تشيك إن” في الكونجرس الأمريكي”
ذهب مارك زوكربيرج إلى الكونجرس الأميركي حيث دافع أمام النواب عن نموذج شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك
Corina Cristea, 02.05.2018, 00:00
ذهب مارك زوكربيرج إلى الكونجرس الأميركي حيث دافع أمام النواب عن نموذج شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك المتورطة في فضيحة تسريب البيانات الشخصية لمستخدميها وسوء استعمالها قائلا إنه لا يعارض وضع نوع من اللوائح والقواعد للإنترنت يعتبره “لا مفر منه” أخذا في الاعتبار أهميته المتزايدة في العالم. وقدم زوكربيرج في نفس الوقت اعتذاره علنا لعدم حماية البيانات الشخصية لمستخدمي الفيسك بوك بشكل كاف قائلا:
“إن لبفيس بوك شركة مثالية ومتفائلة. وكرسنا جزءا كبيرا من حياتنا للتركيز على الجانب المفيد للتواصل بين الناس. ورأيت مؤخرا حركة #metoo و”المسيرة من أجل حياتنا” اللتين تكونتا بنسبة أكبر على الفيس بوك. وبعد عاصفة هارفي جمع الناس أكبر من 20 مليون دولار للضحايا وأكثر من 70 مليون شركة صغيرة تستخدم في هذه اللحظة الفيس بوك لتطورها وخلق فرص عمل جديدة. ولكن الآن من الواضح أننا لم نقم بالعمل الكافي لتجنب استخدام هذه الأداة للإساء. وأقصد هنا نشر الأخبار الزائفة وتورط القوى الأجنبية في الانتخابات والخطابات الكراهية بالإضافة إلى سرية البيانات الشخصية. ولم أكن واعيا بالمسؤولية الهائلة التي نتحملها وهذا كان خطأ كبيرة. هذا كان خطأ وأنا آسف.”
وجاءت جلسة استماع زوكربيرج في الكونجرس الأميركي في سياق فضيحة Cambridge Analytica الشركة الأميركية التي جمعت بيانات عشرات الملايين من مستخدمي الفيسك بوك واستعملتها لفهم نفسيتهم والتأثير عليهم للإدلاء بأصواتهم لصالح الرئيس دونالد ترمب أو في حالة خروج بريطانبا من الاتحاد الأوروبي.
“علينا تقييم جميع أبعاد علاقتنا مع المستخدمين والتأكد من رفع مستوى المسؤولية التي نتحملها” — أوضح مؤسس الفيس بوك في الكونجرس الأميركي مضيفا إلى ما يلي:
“ليس من الكافي أن نتأكد من وضع الناس على الاتصال بل علينا أن نتأكد من أن هذه الاتصالات إيجابية. وليس من الكافي أن نتيح للناس منصة لتسميع أصواتهم، بل علينا أن نتأكد من أن الناس لا ينتهزون هذه الفرصة للإساء أو للتضليل أو لنشر أخبار زائفة. وليس من الكافي إتاحة الفرصة للناس كي يسيطروا على بياناتهم، بل علينا أن نتأكد من أن المتطورين الذين يستفيدون منها يحموها هم بدورهم.”
ومن بين مستخدمي الفيس بوك الذين اُستخدمت بياناتهم بشكل غير قانوني يعد بعض الرومانيين أيضا. فوجهنا الدعوة للتحدث مع راديو رومانيا عن هذا الموضوع إلى بوجدان بوتيزاتو، المتخصص في التهديدات عبر الإنترنت في شركة بيت ديفيندر الرومانية الذي شرح لنا المخاطر الخاصة بالحصول على البيانات الشخصية عبر الإنترنت و ما حدث في Cambridge Analytica. وقال بهذا الخصوص:
“تعتبر في الوقت الحالي البيانات والمعلومات عن المستخدمين “النفط الجديد”. فأية شركة تحترم نفسها تجمع ما يسمى telemetry إي تقنية قياس المعلومات عن بعد وتدمج المعلومات وتشتريها من شركات أخرى وتضعها معا. وعادة تقوم الشركات بهذا العمل لأغراض مالية أي أية شركة تحصل على مثل هذه المعلومات ستحاول الاستفادة منها من خلال الإعلانات. ونتكلم هنا عن منتجات مختلفة. الأمر المختلف لدى الفيس بوك هو أنه تم بيع لنا الرؤساء والمرشحين السياسيين وربما رسائل للخروج من الاتحاد الأوروبي. وهذا هو الاختلاف الوحيد: أنه لم يُبع لنا منتجات، بل يباع لنا مرشحين سياسيين.”
جمعت البيانات حوالي مائة ألف روماني بهذه الطريقة. فهل الرومانيون أضعف أم اقوى أمام هذه التهديدات؟ معنا من جديد بوجدان بوتيزاتو:
“أعتقد أن هذا النوع من التلاعب يؤثر علينا مثل في حال أية دولة أو أي سكان تستخدم التكنولوجيا الجديدة. وتم الإبلاغ عن هذا الوضع مرات كثيرة رغم أننا استخدمنا مصطلح fake news أي أخبار زائفة. والأمر أنه كان هناك رومانيون في تطبيق Cambridge Analytica يشير إلى نوع ما من الاهتمام لأننا على الإنترنت نستطيع ترتيب السكان المستهدفين. وفي بداية هذه الدراسة تلقى المستخدمون دولارا لتنزيل التطبيق والقيام باستطلاع الرأي. فوجدت Cambridge Analytica بعض المئات أو ربما آلاف شخص في رومانيا يريدون المشاركة في هذه الدراسة. فربما هناك اهتمام معين، أي أن شركة Cambridge Analytica أرادت جمع المعلومات عن الرومانيين أيضا و تحديد نفسيتهم الشخصية قليلا ربما في حال إيجاد شريك أعمال في رومانيا أو شخصيات سياسية أو منظمات أو أي شخص قد يريد القيام بحملة مع Cambridge Analytica.”
للأسف الشديد — يقول بوجدان بوتيزاتو — ليس من الممكن إنشاء برنامج يجعل المستخدم حصينا أمام مثل هذه التطبيقات.