يوم الجيش الروماني
أسرى، لمدة نصف قرن تقريبًا، في المعسكر السوفيتي السابق، لم يتمكن الرومانيون من الاستجابة لندائهم الغربي، سوى في بداية العقد الأول من القرن العشرين، في نهاية فترة ما بعد الشيوعية. حيث قبلت رومانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مارس/ آذار 2004، وهو تاريخ أكبر توسّع إلى الشرق لأنجح تحالف سياسي – عسكري في التاريخ. وكان نهاية طريق بدأته بوخارست في أكتوبر/ تشرين الأول 1990، عندما أقامت علاقات دبلوماسية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واستكملته بطلب للانضمام، قدمته بعد ثلاث سنوات. الطبقة السياسية الرومانية والرأي العام، اللذان كانا ممزقان بنزاعات داخلية، غلبت عليها الضراوة في كثير من الأحيان، تصرفا آنذاك، في توافق آراء ملحوظ. من اليمين أو اليسار، في السلطة أو من المعارضة، أكدت جميع الأحزاب السياسية الهامة، دون تردد، في تحقيق هدف التكامل الأوروبي، والأورو- أطلسي، الذي مثل الضمان الوحيد للرخاء والأمن لرومانيا. جزئية هامة مرتبطة بذلك، هي أن رئيس الدولة، لحظة قبول رومانيا، كان هو الوزير الشيوعي السابق، يون إيليسكو، الذي كان قد درس في موسكو، وكثيراً ما كان يتهم بولائه لروسيا.
Bogdan Matei, 26.10.2019, 04:53
في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1944، أثناء الحرب العالمية الثانية، بالتزامن مع فرض السيطرة على مدينة كاري (شمال غرب رومانيا)، حرر الجيش- وفقًا للصيغة التي كانت مكرسة في تلك الحقبة – آخر ثغرة من الأرضي الرومانية في شمال ترانسيلفانيا، والتي كانت تخضع حتى ذلك الحين، تحت الاحتلال المجري. الأبطال الذي سطروا هذه اللحظة، والمؤرخون من بعدهم، يؤكدون على حد سواء، أن هذا الحدث كان يمكن أن يحدث في وقت سابق، وأن الضباط فضلوا أن تستريح قواتهم، قبل بضعة أيام، من الهجوم النهائي، بحيث يتزامن الانتصار في كاري مع الاحتفال بيوم ميلاد الملك/ ميهاي الأول، الذي كان أيضا قائد الجيش. وبعد ثلاث سنوات، عندما وقعت البلاد تحت الاحتلال العسكري السوفيتي، وكانت تديرها حكومة شيوعية عميلة، اضطر الملك إلى التنازل عن العرش والذهاب إلى المنفى في الغرب، ولم يتمكن من العودة إلا بعد ثورة عام 1989. ولكن يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول، دخل نهائياً، في التقويم والوعي العام، على حد سواء، كيوم للاحتفال بالجيش الروماني.
أسرى، لمدة نصف قرن تقريبًا، في المعسكر السوفيتي السابق، لم يتمكن الرومانيون من الاستجابة لندائهم الغربي، سوى في بداية العقد الأول من القرن العشرين، في نهاية فترة ما بعد الشيوعية. حيث قبلت رومانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مارس/ آذار 2004، وهو تاريخ أكبر توسّع إلى الشرق لأنجح تحالف سياسي – عسكري في التاريخ. وكان نهاية طريق بدأته بوخارست في أكتوبر/ تشرين الأول 1990، عندما أقامت علاقات دبلوماسية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واستكملته بطلب للانضمام، قدمته بعد ثلاث سنوات. الطبقة السياسية الرومانية والرأي العام، اللذان كانا ممزقان بنزاعات داخلية، غلبت عليها الضراوة في كثير من الأحيان، تصرفا آنذاك، في توافق آراء ملحوظ. من اليمين أو اليسار، في السلطة أو من المعارضة، أكدت جميع الأحزاب السياسية الهامة، دون تردد، في تحقيق هدف التكامل الأوروبي، والأورو- أطلسي، الذي مثل الضمان الوحيد للرخاء والأمن لرومانيا. جزئية هامة مرتبطة بذلك، هي أن رئيس الدولة، لحظة قبول رومانيا، كان هو الوزير الشيوعي السابق، يون إيليسكو، الذي كان قد درس في موسكو، وكثيراً ما كان يتهم بولائه لروسيا.
الأهمية الجيو- استراتيجية، والإمكانات العسكرية المهمة، والرأي العام المؤيد للغرب بعمق، كانت وما زالت أكثر الحجج والدوافع اقناعاً للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تضاعفت لاحقاً، بشراكة استراتيجية مميزة، تربط بوخارست بواشنطن. رومانيا تستضيف قواعد عسكرية أمريكية، ومكونات من الدرع الدفاعي المضاد للصواريخ، وكثيراً ما يشارك جنودها في المناورات والعمليات الدولية إلى جانب رفاقهم الأمريكيين، حيث يوجد حوالي ألف من الجنود الرومانيين في مهام خارجية، والذين كان عددهم أكبر بكثير من 2500 في السنوات الماضية. حوالي 30 جنديًا رومانيًا لقوا مصرعهم، بينما أصيب حوالي 180 آخرين في مسارح العمليات الخارجية، خلال تأديتهم لواجبهم الوطني.