لماذا ينخفض عدد الرومانيين
نتائج آخر تعداد للسكان أجري في عام 2022 تؤكد ما كان متوقعا هو أن عدد سكان رومانيا في تراجع مستمر
Diana Baetelu, 06.02.2023, 18:00
نتائج آخر تعداد للسكان أجري في عام 2022 تؤكد ما كان متوقعا هو أن عدد سكان رومانيا في تراجع مستمر ..يبلغ عدد الرومانيين حاليا نحو تعسة عشر مليونا وثلاثة وخمسين ألف نسمة بحسب نتائج التعداد والتي تظهر أيضا أنه ففي الفترة ما بين عامي 1990 و2022 انخفض عدد السكان بنحو أربعة ملايين نسمة فيما فقد البلاد منذ التعداد السابق عام 2012 نحو مليون ونصف المليون نسمة. وأما الأسباب فأبرزها الهجرة إلى الغرب تليها انخفاض عدد الولادات …أما إذا حولنا هذه الأرقام إلى نسب مئوية فإن عدد سكان رومانيا تراجع بنسبة 5% عما كان عليه في عام 2011 وبأكثر من 12% مقارنة بعام 2001 ليعود إلى ما كان عليه في عام 1966 أي قبل دخول قانون حظر الإجهاض قيد التنفيذ إبان الحكم الشيوعي ..
تراجع عدد السكان ظاهرة تشهدها بلدان عديدة في أوربا الشرقية .. رئيس المعهد الوطني للإحصاء تودوريل أندري تطرق إلى نتائج تعداد عام 2022 في مقابلة مع راديو رومانيا مذكرا بأنها تعكس تفاقم بعض الظواهر الديموغرافية وفي مقدمتها تراجع عدد المقيمين في رومانيا وشيخوخة السكان :
“انخفاض عدد السكان المقيمين ظاهرة تعرفها غالبية البلدان في أوربا الشرقية بما فيها رومانيا وحتى بعض البلدان الغربية المتقدمة .. للأسف فإن أبعاد تراجع السكان في رومانيا وبلغاريا و كرواتيا أكبر بكثير مقارنة بالدول الأوربية الشرقية الأخرى .. وأما في رومانيا فالأسباب متعددة وتكمن في مراحل مختلفة من الفترة الانتقالية ما بعد سقوط النظام الشيوعي . فالسبب الرئيس هو هجرة أعداد كبيرة من الرومانيين في السنوات الأولى من المرحلة الانتقالية . وعلى الرغم من تباطؤ الهجرة منذ عام 2012 إلا أن انخفاض عدد السكان استمر بسبب العوامل الطبيعية المرتبطة بالنمو السكاني وتحديدا الولادات والوفيات في المرحلة الانتقالية. ..هذه هي الأسباب الرئيسية لانخفاض عدد السكان : الهجرة والعوامل الطبيعية .. من جانب آخر فإن موقف الرومانيين من الإنجاب قد تغيرعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية ما أدى إلى انخفاض عدد الأطفال الذي ترغب الأسرة في إنجابه ” ..
باتت كثيرات من من النساء يقدمن مسيرتهن المهنية على حياتهن الأسرية للاستفادة من تزايد فرصة التعليم والتكوين المهني المتاحة لهن ويؤجلن الإنجاب إلى ما ما بعد سن الثلاثين …كما أن مستوى دخل الأسرة عامل أساسي في اتخاذ قرار الإنجاب لأن كلما زادت الرواتب تطول ساعات العمل ويبذل الموظف مزيدا من الجهود .. لذلك فإن أكثر من نصف الأسر الرومانية تكتفي بإنجاب طفل واحد ..
وقال تودوريل أندري أيضا إنه تفاجأ بالتراجع الكبير لعدد المقيمين ضمن الفئة العمرية ما بين الخامسة عشرة والرابعة والستين بأكثر من مليون وأربعمائة ألف نسمة ما يعني أن هذه الفئة العمرية تراجعت إلى ستة وأربعين بالمائة من إجمالي عدد السكان .. هل من سبيل لإبطاء هذه العملية أو وقفها أو حتى عكسها ؟ رئيس المعهد الوطني للإحصاء تودوريل أندري يقول:
“الهجرة الدولية تراجعت بشكل كبيير على مدى السنوات الست الماضية .. فبعد انضمام رومانيا إلى الاتحاد الاوربي وتحديدا بين عامي 2007 و2008 هاجر إلى الغرب في كل عام أكثر من نصف المليون نسمة لكن الهجرة الدولية تباطأت في الفترة الأخيرة .من جانب آخر كان العامل الطبيعي السبب الرئيس لانخفاض عدد المقيمين خلال عام 2021. كما أسلفت فإن الولادات والوفيات ظواهر طبيعية معقدة لا تتغير معطياتها إلا ببطء شديد .. حتى لو افترضنا أن سلوك السكان سيتغير في الفترة القادمة إلا أن علينا أن نتحلى بالصبر وننتظر ظهور النتائج ل10 سنوات أو20 سنة لأنه من المستحيل أن نشهد تطورات سريعة ومفاجئة بهذا الصدد ..هل تتذكرون قانون حظر الإجهاض الذي أقره النظام الشيوعي عام 1966 ؟ لقد ظهرت أولى نتائج تنفيذه على الأرض في الفترة بين عامي 2006 و2007 عندما هاجر أعداد كبيرة من مواليد 67 و68 و69 إلى غرب أوروبا .”
فقدان نحو أربعة ملايين نسبة خلال السنوات الثلاثين الماضية يؤثر على سوق العمل حيث تشهد قطاعات عديدة نقصا للعاملين . من جانب آخر تشير الإحصاءات إلى أن عشرة نشيطين يدعمون تسعة متقاعدين ما يجعل نظام المعاشات العامة غير قابل للاستادمة . وقد حذر الخبراء من أن ميزانية المعاشات العامة قد تصبح عاجزة عن دفع المعاشات بحلول عام 2030. وفي الوقت الذي يتوقع فيه تنامي حاجة البلدان الغربية إلى القوة العاملة مع نهاية الأزمة الصحية وانتعاش اقتصاداتها فإن الخبراء يتوقعون اختفاضا لعدد الرومانين المقيمين في رومانيا بنحو 900 ألف نسمة ليصل إلى 18 مليون نسمة بحلول عام 2030 ما يضع رومانيا في المركز السابع بين بلدان الاتحاد الاوربي من حيث عدد السكان .