تفرعات حرب أوكرانيا
الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا قبل عام وثمانية أشهر وتدور رحاها على بعد خطوتين فقط عن رومانيا لا توشك على نهايتها
Diana Baetelu, 05.10.2023, 14:55
الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا قبل عام وثمانية أشهر وتدور رحاها على بعد خطوتين فقط عن رومانيا لا توشك على نهايتها نظرا للهجمات الكثيفة بمسيرات مفخخة إيرانية الصنع التي تطلقها روسيا على الموانئ الأوكرانية على الدانوب كل ليلة تقريبا بهدف تمدير بينتها التحتية وعرقلة صادرات الحبوب التي تشكل مصدر الدخل الرئيس لأوكرانيا في الوقت الحالي .وبما أن الموانئ الأوكرانية على الدانوب تقع بالقرب من الحدود الرومانية فقد سقطت في الفترة الأخيرة شظايا للمسيرات الروسية على الأراضي الرومانية أيضا .. جورجي سكوتارو المدير العام لمركز الاستراتيجيات الجديدة قال بهذا الصدد — شريط :
“روسيا تحول الحبوب إلى سلاح وتريد خلق حالة من عدم الاستقرار في البلدان الأفريقية بما يؤدي إلى تدفقات جديدة من المهاجرين إلى أوروبا وذلك لوضع ضغط إضافي عليها . هكذا تقوم روسيا بحويل الحبوب إلى سلاح . فصادرات الحبوب هي مصدر الدخل الرئيس لأوكرانيا في الوقت الحالي ونسبة خمسة وثمانين بالمائة من تلك الصادرات تعبر الأراضي الرومانية في طريقها إلى الأسواق العالمية. ولكن روسيا تريد تضييق الخناق على أوكرانيا اقتصاديا لتحل هي محلها في أسواق الحبوب العالمية ولحرمانها من الموارد اللازمة لمواصلة الحرب. وهذا هو الهدف الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه بقصفها البنية التحتية للموانئ الأوكرانية ليلة تلو الأخرى وبهمجية لا تخطئها عين في ميناء ريني وإسماعيل وكيليا على مقربة من الأراضي الرومانية”.
أعلن الغرب دعمه لأوكرنيا منذ بداية العزو الروسي وسرعان ما أقرن أقواله بأفعال. جورجي سكوتارو من جديد :”إنها ليست حربا بين روسيا وأوكرانيا بل هي في الواقع حرب بين الاستبداد والديمقراطية. لذا فإن هزيمة أوكرانيا ستكون بمثابة هزيمة لكل الدول التي تدعمها من شأنها أن تشجع دولا مثل إيران وكوريا الشمالية والصين على فرض مواقفها على الساحة الدولية بمزيد من القوة . ولذا فمن الأهمية بمكان أن نفهم نحن الرومانيين أيضا لماذا يتوجب علينا دعم أوكرانيا . دعوني أقول لكم لماذا : لأن البديل هو وصول روسيا إلى الدانوب أو إلى نهر بروت على الأراضي الرومانية في غضون ثلاث سنوات إذا ما انخفضت المساعدات لأوكرانيا أو انقطعت. خلاصة القول إن الأمور واضحة للغاية بالنسبة لرومانيا بمعنى أنه من الأفضل لها أن تجاورها أوكرانيا مستقلة ديمقراطية ومترسخة في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي من أن تجاورها روسيا رغم الخلافات بين رومانيا وأوكرانيا على مدى الثلاثين عاما الأخيرة . ومن الأهمية أيضا أن نفهم أن الدعم الذي نقدمه لأوكرانيا هو في الوقت نفسه بمثابة ضمان لاستقلال جمهورية مولدوفا .
يقول جورج سكوتارو أيضا إنه “لا يمكننا البقاء غير مبالين كما لا يمكننا البقاء على الحياد إزاء ما يجري في أوكرانيا وبالتالي فإننا نقف إلى جانب الدولة المعتدى عليها . أما إذا بقينا لامبالين أو على الحياد فنشجع بذلك المعتدي على المضي قدما في خطته الشيطانية لاحتلال بلد حر”. الحرب ستنتهي لا محالة لكن ملامح المرحلة ما بعد الحرب مهمة للغاية بحسب جورجي سكوتارز- المدير العام لمركز الإستراتيجيات الجديدة :”إذا إدينت روسيا في محاكم العدل الدولية فإن الاحتمال كبير أن تحصل أوكرانيا على أموال روسيا المجمدة لدى مختلف الدول الغربية والتي تزيد على ثلاثمائة وعشرين مليار دولار لاستخدامها في عملية إعادة الإعمار إلى جانب الأموال القادمة من تبرعات الدول أو من مصادر مستقلة. فتلك الأموال تمثل عنصرا هاما للغاية في عملية إعادة إعمار أوكرانيا. وبهذا الصدد أود أن أقول أن رومانيا يجب ألا تفوت الفرصة السانحة أمامها للمشاركة في عملية إعادة الإعمار كونها تقع بالقرب من أوكرانيا . فرومانيا هي عضو في حلف الأطلسي والشركات الأجنبية التي ستشارك في إعادة إعمار أوكرانيا يمكن أن تتخذ من رومانيا مقارا لها والمناطق المتضررة من الحرب مثل أوديسا ونيكولاييف وخيرسون تقع بالقرب من رومانيا .. وأخير وليس آخرا ستبدأ رومانيا عام 2027 باستخراج الغاز الطبيعي من البحر الأسود لتصبح أكبر منتج في الاتحاد الأوروبي وستملك بالتالي الطاقة اللازمة للمشاركة في عملية إعادة أعمار أوكرانيا . “
في غضون ذلك يجب ألا ننسى أن هذه الحرب سيطول أمدها إذ لا يوجد هناك أي مؤشر على إمكانية انتهائها في غضون الأشهر المقبلة في ظل استمرار المواجهة الشرسة بين الطرفين على الجبهة . فأوكرانيا تحاول اختراق خطوط الدفاع الروسي الأخيرة بينما يريد بوتين مواصلة الحرب بحسب جورج سكوتارو :”في الفترة المقبلة ستحاول روسيا تقويض المساعدات المقدمة لأوكرانيا. ففي العام القادم ستكون هناك انتخابات في رومانيا وغيرها من بلدان الاتحاد الأوروبي وكذلك في الولايات المتحدة ونحن نعلم أن روسيا حاولت التدخل في العمليات الانتخابية وستكثف جهودها من أجل تقليص الدعم لأوكرانيا. ولكنني مقتنع بأنه إذا بقيت الدول الديمقراطية متحدة في تقديم المساعدات العسكرية والمالية والاقتصادية والسياسية لكييف فإن أوكرانيا ستنتصر وإلا فإن البديل هو انتصار نظام ديكتاتوري على تحالف من الدول الديمقراطية.”