فواكه و خضروات طازجة في المدارس
في الوقت الذي تكثر المعلومات حول الأطعمة غير الصحية في السوق، بينما تصبح فيه عاداتنا الغذائية غير مغذية على الإطلاق، يتوجب أن يحدث تغيير. المؤسسات الأوروبية بدأت مسبقاً، مشاركتها في هذا التغيير، منذ عدة سنوات.
Christine Leșcu, 09.05.2013, 16:47
إحدى هذه الأساليب يطلق “مخطط توزيع الفواكه في المدارس”. حيث تدعم المفوضية الأوروبية مالياً منذ خمس سنوات هذا البرنامج، مما أدى إلى إزدياد عدد الأطفال الذين إنتفعوا بهذا البرنامج بشكل مستمر. فعلى سبيل المثال، خلال العام الدراسي 2011/2012، تلقى أكثر من ثمانية ملايين و مائة ألف طفل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المشاركة في هذا البرنامج، وجبات منتظمة من الفواكه و الخضروات في المدارس، و من بينهم يوجد عدد من تلاميذ المدارس في رومانيا، الذين إبتداءً من عام 2009، أصبح كل واحد منهم يتلقى، في المدرسة، تفاحة طازجة في إستراحة الغداء.
ايرينا كريانغا، مستشارة الشؤون الأوروبية في إطار وزارة الزراعة و التنمية الريفية، توضح لنا كيفية الشروع بهذا البرنامج الأوروبي في رومانيا، و كيف تم تلقيه:
“منذ بداية البرنامج، لم نوزع سوى تفاحاً فقط، و ربما سنستمر بتوزيع التفاح، و لكننا لم نقرر بعد. فعلى سبيل المثال، في الفترة 2010-2011، إنتفع أكثر من مليون طفل في أكثر من ستة آلاف و مائتي مدرسة من هذا البرنامج. كما أجري في رومانيا تقييم خلال تلك الفترة. و قد لوقي البرنامج بشكل جيد للغاية بين التلاميذ. حيث أكد نحو ثلثي عدد الأطفال أنهم قد أكلوا التفاحة التي تلقوها. 86٪ منهم يعتقدون أن هذا البرنامج مفيد و ينبغي أن يستمر. أما فيما يتعلق بالتفضيل، فيعد التفاح من بين الفواكه المفضلة. و يبين التقرير أيضا، أن الأطفال في المناطق الريفية، يفضلون الفواكه الاستوائية مثل الموز”.
البرنامج يبدو ناجحاً، أيضاً، في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأخرى، حيث يتم تطبيقه. حول هذا الموضوع، تحدثنا مع كلاوديو تشيبريان تاناسيسكو، النائب في البرلمان الأوروبي، و عضو لجنة البيئة و الصحة العامة و سلامة الأغذية:
“في تقرير التقييم، يعد هذا البرنامج مساهمة ضرورية و ملائمة، في نفس الوقت، لضمان اتباع نظام غذائي أكثر توازناً بالنسبة للأطفال. و هم في المدارس متحمسون للبرنامج، و يريدون المشاركة فيه مستقبلاً أيضاً و في الدول المشاركة، لوحظ بشكل واضح، إزدياد في استهلاك الفواكه في المدارس، حيث تم تجاوز الكمية الموزعة. و مع ذلك، لا يمكن القول بعد، إذا ما إذا كان البرنامج سيقود، مع مرور الوقت، إلى تحسين العادات الغذائية”.
نجاح هذا البرنامج، جعل المفوضية الأوروبية تخصص أموالاً إضافية للعام الدراسي 2013-2014. و لهذه الفترة من برنامج “مخطط توزيع الفواكه في المدارس”، كرست مخصصات أوروبية بقيمة تسعين مليون يورو. أما المستفيدون الرئيسيون، فسيكونون من إيطاليا، التي ستتلقي عشرين مليون و خمسمائة ألف يورو من خلال هذا المخطط، تليها بولندا بثلاثة عشر مليوناً و ستمائة ألف يورو، و ألمانيا بإثني عشر مليون يورو، و رومانيا بأربعة ملايين و تسعمائة ألف يورو، و فرنسا بأربعة ملايين و سبعمائة ألف يورو، و هنغاريا بأربعة ملايين و خمسمائة ألف يورو، و إسبانيا بأربعة ملايين و أربعمائة ألف يورو، و جمهورية التشيك بأربعة ملايين و مائتي ألف يورو. و بالتأكيد، سوف تستكمل هذه المبالغ من خلال نسبة التمويل المشترك المفروضة على كل بلد. في رومانيا، سيتم توزيع الفاكهة لمدة 100 يوم، إبتداءً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013. ومن المتوقع أن تشارك في هذا البرنامج – في العام الدراسي 2013/2014 – أكثر من سبعة آلاف و خمسمائة مدرسة، و ضمنياً سينتفع من هذا البرنامج حوالي مليون و سبعمائة ألف تلميذ.
“مخطط توزيع الفواكه في المدارس”، يتضمن أيضاً جزئية تربوية: حيث يتعلم التلاميذ تناول طعام صحي، و يتعرفون على كيفية نمو الفواكهة التي يستهلكونها. إيرينا كريانغا، مستشارة الشؤون الأوروبية في وزارة الزراعة و التنمية الريفية، تعود لتحدثنا مجدداً:
“بالدرجة الأولى، يتم التعرف على الأهداف الصحية والتربوية، مثل الترويج لنمط حياة صحي يقوم على تناول الفواكه و الخضروات الطازجة، و التعود على إستهلاك أطعمة صحية، و التوعية بمزايا إستهلاك الفواكهة و الخضروات. و بالإضافة إلى الصحة و التربية، فإن أحد الأهداف هو تقريب الأطفال من الوسط الريفي. و نتحدث هنا عن تنظيم زيارات أو رحلات إلى مزارع الفواكهه و الخضروات و معارض المحاصيل الزراعية، و أسواق المنتجات الغذائية و “أيام الحصاد”. و بالمثل، ستنظم في المدراس أيضا مسابقات و دورات للزراعة و الإعتناء بالحدائق، أو ما يسمى بحصص التربية الصحية، إن صح التعبير”.
بالرغم من ارتياحهم و رضاهم عن المبادرة، يعتقد الآباء أن هذه التدابير التربوية الإضافية لا يتم فهمها و تطبيقها على نحو كاف. أدريان توبور، نائب رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء الأمور، يحدثنا حول توزيع التفاح في المدارس:
“لدينا مؤشرات على أن في بعض المناطق، سارت الأمور بشكل أصعب قليلاً. حيث تأخر وصول التفاح قليلاً، و كانت الجودة متدنية بشكل لا يرقى إلى المستوى المطلوب. أما من وجهة نظرنا، فلم يطبق هذا البرنامج بشكل تام، و لم يكن موجهاً صوب ما كنا نصبوا إليه، عندما يتعلق الأمر بأطفالنا: بأن نعلمهم منذ صغرهم بأن يحظوا بسلوك تغذية صحي. فإذا أعطيناهم، بكل بساطة، تفاحة و قلنا لهم أن يأكلوه، فهذا غير كافٍ. و إذا كنا نحن،كبالغين، لا نأكل الفاكهة والخضار، فلن يأكلوا و لا حتى هم بدورهم. فإذا كنا فقط نقول لهم أن يأكلوا الفاكهة أو الخضار، فلن يستمعوا لنا. لذلك، فمن الطبيعي أن نشرح لهم لماذا يُعد تناول مثل هذه الثمار جيداً. و بالمثل، يجب علينا أن نحرص على أن تكون التفاحة لذيذة أيضاً، و ليست عديمة الطعم أو حامضة. و لكن توجد كذلك مشكلة أخرى: ألا و هي غياب أماكن ملائمة يتناول فيها أطفالنا هذه الأطعمة، و في ظروف جيدة جداً من وجهة نظر صحية، حيث يتم استهلاك الفواكه و الحليب و الفطائر في الفصول الدراسية”.
وجود قاعة خاصة لتحضير الأطعمة و تقديمها، أو صالة لتناول الطعام تعد أكثر ملائمة، في رأي أولياء الأمور. و إبتداءً من العام الدراسي المقبل، برنامج الإتحاد الأوروبي “مخطط توزيع الفواكه في المدارس” سيتم تطبيقه في رومانيا في التعليم الابتدائي و الإعدادي، إبتداءً من الصف التحضيري.