عام من الحرب
بعد عام على بداية الحرب على أوكرانيا لم تحقق روسيا أيا من الأهداف التي كان فلاديمير بوتين قد أعلنها في الخطاب الذي ألقاه في 24 فبراير شباط عام 2022
Diana Baetelu, 07.03.2023, 09:14
بعد عام على بداية الحرب على أوكرانيا لم تحقق روسيا أيا من الأهداف التي كان فلاديمير بوتين قد أعلنها في الخطاب الذي ألقاه في 24 فبراير شباط عام 2022 بالتزامن مع بداية ما سماه بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا . ومن جهة أخرى لم ينجح أي من الطرفين في فرض سيطرته على الطرف الآخر ما جعل المحلل السياسي كرستيان برفوليسكو يقول إن نهاية الحرب باتت رهنا بالوضع العسكري على الأرض .. وقال برفوليسكو في مقابلة مع وكالة الأنباء الرومانية إن باب المفاوضات سيبقى مغلقا طالما استمرت العمليات العسكرية لكن المهم هو الموقف الذي سيقف فيه كل من الطرفين في تلك المفاوضات . ويعتقد بارفويسكو أن هناك بهذا الصدد ثلاثة سنياريوهات محتملة الأول روسيا تنتصر والثاني أوكرانيا تنتصر أما في السيناريو الثالث فيفشل كل من الطرفين في فرض سيطرته على الطرف الآخر ما سيؤدي إما إلى اتفاق هدنة من شأنه أن يكرس موقف كل من الطرفين في المفاوضات لحظة توقيعه أو سيؤدي إلى سلام يكرس الوضع القائم في جبهة القتال .. لكن السيناريو الثالث غير مقبول لأي من الطرفين في هذه اللحظة بحسب المحلل كريستيان برفوليسكو.
أسفرت الحرب منذ اندلاعا قبل عام عن وقوع مئات الآلاف بين قتيل وجريح من الطرفين وتهجير ملايين الأوكرانيين فضلا عن تدمير مدن باكملها .. في مقابلة مع راديو رومانيا قدم مدير نيو استراتيجي سنتر جورجي سكوتاروا تقييمه لهذه الحرب التي يعتبرها أكبر تحد يواجه حلف الاطلسي منه نهاية الحرب العالمية الثانية :
“التطورات التي حصلت على مدى العام الماضي تؤكد صواب موقف رومانيا وسائر بلدان الجناح الشرقي لحلف الأطلسي كبولندا ودول البلطيق التي حاولت إقناع الحلفاء الغربيين بأن روسيا تمثل خطرا ونبهت إلى ضرورة منعها من تنفيذ عمليات مماثلة لتلك التي نفذتها في جورجيا في عام 2008 وفي أوكرانيا عام 2014 عندما ضمت القرم إلى إراضيها .وللأسف ساد الاعتقاد آنذاك بأن الحوار والمساعي الدبلوماسية يمكن أن تحولا دون استخدام القوة .. كان تقييما خاطئا بدليل أننا نشهد اليوم حربا على نطاق واسع استطاعت أوكرانيا أن تصمد فيها بفضل شجاعة الأمة الأوكرانية برمتها وأيضا بفضل التدريبات التي تلقتها قواتها على أيدي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلدان أخرى لحلف الأطلسي في إطار عملية واسعة انطلقت عام 2015 وحولت القوات المسلحة الأوكرانية إلى جيش مختلف تماما عن جيش عام 2014. والحقيقة أن ثمار تلك التدريبات أصبحت جلية للعيان .. أما على الجانب الآخر فرأينا ما آلت إليه أوضاع الجيش الروسي وهو جيش ينخره الفساد وقياداته سيئة ومخططاته سيئة أساسا وحتى طريقة تنفيذها على الأرض سيئة .. لحسن الحظ فإن سوء أوضاع الجيش الروسي أثر على أدائه وأدى إلى فشل عملياته على الأرض. لكن في الوقت نفسه علينا ألا نستعجل في الاحتفال بالنصر فلا يجب أن ننسى أننا نتحدث عن دولة كبرى تملك مصادر طاقة كبيرة وتعداد سكان يبلغ مائة وأربعين مليون نسمة ولديها قيادة سياسية مصممة على مواصلة هذه الحرب ..أعتقد أن بوتين لن يستلسم قريبا خاصة وأن روسيا جاهزة من الناحية الاقتصادية لمواصلة الحرب لفترة طويلة . فهناك سياريوهان محتملان : إما أن تنتصر أوكرانيا على روسيا في النصف الثاني من العام الجاري نتيجة استخدام الجيش الأوكراني كافة أنواع الأسلحة الغربية المقدمة لها وخاصة المدرعات والدبابات والتي ستمنحه قوة ضرب كبيرة وستمكنه من اخترق خط الدفاع الروسي وعزل الممر البري الذي يؤدي إلى شبه جزيرة القرم انطلاقا من دونباس أو، وفق السيناريو الثاني المحتمل فإن الحرب سيطول أمدها فتتحول إلى حرب استنزاف طاحنة قد تستغرق عامين أو أكثر.”
في فبراير شباط الماضي راهن الكرملين على انتصار سريع لجيشه في أوكرانيا ولكن المقاومة الأوكرانية قلبت المخططات الروسية رأسا على عقب . وبخلاف ما ظنته روسيا لم تتوان الدول الغربية في تزويد أوكرانيا بالسلاح والدخيرة وفرضت عقوبات اقتصادية على روسيا . خطوات رد عليها الرئيس الروسي بتلميحات إلى استخدام السلام النووي أثارت قلق صناع القرار والرأي العام ..عن هذا الموضوع تحدث مساعد الأمين العام لحلف الأطلسي ميرتشا جوانا في مقابلة مع راديو رومانيا:
“روسيا لا تملك الإمكانيات ولا النية لتصعيد الحرب في أوكرانيا وتحويلها إلى نزاع مسلح مع حلف الأطلسي وهذا أمر منطقي نظرا لعدم تكافؤ القوة بين روسيا التي أضعفتها الحرب ولم تحقق عملياتها العسكرية النتائج المرجوة وبين حلف الأطلسي الذي لديه قدرات عسكرية متطورة وحديثة. لكن روسيا تحاول استخدام وسائل الحرب الهجينة في مواجهتها مع الغرب ومن بينها التضليل والتخويف عبر خطابات رنانة . القيادة الروسية تحاول تخويف الرأي العام الغربي بمثل هذه الخطابات التي تثير القلق لأنها تأتي من مسؤولين روس رفيعي المستوى ولكن ما أود تأكيده أنه من الناحية العسكرية لا توجد هناك علامات ومؤشرات مفادها أن مثل هذا الاحتمال قائم . والحقيقة أن روسيا نفسها تدرك تماما مآل مثل هذا التصعيد وهو في الحقيقة غير مسبوق إن حصل فعلا.”
قال ميرتشا جوانا أيضا أن التهديد النووي الروسي قد يستمر في محاولة من القيادة الروسية لتخويف الدول الغربية من جهة أو إحداث انقسامات في صفوفها فضلا عن ردعها عن دعم أوكرانيا من جهة أخرى ..