تنسيق على خلفية الهجمات الروسية على نهر الدانوب
الجيش الروماني ينسق مع السلطات العامة المحلية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، على خلفية القصف الروسي في المنطقة
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 28.09.2023, 19:57
الدول المجاورة لأوكرانيا، الدولة التي غزتها القوات الروسية، ليست في منأى عن الحوادث الخطيرة التي تحدث نتيجة الحرب. ومؤخراً، خلص خبراء بولنديون إلى أن الصاروخ الذي قتل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي شخصين في مزرعة جنوب بولندا كان قد أطلق من قبل أوكرانيين. يتراوح مدى هذا الصاروخ بين 75- 90 كيلومترًا – كتبت الصحافة في وارسو. في ذلك الوقت، كانت مواقع (القوات) الروسية في مكان لا يسمح لها بضرب المزرعة البولندية. الانفجار الصاروخي الذي وقع في بولندا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، أجج المخاوف من أن الحرب في أوكرانيا قد تتحول إلى صراع أوسع نطاقا عبر تفعيل بند الدفاع المشترك بين الحلفاء، والذي ينص على أن ضرب أحد الأعضاء يعني هجوما على الجميع.
وبدورها، تتشاور رومانيا، التي تشترك في حدود تمتد على طول حوالي 650 كيلومترًا مع أوكرانيا، باستمرار مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن التطورات على الحدود، بعد اكتشاف عدة أجزاء من طائرات مسيرة، بدون طيار، يرجح أنها روسية، على الأراضي الرومانية في منطقة دلتا الدانوب (جنوب- شرق رومانيا). حادث آخر وقع، في بداية هذا الأسبوع، على الضفة الأوكرانية لنهر الدانوب، في منطقة أورلوفكا، حيث سقطت طائرات مسيرة بالقرب من عبارة تقل رومانيين متوجهين إلى إيساكتشيا. بعد هذ الحادث الجديد، نظمت الهيئة العامة لأركان للدفاع، عبر نظام المهاتفة المرئية، اجتماعًا مع ممثلي السلطات العامة المحلية في محافظات: براييلا وغالاتس وتولتشيا وكونستانتسا، التي تقع كلها على نهر الدانوب، في سياق هجمات روسيا الاتحادية على الموانئ المطلة على الضفة الأوكرانية. وبحسب بيان صحفي لوزارة الدفاع الوطني، فإن الاجتماع الافتراضي الذي عُقد عبر المهاتفة المرئية، يهدف إلى تحسين التنسيق بين المؤسسات. جدول الأعمال تضمن: عرض الوضع الأمني، وعملية التواصل العام للجيش، وموضوعات متعلقة بإعداد السكان والاقتصاد، والأراضي التي يجب الدفاع عنها، بالإضافة إلى المسؤوليات القانونية التي تقع على عاتق مختلف مؤسسات نظام الدفاع الوطني – يقول المصدر المقتبس.
كثيراً ما يستهدف الروس ميناءي إسماعيل وريني النهريين، في جنوب باسارابيا، وهي الأراضي الرومانية الشرقية التي ضمها الاتحاد السوفييتي الستاليني في عام 1940، بعد إنذار نهائي، واستولت عليها أوكرانيا في عام 1991، كدولة خليفة. هذان الميناءان يمثلان منفذين هامين للصادرات الأوكرانية، عقب انسحاب روسيا من اتفاقية نقل الحبوب، عبر البحر الأسود في شهر يوليو/ تموز الماضي. ميناء ريني يعد ضرورياً لنقل البضائع على نهر الدانوب، ويقع على بعد حوالي 13 كيلومترًا في خط مستقيم من مدينة غالاتس الرومانية، بينما يقع ميناء إسماعيل على ذراع كيليا في الدلتا، التي أصبحت الحدود بين رومانيا وأوكرانيا. الدبلوماسية في بوخارست طلبت من الروس بشدة وقف الهجمات المتكررة ضد السكان الأوكرانيين، والبنية التحتية المدنية، وكذلك احترام قواعد القانون الدولي، بما في ذلك حرمة المجال الجوي الروماني.