عام انتخابي كبير في رومانيا
عام 2024 هو عام انتخابي كبير في رومانيا سيشهد أربعة أنواع من الانتخابات
Diana Baetelu, 08.01.2024, 13:08
عام 2024 هو عام انتخابي كبير في رومانيا بأربعة استحقاقات هامة هي انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية التي تشكل مجتمعة ماراثونا انتخابيا غير مسبوق. وقد قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي الشريكان في الائتلاف الحكومي خوض الانتخابات المقبلة بشكل منفصل لكن المنافسة الانتخابية بينهما قد تؤثر على أداء الأغلبية الحاكمة .. استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو الأكثر حظوظا للفوز في الانتخابات البرلمانية بنحو ثلاثين بالمائة من الأصوات في حين أن حليفه الليبرالي لم ينجح في تجاوز نسبة العشرين بالمائة من الأصوات في كل الاستطلاعات التي أجريت على مدى العام الماضي وهو ما يعزوه المحللون إلى مشاركته في ائتلاف حكومي مع غريمه التقليدي الاشتراكي الديمقراطي .من جانب آخر لا يخفى على أحد أن الأحزاب السائدة تفقد جاذبيتها الانتاخبية باستمرار بسبب الأوضاع الاقتصادية وعجزها عن إيجاد حلول مستدامة لتحسينها .وهو ما تستغله الاحزاب الراديمالية القومية والشعوبية السيادية المناهضة للنظام السياسي الحالي لكسب شرائح واسعة من الناخبين مبدية قدرات إبداعية وابتكارية لافتة في هذا المضمار. أنه واقع تعرفه جميع بلدان العالم وليس رومانيا فقط . فالممثل الرئيسي للتيارات آنفذة الذكر في رومانيا هو التحالف من أجل وحدة الرومانيين الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه قد يحصل على تسعة عشر فاصلة خمسة بالمائة من الأصوات في الانتخابات المقبلة . وقد شكل التحالف من أجل وحدة الرومانيين مع أحزاب مجهرية شبه مجهولة قطبا سياديا قد يساعده على تحقيق قفزة نوعية في انتخابات البرلمان الأوربي المزمعة في التاسع من يونيو حزيران القادم .. لكن بعد وقت قصير من ظهوره في المشهد السياسي واجه التحالف من أجل وحدة الرومانيين منافسة شديدة من قبل جناح منشق ترأسه ديانا شوشواكا عضوة مجلس الشيوخ المعروفة بسلوكها العدواني وعنفها اللفظي وتبنيها نظريات المؤامرة بما فيها تلك التي تعارض التطعيم بقوة فضلا عن تأييدها الصريح لروسيا ما يجعل حزبها منبوذا أكثر من الحزب الذي انشق منه رغم تطابق وجهات نظر الحزبين حول فضايا عديدة. وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال أن يحقق حزب شوشواكا في الانتخابات المقبلة العتبة الانتخابية لدخول البرلمان وهي خمسة بالمائة . أما المعارضة الديمقراطية للحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي الحاكمين فيمثلها اتحاد أنقذوا رومانيا وحزب الحركة الشعبية وقوة اليمين هي الأحزاب التي أطلقت في نهاية العام الماضي تحالف اليمين المتحد بهدف خوض الانتخابات المقبلة معا . فاتحاد أنقذوا رومانيا هو ثالث أكبر حزب في البرلمان لكنه يفتقر إلى النضوج السياسي الكافي بحسب المحللين وأخفق في تحديد انتمائه الأيديولوجي بشكل واضح وارتكب أخطاء في التواصل مع المواطنين ما تسبب في هبوطه في المركز الرابع في نوايا التصويت باثني عشر بالمائة من الأصوات. وقد انضم إليه في تحالف اليمين المتحد حزب الحركة الشعبية الذي أسسه رئيس الجمهورية السابق ترايان باسيسكو بالإضافة إلى المنشقين من الحزب الوطني الليبرالي بقيادة الرئيس السابق للحزب ورئيس الوزراء الأسبق لودوفيك أوربان. من جانب آخر لا يجب استبعاد الاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا من الحسابات الانتخابية لأن ناخبيه يتميزون بدرجة عالية من الانضباط خلافا ناخبي الأغلبية الرومانية الأمر الذي أوصل التشكيلة السياسية إلى البرلمان في جميع الانتخابات السابقة .