حكومة جديدة في كيشيناو
مراسلو إذاعة رومانيا في كيشيناو لاحظوا أن التغيير قد حدث في قيادة أربع وزارات فقط. ولكن قد يتغير أسلوب الحكم، من الأداء اللطيف والبطيء لناتاليا غافريليتسا، إلى سياسة نشطة وقوية – هكذا كما يُنظر إلى ريتشيان في الفضاء العام. المحللون السياسيون في كيشيناو يكتبون – بعيداً عن التصريحات – توجد مؤشرات على أن الأسباب الحقيقية لتغيير رئيسة الوزراء، تتعلق ببطء الإصلاحات التي أجرتها ناتاليا غافريليتسا، وبالتوترات الداخلية في إطار السلطة.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 17.02.2023, 21:22
بعيدة كل البعد عن كونها بطلة للاستقرار السياسي، وصلت جمهورية مولدوفا إلى رئيس وزرائها السابع عشر خلال إثنين وثلاثين عامًا من الاستقلال، مما يعني عامين في المتوسط لكل رئيس حكومة. يمينيون مُعلنون أو يساريون إسمياً أو موالون لروسيا أو موالون للغرب، لم يترك رؤساء الوزراء بصمة دائمة في تاريخ الجمهورية. ويوم الخميس، آتى دور وزير الداخلية السابق والمستشار الرئاسي للأمن/ دورين ريتشيان، لتولي رئاسة السلطة التنفيذية التي أصبحت شاغرة، الأسبوع الماضي، بعد استقالة ناتاليا غافريليتسا، التي قادت السلطة التنفيذية ابتداءً من 6 أغسطس/ آب 2021، بعد فوز حزب العمل والتضامن (PAS) الموالي لرئيسة الجمهورية، بشكل حاسم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، وحصوله على ثلاثةٍ وستين معقداً من أصل مائة وواحد في برلمان كيشيناو أحادي المجلس. وبالتزامن مع إعلان الاستقالة، صرحت ناتاليا غافريليتسا أن الجمهورية ستدخلُ مرحلةً جديدة، سيكون الأمن فيها أولوية. وبأصوات حزب العمل والتضامن أيضاً، نُصبت حكومة دورين ريتشيان، التي لا تختلف تشكيلتها كثيرًا عن فريق ناتاليا غافريليتسا.
مراسلو إذاعة رومانيا في كيشيناو لاحظوا أن التغيير قد حدث في قيادة أربع وزارات فقط. ولكن قد يتغير أسلوب الحكم، من الأداء اللطيف والبطيء لناتاليا غافريليتسا، إلى سياسة نشطة وقوية – هكذا كما يُنظر إلى ريتشيان في الفضاء العام. المحللون السياسيون في كيشيناو يكتبون – بعيداً عن التصريحات – توجد مؤشرات على أن الأسباب الحقيقية لتغيير رئيسة الوزراء، تتعلق ببطء الإصلاحات التي أجرتها ناتاليا غافريليتسا، وبالتوترات الداخلية في إطار السلطة.
برنامج الإدارة يستند على الرؤية التنموية لرئيسة جمهورية مولدوفا/ مايا ساندو، وحزب العمل والتضامن، مع تعديلات تواكب الواقع الحالي. اليوم نواجه مشاكل مثل: الحرب في أوكرانيا المجاورة، ومستوى التضخم المرتفع، وارتفاع أسعار الطاقة – قال ريتشيان، في الخطاب الذي وجهه إلى النواب خلال مراسم التنصيب. رئيس الوزراء الجديد وعد بتحسين الكفاءة وبإحلال النظام في المؤسسات العامة، وبتبسيط إجراءات وصول دوائر الأعمال إلى الموارد المالية، كما شدّد على الحاجة إلى مكافحة الفساد بشكل أكثر فعالية.
أولويات أخرى للحكومة الجديدة هي الاندماج في الاتحاد الأوروبي، والتنمية الاقتصادية. أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فيعتزم رئيس الوزراء الجديد التركيز على استيفاء متطلبات بروكسل، المقدمة إلى كيشيناو بعد تلقيها، العام الماضي، وضع دولة مرشحه للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
اهتمام خاص – تكتب وكالات الأنباء الدولية – سيُمنح للعلاقات مع رومانيا المجاورة، التي يجب أن تكون استراتيجية ومتميزة. كما أعيد التأكيد، على الحاجة إلى تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة والمانحين الغربيين الآخرين، الذين يُعد دعمهم أمرًا حيويًا لإحدى أفقر الدول في أوروبا.