نقاش في دوائر الحكومة الرومانية حول الوقاية من الزلازل
يبدو أن الزلازل المدمرة التي وقعت الأسبوع الماضي في تركيا وسوريا، والزلازل المخيفة وغير العادية التي حدثت في أولتينيا (جنوب غرب رومانيا)، قد هزّت السلطات في بوخارست أيضاً. حيث شدّد رئيس الوزراء نيكولاي تشيوكا على ضرورة مراجعة المعايير التي تحكم قطاع البناء وجودة المواد مرة أخرى، بحيث تتوافق المخططات مع ما يتم بناؤه. وفي اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء عن إنشاء مجموعة مشتركة بين الوزارات، تهدف بشكل أساسي إلى متابعة مدى استعداد واستجابة المؤسسات المختلفة في حالات الطوارئ. وأوضح أنه سيتم التركيز بشكل خاص، على الأبنية المدرسية المعرّضة للمخاطر الزلزالية. كما طالب رئيس الوزراء بفحص الشركات التركية التي قامت ببناء مساكن في رومانيا.
Bogdan Matei, 16.02.2023, 17:52
يبدو أن الزلازل المدمرة التي وقعت الأسبوع الماضي في تركيا وسوريا، والزلازل المخيفة وغير العادية التي حدثت في أولتينيا (جنوب غرب رومانيا)، قد هزّت السلطات في بوخارست أيضاً. حيث شدّد رئيس الوزراء نيكولاي تشيوكا على ضرورة مراجعة المعايير التي تحكم قطاع البناء وجودة المواد مرة أخرى، بحيث تتوافق المخططات مع ما يتم بناؤه. وفي اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء عن إنشاء مجموعة مشتركة بين الوزارات، تهدف بشكل أساسي إلى متابعة مدى استعداد واستجابة المؤسسات المختلفة في حالات الطوارئ. وأوضح أنه سيتم التركيز بشكل خاص، على الأبنية المدرسية المعرّضة للمخاطر الزلزالية. كما طالب رئيس الوزراء بفحص الشركات التركية التي قامت ببناء مساكن في رومانيا.
ووفقاً للمحللين، فإن التاريخ التركي في هذا المجال له العديد من أوجه التشابه مع التاريخ الروماني، بعد عام ألف وتسعمئة وتسعين، مع اختلاف أساسي هو أن رومانيا لم تتعرض خلال هذه الفترة، لنفس قوة الزلازل التي تعرضت لها تركيا. فعشية انتخابات عام ألفين وثمانية عشر، منحت الحكومة الإسلامية المحافظة في أنقرة، عفواً عن الأبنية التي بُنيت بشكل غير قانوني. حيث قام الناس بتصريح شخصي دون اتخاذ أي تدقيق من قبل الجهات المسؤولة، وبالتالي أضفوا الصفة القانونية على تسعة ملايين مسكن. ويعترف المعلقون بأنه من الصعب تحديد عدد ضحايا زلزال السادس من شباط/فبراير. أما في أولتينيا، فقد تسببت الزلازل التي زادت قوتها عن خمس درجات، في أضرار مادية وذعر حاد، لكنها حياة الناس لم تتعرّض للخطر. وقال وزير التنمية في بوخارست، سيكي أتيلا، أنه تم حتى الآن توقيع عقود لتدعيم مئتين وأربعين مبنىً في المناطق المعرضة للمخاطر الزلزالية، بتمويل من الخطة الوطنية للتعافي والصمود .
في الواقع، هناك العديد من البرامج التي تمولها الدولة لتدعيم المباني ذات المخاطر الزلزالية، حيث سيتم تخصيص خمسمئة وخمسة وخمسين مليون يورو، من خلال الخطة الوطنية للتعافي والصمود فقط، حيث تم بالفعل تسجيل مئتين وتسعين طلباً على موقع الوزارة الإلكتروني. ففي الرابع من آذار/مارس عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، أدى زلزال يعتبر الأخطر الذي ضرب رومانيا في العصر الحديث، والذي بلغت قوته سبعة فاصلة اثنان درجة، إلى مقتل ألف وخمسمئة وسبعين شخصاً، معظمهم في بوخارست، وتسبب في أضرار مادية قدرت آنذاك، بأكثر من ملياري دولار.
كما دمّر نحو مئتين وثلاثين ألف منزل، أو لحقت به أضرار بالغة، إضافة إلى خروج مئات الوحدات الاقتصادية من الخدمة. وولّد الزلزال أزمة اقتصادية واجتماعية، وفقا للمؤرّخين، بحيث لم تستطع الديكتاتورية الشيوعية في ذلك الوقت التغلب عليها، حتى انهيارها في عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين. ويحذّر المتخصصون من أنه في حالة وقوع زلزال مشابه لزلزال عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، يمكن أن تنهار مئات المباني في بوخارست، في الوقت الحالي. والجدير بالذكر، أن ما يزيد على مئة زلزال بقوة تزيد على ثلاث درجات على مقياس ريختر، يحدث سنوياً في رومانيا.