مبادرات من أجل هواء أنقى
في كل عام، أكثر من أربعمائة ألف من المواطنين الأوروبيين، يُتوفون في عمر مبكر، بسبب الانبعاثات الضارة، ويعاني عدد أكبر من أمراض الجهازين التنفسي والدوري بسبب تلوث الغلاف الجوي.
Corina Cristea, 12.03.2018, 06:30
خمسة وعشرون ألفاً من بين هؤلاء موجودون في رومانيا التي إلى جانب بلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي، مثل: جمهورية التشيك وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهنغاريا وسلوفاكيا وبريطانيا — كانت قد حُذرت من قبل الاتحاد الأوروبي، مؤخراً، فيما يخص تجاوزها لمعايير تلوث الجو، والتي، لهذا السبب، طولبت من قبل السلطات الأوروبية بتقديم مجموعة من الإجراءات لمعالجة هذا الوضع.
وخلال الوقت، أرسلت وزارة البيئة الرومانية إلى بروكسل خطة اقتراحات لتقليص تلوث الهواء. مدعوة للتحدث إلى الإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا)، السيدة/ دوينا موكانو DORINA MOCANU، المديرة العامة للدائرة العامة لتقييم وتأثير ومراقبة التلوث، أوضحت بقولها:
“تقييم جودة الهواء في رومانيا، تنفذ في ثلاثة عشر تجمعاً وإحدى وأربعين منطقة، وفقاً للتوجيهات والمعايير الأوروبية. وفعلاً، في رومانيا، مثلها مثل عدة دول أوروبية أخرى أيضاً، مشكلة هامة، يُمثلها ارتفاع مستوى الجسيمات المعلقة المعروفة باسم PM 10 في بعض التجمعات الحضرية، أما السبب الرئيسي لهذه المستويات المرتفعة، فهي حركة المرور، والتدفئة المنزلية، وبنسبة ليست كبيرة، ولكن جديرة بعدم الإهمال بل يجب أن تؤخذ بالحسبان، نذكر مواقع البناء والإنشاءات. وبالمثل، أود أن الذكر أن ثلاثة تجمعات مزدحمة في رومانيا وهي — العاصمة بوخارست ومدينتي ياش وبراشوف، تشكل موضوع مخالفة قد تسبب تفعيل آلية التعدي من قبل المفوضية الأوروبية، بسبب تجاوز القيم المسموح بها لمؤشر PM 10 الخاص بالجسيمات المعلقة، والتي أصدرت المفوضية الأوروبية، بخصوصها، عام 2014، تحذيراً مبرراً إضافيا”.
وفي نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وبطلب من المفوض الأوروبي للبيئة/ كارمينو فيلا KARMENU VELLA، قدمت رومانيا الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإدارية العامة المحلية في التجمعات الحضرية الثلاثة المذكورة، بالإضافة إلى الجدول الزمني والإجراءات التي تستهدفها السلطات خلال الفترة القادمة. تحدثنا مجدداً، السيدة/ دوينا موكانو DORINA MOCANU:
“الإجراءات يمكن تقسيما إلى ثلاث فئات: تلك المتعلقة بحركة المرور، والتي تنعكس في إدارة المرور، حيث أدرج هنا بما في ذلك برنامج تشجيع تجديد السيارات المسجلة في حركة المرور، المعروف باسم “العربة القديمة” أو “سيارة الخردة”، والبرنامج الوطني لإنشاء بنية تحتية للسيارات الكهربائية، وتحديث وسائل النقل العام، بما فيه إدخال وسائل النقل الكهربائية. أما الفئة الثانية من الإجراءات معنية بتدفئة المساكن، من اجراءات: كفاءة الطاقة عبر العزل الحراري للمباني، وعبر تحديث نظام التدفئة، وعبر تركيب أنظمة تدفئة تستخدم الطاقة المتجددة، وعبر استبدال أو إستكمال أنظمة التدفئة التقليدية بأنظمة أخرى حديثة. أغلب هذه الإجراءات ممولة مسبقاً، بمبالغ من برامج صندوق البيئة. وأخيراً، وليس آخراً، الحزمة الثالثة من الإجراءات، معنية بتنفيذ وتأهيل المساحات الخضراء”.
منظمة السلام الأخضر – رومانيا Romania– GREENPEACE – تتابع ببالغ الإنتباه والإهتمام، الأوضاع في البلاد، وتحذر من أن رومانيا قد تتعرض لخطر فرض بعض الغرامات التي تقدر بمئات آلاف اليورو في اليوم. ألين ناستاسيه ALIN TANASE، منسق حملات الطاقة في منظمة السلام الأخضر – رومانيا Romania– GREENPEACE – أوضح للإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا) أن المواد الأكثر ضرراَ الموجودة في الجو في رومانيا، هي ذرات الغبار والجسيمات المعلقة، بالإضافة إلى المواد التي تحتوي على أكسيد النيتروجين، والتي تأتي عادة من حركة مرور السيارات. لذلك يجب عمل شيء بهذا الخصوص، يضيف آلين ناستاسيه ALIN TANASE:
“مما أعلم، لدينا مهلة حتى منتضف شهر مارس/ أذار — عنئذن، ستقرر المفوضية الأوروبية أية دول، ومن بينها تلك التسع التي استدعيت، ستحال للمثول أمام المحكمة الأوروبية للعدل، وضمنياً ستصل إلى حد تلقي مخالفات ودفع غرامات. لم تتخذ الكثير من الإجراءات، ولهذا السبب تهددنا المفوضية الأوروبية بالمخالفات والغرامات. البلديات لأنها سجلت تجاوزات لمستوى مواد ملوثة معينة، مجبرة على وضع خطط متكاملة لتحسين جودة الهواء. ومما لاحظت فيما يتعلق بالخطط المتكاملة لتحسين نوعية الهواء، المتوفرة حالياً، وأعني هنا الخطة في العاصمة بوخارست، توجد سلسلة من من التدابير التي يساعد بعضها أكثر من البعض الآخر، وأخرى أقل من هذه الناحية، و من بينها توسعة الشوارع — بعضهات مذكور في الخطة، حيث أن عبر هذا الإجراء، ستكون حركة السيارات بسرعة أكبر، مما يعنى أنها لن تضطر للإنتظار ولن تنتج مزيداً من المواد الملوثة. ولكن في رأيي، فإن هذا الإجراء له شقان أو اتجاهان، لأنك عندما توسع الطرق، ستشجع حركة عدد أكبر من السيارات. وبجانب هذا الإجراء، يوجد أيضاً إجراءٌ آخر، خاص بإنشاء عدة كيلومترات من مسارات للدرجات في المدن، ومناطق خضراء للحماية. ولكن المشكلة الأكبر التي تواجهها بوخارست، تأتي من التآكل الذي تسببه الرياح، التي ترفع التراب في المناطق التي لا توجد فيها نباتات وأشجار كافية. كما توجد أيضا إجراءات لتشجيع استخدام وسائل النقل العام، أو حتى لإستبدال وسائل النقل العام التي تسبب تلوث البيئة، بأخرىة كهربائية، وأقصد هنا الحافلات الكهربائية.”
بوخارست ستحظى بخطة متكاملة لتحسين نوعية الهواء، أما الموافقة عليها، فستكون على أقصى تقدير في شهر مايو/ أيار من هذا العاك — وفقاً لما أعلنته، في شهر فبراير / شباط وزيرة البيئة/ غراتيسيلا غافريليسكو.