قرار بنهاية مفتوحة
قرار زعيم البيت الأبيض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أحدث أصداءً هائلة في الشرق الأوسط، ولم يتوقف عند ذلك الحد فقط
Corina Cristea, 15.01.2018, 19:56
ماذا تبع ذلك؟ جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، اضطرابات فى الاراضي الفلسطينية، مظاهرات احتجاجية في العديد من الدول الاسلامية. وفي محاولة للحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي، سرعان ما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي/ بنيامين نتانياهو جولة في أوروبا، وناقش المسألة حتى مع ممثلة الإتحاد الأوروبي السامية للسياسة الخارجية/ فيديريكا موغيريني. أعتقد أن كل أو معظم البلدان الأوروبية ستنقل سفاراتها إلى القدس، وستعترف بها عاصمة للدولة العبرية، وستلتزم بحسم معنا لتحقيق الأمن والرخاء والسلام – كانت رسالة رئيس الوزراء الاسرائيلي، لصناع القرار الأوروبيين . إلا أن رسالة الزعيم الإسرائيلي، قوبلت بموقف صارم من قبل الجماعة الأوروبية، الذي عبرت عنه موغيريني بقولها – نحن نعتقد أن الحل الواقعي الوحيد للصراع بين إسرائيل وفلسطين، مبني على أساس دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تكون القدس عاصمة لكل منهما، هذا هو موقفنا المؤكد، وسنواصل احترام الاتفاق الدولي بشأن القدس، حتى يُحديد الوضع النهائي للمدينة المقدسة عبر التفاوض المباشر بين الطرفيْن المتنازعيْن.
السلام في هذه المنطقة الجيو- سياسية، التي تعد واحدة من أكثر المناطق حساسية على مستوى العالم، هو ما يرغبُه الجميع، أما هذا الأمر، فقد أٌكد عليه في جميع التصريحات والبيانات الرسمية. كما كان أيضاً الحجة التي تذرع بها زعيم البيت الأبيض، عندما بادر، في بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالإدلاء بتصريحه، وهو الأمر الذي أجله الرؤساء الأمريكيون، لفترة طويلة جداً، حيث يوجد قرار للكونغرس الأميريكي، يعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ولكنه كان يُؤجل كل ستة أشهر. مدعو للتحدث إلى الإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا)، أوضح يوليان كيفو، مدير مركز الوقاية من النزاعات في بوخارست، بقوله:
يوجد جدل كامل، حول مدينة القدس، حيث توجد عناصر رمزية تابعة للديانات السماوية الثلاث الأساسية، وحيث يود العرب الفلسطينيون أن تكون عاصمتهم في القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى. إذن، فالمشكلة الكبرى المتمثلة في تقسيم مدينة القدس، التي ستكون في الوقت نفسه عاصمة مزدوجة، خضعت بدورها للنقاش، وكانت من المسائل المُعلقة في جميع عمليات السلام حتى اليوم. لذلك فإن هذه المبادرة، تعد رمزية على الأرجح – أود أن أقول، ولكن برمزية، لها تأثير كبير في الشرق الأوسط، أما التكاليف، فهي واضحة، وسنرى ذلك.
من الواضح أن عملية السلام في الشرق الأوسط، كانت بشكل ما معرقلة، دون إحراز أي خطوة إلى الأمام – يقول المحللون – أما القرار، فقد اعتبر من قبل دونالد ترامب، الخيار الوحيد لفك القيد واحراز تقدم. مرة أخرى، يوليان كيفو:
كانت صيغة لإعادة توزيع جميع القطع. أما الآن، فإن أملي، هو أن تكون واشنطن قد عملت بشكل ما، على جزئية لإدارة عواقب هذا التغيير. لأن عادة، عندما تقلب لوحة الشطرنج، يمكنك أن ترتب الأمور، بصيغة خيارٍ مناسب، ولكن غالباً ما تُرتب الأمور بصيغة ضارة. دعونا لا ننسى أن قصة التلميذ الساحر المخادع، يمكن أن يحدث أيضاً في هذه الحالة. لذلك اسمحوا لي، أن أترك لجظة الإنفعال الآن، والتي ربما ستستمر، لست أدري، ربما لشهرين، وعندها فقط، سنرى إذا كانت الموجة المقبلة، ستجلب إعادة ترتيب مناسبة، إذا كانت هذه المنطقة العربية- الفلسطينية، بالإضافة إلى العالم عموماً، والقوى العظمى، والقوى الإقليمية، ستكون قادرة على استيعاب هذا الواقع، ولاحقاً يكمننا الإستنتاج، بشكل مطلق إذا كان هذه العمل إيجابي. للوهلة الأولى، أعتقد بوجود انتهاك للخطوط الحمراء، التي لا تفعل شيئاً آخر سوى أن تفجر السلام في الشرق الأوسط، هكذا مثلما نعرفه في الوقت الراهن.
رى، يقول المحلل/ يوليان كيفو، لا توجد سابقة، بتحقيق عملية سلام دون مشاركة من كلي الجانبين:
إن عملية سلام أحادية الجانب تتحقق فقط عندما يربح أحد الوضع المطلق على الأرض، أو كما نعلم جيداً، مثل هذه الحالة ليست مستدامة. على الأقل، في الشرق الأوسط، شاهدناها مرارا ًوتكراراً، لمرات لا خصر لها. لقد كانت أوقات قام فيها أحد المتقاتلين أو الآخر برفرفة رايات النصر، ليواجه بعد ذلك، الواقع في الميدان. ومن هنا أعتقد أنني سأكون، مرة أخرى، متحفظاً، في رؤية ما هي التحركات اللاحقة.
لا توجد صراعات بعيدة وصراعات قريبة. من وجهة النظر هذه، فإن أي صراع قد يهدد استقرار وسلامة مواطنينا، يمثل مصدر قلق – أوضح رئيس الوزراء/ مهياي تودوسيه، من ناحية أخرى، موقف رومانيا – فوفقا له، سيتقى بوخارست معنية مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي ومتضامنة مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من أجل أي جهد يؤدي إلى الاستقرار والأمن في المنطقة. أما في الوقت الراهن، فلا تزال النهاية مفتوحة.