مبادرات المجتمع المدني من أجل العيش المستدام
ظهرت منذ سنوات مبادرات المجتمع المدني الداعية إلى اتباع أساليب العيش المستدام
Diana Baetelu, 15.02.2023, 19:00
الترويج لنمط حياة مستدام في تناغم مع الطبيعة من أجل حماية اليئة والصحة يفترض أن يكون واجبا على السلطات العامة المواطنين على حد سواء .. لكن في غياب التشجيع الترويج من قبل المسؤولين السيالسيين للاقتصاد الدائري ظهرت منذ سنوات مبادرات المجتمع المدني الداعية إلى اتباع أساليب العيش المستدام . فإلى جانب المنظمات غير الحكومية المعنية بالحياة المستادمة برزت مبادرات فردية للناشطين في هذا المجال حظيت باهتمام وتأييد الرأي العام .إحدى الناشطين في المجال هي صانعة المحتوى كورينا تشوريا التي تشارك متابعيها مختلف الحلول من أجل الحد من استهلاك البلاستيك وتخفيض كميات النفايات وهي حلول يمكن تطبيقها في الحياة اليومية بسهولة .. وتقول كورينا إنها تتبع نمط الحياة المستدامة منذ طفولتها التي قضتها وسط الطبيعة في منطقة ريفية :
“كنت طالبة في الصف النهائي الثانوي عندما قررت جمع النفايات بشكل انتقائي وإيداعها في الحاويات المخصصة لها سواء كانت من الزجاج أو البلاستيك أوالورق .. بموازاة ذلك حاولت تقليل الاستهلاك قدر المستطاع للحد من كميات النفايات التي كنت أضعها في حاويات إعادة التدوير .. الهدف الذي أتطلع إلى تحقيقه هو صفر نفايات ولكن في الواقع ما أريده هو أن أكون أقرب من الطبيعة لأنه في المجتمع العصري من الصعب علينا أن نعيش حياة طبيعية دون أن نخلف نفايات .. لا توجد في رومانيا اقتصاد دائري يقوم بإعادة تدوير النفيات واستخدامها لإنتاج منتجات جديدة لذا فأعتقد أنه من الأجدى أن نقلل الاستهلاك قدر المستطاع .”
ما هي الخطوات التي ينبغي علينا القيام بها من أجل حياة أكثر استدامة .. كورينا تشوريا تشاركنا تجربتها الشخصية بهذا الصدد :
“أول خطوة قمت بها أن أتخلص من مخزون الأكياس البلاستيكية في بيتي من خلال استخدام ما لدي منها بشكل متكرر إلى أن تمزقت فوضعتها في حاوية إعادة التدوير واستبدلتها بأكياس من مواد أكثر مقاومة للتمزق. كذلك تخليت عن شراء المياه المعدنية المعبأة بقارورات بلاستيكية واستبدلتها بقارورات من الزجاج إلى أن تخليت عن شراء المياه المعبأة نهائيا واستخدمت في المقابل مصفاة المياه المنزلي .. كما استبدلت الأكياس البلاستيكية بأخرى من القماش.. وفي الوقت نفسه تخليت عن الأشياء الأخرى المعبأة بعبوات بلاستايكية مثل الصابون السائل الذي استبدلته بالصابون الصلب المغلف بورق .. ثم اشتريت فرشاة أسنان من خشب بدلا من بلاستيك ..هذه العادات يجب الا أن نحاول فرضها على أنفسنا دفعة واحدة بل علينا اكتسابها بالتدرج لمنح أنفسنا وقتا كافيا للتأقلم معها وتحويلها إلى روتين يومي بسهولة وبشكل طبيعي.”
ظهرت في رومانيا في الآونة الأخيرة متاجر مختصة بالمنتجات العضوية غير المغلفة والتي يرتادها أنصار حركة صفر نفايات . وقد شاركت كورينا في الفعاليات الرامية إلى تشجيع الناس على الانضمام إلى الحركة بما فيها حملات التوعية وأحدثها تلك التي جرت في يوليو تموز الماضي بعنوان ” شهر بدون بلاستيك ” .وتقول إن هذه الفعاليات أدت إلى زيادة عدد مؤيدي حركة صفر نفايات :
“رغم زيادة عدد مؤيدي الحركة إلا أنها لا تزال محدودة النطاق شيئا ما ومع ذلك فإن القائمين عليها لا يستسلمون .. عدد المؤيدين يزداد سنة تلو الأخرى لكن وباء كورونا تسبب في تراجع النشاط والفعاليات والحملات على مدى العامين الماضيين لكني واثقة بأن فعاليات الحركة ستنتعش في الفترة المقبلة. وتساعدنا بهذا الصدد توجيهات المفوضية الأوربية حول الحياة المستدامة..”
أنصار العيش المتسدام غير الملوث يستفيدون من مشروع آخر قام المجتمع المدني بتطويره . جمعية فيتور بلوس هي إحدى الجهات التي تقوم بتطوير وتنفيذ مشاريع الجمع الانتقائي وإعادة تدوير النفايات . ميهائيل تاناسي مدير قسم التواصل :
” أحد المشاريع هو منصة رقمية بدأنا بتنفيذها قبل أربع سنوات وأطلقنا عليها خريطة إعادة التدوير ..حاليا توجد أكثر من 15ألف نقطة لجمع النفايات في جميع أنحاء رومانيا وهي واردة على خريطة إعادة التدوير ..وقد تكون تلك النقاط مجرد حاويات أو قد تكون مراكز جمع تابعة للمتاجر أو محطات الوقود وحتى صيدليات .. أو قد تكون أيضا مراكز جمع مستقلة ..بعض النقاط تجمع كافة أنواع النفيات سواء كانت بلاستيكية أو ورقية أو زجاجية وهنك أيضا مراكز مخصصة للجمع الانتقائي للنفايات التي تعتبر ملوثة للغاية مثل المعدات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأدوية وزيوت الطهي المستعملة .. أما عدد مستخدمي المنصة فيزيد عن 700 ألف وفي العام الماضي وحده بلغ عدد المستخدمين 200 ألف .. الجدير ذكره أن خريطة إعادة التدوير منصة تفاعلية بحيث يستطيع أي مستخدم أن يضيف مراكز جمع جديدة إلى الخريطة شريطة أن يكون لديه حساب على المنصبة .”
البعد التربوي مهم جدا لمديري المنصة بحسب ميهايل تاناسي :
“تقيم جمعية فيتور بلوس فعاليات عديدة ومن بينها فعاليات ريادة الأعمال الاجتماعية والعمل التطوعي من أجل حماية البيئة إضافة إلى حملات التوعية والتربية …نقيم هذه الفعاليات عبر المنصة الرقمية التي نعتبرها آداتنا الرئيسية لكننا نقوم أيضا بنشر مقالات حول الطريقة الصحيحة لجمع النفايات والحد منها وإعادة استخدامها اعتبارا منا بأن هذه الممارسات تساعد على حماية البيئة أكثر من إعادة التدوير لأنها تساهم في مكافحة الاستهلاك المفرط الذي تنتج منه كميات كبيرة من النفايات . من جانب آخر نهتم بتربية الأطفال حيث نقدم للمدرسين مواد تربوية حول حماية البيئة لنقلها إلى تلاميذهم أثناء الدروس .”