حملة “مرحباً بكم في العالم”
لا تزال رومانيا تحتل المركز الأول في الإتحاد الأوروبي في وفيات الرُضّع، و ذلك بنسبة 9.4 لكل 1000 حالة ولادة طفل حي، بسبب الولادة المبكرة.
România Internațional, 26.06.2013, 18:08
يقول الأطباء إن ثلث هذه الوفيات يمكن منعها من خلال تطوير برامج دعم للأمهات و الأطفال، و تزويد مستشفيات الولادة و مراكز الأمومة و أقسام الأطفال حديثي الولادة بمعدات طبية متطورة. منظمة “أنقذوا الأطفال”، في رومانيا، وضعت في حُسبانها تغيير هذه الإحصائيات المؤلمة، و انضمت إلى البرنامج الدولي ” Every one ” أي “كل واحد”، الذي تديره، منظمة ” Save the Children International ” أي منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، بهدف تقليص وفيات الرضع بنسبة 15٪ و الحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، في الفترة 2010-2015.
في هذا الصدد، بادر فرع المنظمة في رومانيا، قبل عامين، ببرنامج واسع النطاق تحت مسمى “كل طفل يهم” — و في إطار هذا البرنامج، توجد حملة جمع تبرعات تحت شعار “مرحبا بكم في العالم”. و حتى الآن، من الأموال التي جمعت، تلقى خمسة عشر مركزاً للأمومة في البلاد، معدات طبية تساعد الأطباء في جهودهم لإنقاذ الأطفال الخُدج. القيمة الإجمالية للتمويل المقدم من منظمة “أنقذوا الأطفال”، في رومانيا، العام الماضي، عبر حملة لإعادة توجيه 2٪ من ضريبة الدخل، و كذلك عبر سخاء الشركات و الأفراد، من خلال التبرعات، تجاوزت مليون ليو. و بالمثل، أيضا، شارك إثنان و أربعون موظفاً و أكثر من ثمانمائة متطوع من مختلف المدن في هذه الحملة للحد من وفيات الرضع في رومانيا.
في ختام هذا البرنامج، قدمت منظمة “أنقذوا الأطفال” مؤخرا لمستشفى “كانتاكوزينو” التخصصي، في العاصمة، حاضنة متنقلة، و لمركز أمومة “بوليزو” جهاز تنفس إصطناعي، بقيمة أربعة و عشرين ألف يورو. السيدة/غابرييلا أليكساندريسكو، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الأطفال” — رومانيا:
“أجريت بعض الحسابات البسيطة، فوجدت أن هذه المعدات ستساعد في إنقاذ ثلاثمائة و سبعة و عشرين رضيعاً، و ستضمن إجراء ثلاثمائة و ثمانين ولادة في ظروف طبيعية، بمساعدة المعدات و التجهيزات التي زودنا بها بعض مراكز الأمومة، و بالطبع نحن نريد أن نستمر”.
على الصعيد الوطني، مستشفيات الولادة و مراكز الأمومة، تعد سيئة التجهيز، أما المعدات و الأجهزة الطبية، فهي قديمة جداً، أما عمرها الإفتراضي، فقد إنتهى منذ زمن بعيد، مما يجعلها غير صالحة للإستخدام. و يضاف إلى كل ذلك نقص عدد الموظفين المختصين — في رأي الطبيب/ أدريان كراتشون، رئيس قسم الأطفال حديثي الولادة، في مستشفى “كانتاكوزينو” في العاصمة:
“نحن مركز أمومة صغير. ليس لدينا سوى حوالي ألفين و مائتي حالة ولادة سنوياً، و لكن أكثر من 20٪ من الأطفال الذين يتلقون رعاية صحية هنا، هم من أطفال خدج. لأننا مركز أمومة من المستوى الثالث، نستقبل عبر التحويل، من مراكز أمومة أخرى، أطفالاً حديثي الولادة، يعانون من مشاكل. في الأسبوع الماضي فقط، إستقبلنا ثلاثة أطفال من ثلاث مستشفيات مختلفة، من بينهم طفلان مع جهاز تنفس ميكانيكي. للأسف في بعض الأحيان، لا يمكننا إستقبالهم جميعاً، فليست لدينا أماكن كافية ليست، حيث توجد لدينا تسعة أماكن للعلاج المكثف، و غالباً ما تكون هذه الأماكن مشغولة أكثر من طاقتها، و أخشى أننا قريباً، لن نستطيع تلقى أية حالات، لأن لن يكون لدينا تجهيزات تمكننا من العمل. إنه، للأسف، وضع حقيقي، لا أعرف مدى سهولة تجاوزه”.
نقص التمويل، يبقى أيضاً مشكلة واقعية للنظام الصحي الروماني. رئيس قسم الأطفال حديثي الولادة، أضاف أن الوحدة الصحية، تلقت هذا العام، أموالاً أقل من العام الماضي، للبرامج الأربعة التي تنفذها: للأطفال الخدج، و للعدوى بفيروسات الجهاز التنفسي، و الوقاية من سوء التغذية، و إكتشاف قصور السمع لحديثي الولادة:
“في العام الماضي تلقينا أربعة مليارات ليو، أما هذا العام فستمائة مليون ليو فقط. و هذا فارق كبيرٌ جداَ. نحن نعيش الآن، فعلياً، مما جمعنا العام الماضي. و من هذه الأموال، اشترينا كل ما يعنيه المطبخ الداخلي، و لكن فجأة، لم نتلقى أي أموال. لا يمكنك علاج الأطفال الخدج حديثي الولادة بالهواء…”.
وزارة الصحة، ستعيد تأهيل و تجهيز عشرين مركزاً و عنبراً للأمومة، على المستوى الوطني في عام 2013 من خلال برنامج بتمويل من البنك الدولي – وفقاً لما أعلنه وكيل وزارة الصحة، الدكتور/أدريان بانا:
“هذا البرنامج لإعادة تأهيل و تجهيز مراكز الأمومة من قبل البنك الدولي، هو برنامج تم تطويره على مدى فترة طويلة من الزمن. وقد تم الإنتهاء من جزء منه في السنوات الماضية، و جزءٌ آخر منه، قيد التنفيذ، كما تُجرى محادثات للحصول على قرض جديد من البنك الدولي لمواصلة الإستثمار في كل ما يتعلق بالتجهيزات، بما في ذلك لمستشفيات الولادة و مراكز الأمومة. و لكن أريد أن أؤكد شيئا واحداً: وفيات الرضع لا تتسبب في حدوثها مراكز الأمومة حصرياً. وفيات الرُضع تعد مؤشراً مركباً و معقداً يبين لنا مستوى تطور الأمة. من المهم للغاية وجود مركز أمومة مجهز، تحظى فيه الأم و الطفل بخدمات طبية مضمونة، و لكن من المهم للغاية أيضاً، أن يواصل هذا الطفل، حياته بأمان، بعد خروجه من مركز الأمومة، لهذا، فإن ليس النظام الصحي فحسب، بل وغيره من النظم، يمكنها عمل الكثير، و هذا الأمر، سينعكس مرة أخرى، في تقليص معدل وفيات الرُضع”.
“لكل طفل الحق في الحياة. من الذي يُمكنه أخذه منه؟ ” تساءلت غابرييلا أليكساندريسكو، الرئيسة التنفيذي للمنظمة، و التي أكدت أن منظمة “أنقذوا الأطفال” في رومانيا، ستواصل، في هذا العام، أيضاً، جمع الأموال اللازمة، لكي تتمكن الوحدات الطبيية، من الإستفادة و الإنتفاع بالتجهيزات و المعدات الطبية الضرورية لتقديم رعاية خاصة للأطفال الخدج.