يكون المسار واحدا وما يختلف من حالة إلى أخرى هي مزايا ومهارات المتسلقين سواء كانوا من الأشخاص الأصحاء أو من ذوي الإعاقة . فقد تكون أطول من غيرك أو أقوى أو قد تتميز بمرونة جيدة أو قد يكون بصرك قويا أو ضعيفا أو قد تعاني من شلل جزئي أوقد تكون لك ذراع واحدة فقط أوساق واحدة فقط فأيا كانت ظروفك الشخصية تتعلم كيف تتسلق المسار المحدد مستثمرا إمكانيات جسمك الحقيقية . فهكذا هي الحياة : تتعلم على الدوام كيف تساعد نفسك “.
خلافا للاعتقاد الشائع ليس التسلق رياضة متطرفة فالمطلوب من المتسلق أن يتسلق جدارا صخريا أو لوحة اصطناعية من أجل الوصول إلى القمة أو إلى نهاية المسار المحدد دون أن يسقط ولكن خطر الإصابة بإذاء يكون معدوما ما دام المتسلق وشركاؤه يتلزمون بإجراءات السلامة . المدرب رازفان نيدو يقول إن فوائد التسلق النفسية والبدنية لذوي الإعاقة لا يمكن الاستهانة بها:التركيز ليس على ما لا يمكنك عمله . على سبيل المثال إذا لم تستطع رؤية شيء ما سيخبر أحد بمكانه وإذا لم تستطع رفع ساقك إلى ارتفاع معين سنعمل على زيادة المرونة أو سنجد موضعا مختلفا لأيدينا يسهل علينا التحرك .. الأمر يعتمد على إيجاد الحلول المناسبة .. ذوو الإعاقة واعون بالمشاكل التي يعانون منها ولكنهم لا يعملون على حلها اعتقادا منهم أن الحواجز كثيرة أمامهم . التسلق يعني إيجاد حلول للمشاكل أوالصعوبات التي تواجهها في المسارات لكن وجود تلك الصعوبات هو ما يجبرك على إيجاد حلول لها. وهذا ينطبق أيضا على الحياة اليومية. فإذا نجحت في إيجاد حلول أثناء التسلق ستنجح أيضا في إيجاد حلول للمشاكل والصعوبات التي تواجهها في حياتك اليومية.”
الأطفال أو الشباب ذوي الإعاقة الذين يمارسون التسلق يصبحون أكثر ثقة بأنفسهم وأكثر شجاعة لينتهي بهم الأمر بالخروج من الكرة الزجاجية التي وضعهم فيها آباؤهم ظنا منهم أن أبناءهم غير قادرين على التكيف مع بيئة طبيعية أواجتماعية غير متعاطفة وحتى معادية . بل على العكس. فبتسلقهم جنبا إلى جنب مع الأطفال الأصحاء يدركون أنهم ليسوا أدنى مستوى منهم على الإطلاق . والمدرب رازفان خير دليل على ذلك :”قبل سبع سنوات تقريبا بدأ متسلقون يقومون بجولات في مدارس المكفوفين حاملين لوحة تسلق متنقلة فأتوا إلى المدرسة الثانوية التي كنت أدرس فيها. كنت أرغب في ممارسة الرياضة وكنت أتدرب لوحدي لكن التسلق أعجبني وجذبني أكثر من اللياقة البدنية فبدأت أفكر في تجربة رياضة التسلق التي وجدتها رائعة ومثيرة . وعندما قمت بتسلق صخرة للمرة الأولى أصبحت مولعا بهذه الرياضة . لا أستطيع القول إن مهاراتي كانت خارجة عن المألوف ولا أن النتائج التي حققتها في البداية كانت جديرة بالاهتمام. الحقيقة أنني أردت فقط أن ألبي دعوة المدرب كلاوديو مؤسس الجمعية للتسلق على سبيل التجربة . ولكن بعد ذلك قررت أن أقوم بتطوير مهاراتي وتحسين أدائي.”
وهذا ما حصل .. فرازفان نيدو يعاني من إعاقة بصرية وقدرة بصره لا تتجاوز واحدا بالمائة من قدرة البصر الطبيعية بحسب الأطباء . يقوم رازفان بجولات في مدارس المكفوفين حيث يدرب التلاميذ على استخدام العصا البيضاء كما يعمل مدربا في جمعية كلايم أغين سواء لذوي الإعاقة البصرية أو لذوي القدرة البصرية الطبيعية .. وقد توج لأكثر من مرة في بطولات ومسابقات التسلق لذوي الإعاقة كما تسلق عددا من الجبال العالية الشهيرة يقول رازفان :”القيود والحدود غالبا ما تكون موجودة في تصوراتنا فقط لأننا نظن خطأ أننا غير قادرين على عمل أشياء معينة.”
وجه رازفان الرسالة للذين قد يفكرون في الاحتذاء بمثاله :”الطبيعة رائعة والعالم كذلك رائع .. المستحسن ألا نخاف من اكتشافهما ولكن بالتدرج والحكمة كي نتمكن من الاستمتاع بكل شيء نكتشفه وكل إحساس نشعر به لأنه فريد من نوعه ورائع . نستطيع بالمثابرة والخطوات الصغيرة أن نحقق إنجازات أكبر مما نتصور وإن استغرق الأمر بعض الوقت.”