مأساة في رياضة التسلق الرومانية
زولت توروك، كان قد غادر وحده، منذ بضعة أيام، إلى المنطقة الجبلية، لتسلق سلسلة جبال فاغارش. ويوم السبت، أعلنت زوجة زولت توروك، عن اختفائه بعد أن عثرت مجموعة أخرى من المتسلقين على أغراض له في ملجأ جبلي. عمليات البحث بدأت على الفور، وفي التدخلات، أُشرك أفراد من فرق الإنقاذ والدرك من محافظتي سيبيو (وسط رومانيا) وآرجيش (في الجنوب)، بالإضافة أيضًا، إلى طائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية. ولاحقاً عُثر على الرجل ميتاً بعد بضع ساعات من البحث. ووفقًا للمنقذين الجبليين، يعتقد أنه انزلق بين الصخور، مما أسفر عن مصرعه.
Mihai Pelin, 19.08.2019, 19:49
عثر المنقذون الجبليون، على زولت توروك- أحد أكثر متسلقي الجبال الرومانيين شهرة، ميتاً في نهاية الأسبوع الماضي. فبعد أن غزا أعلى وأخطر الجبال في العالم، ابتداءً من سلاسل جبال الأنديز الأميريكية والألب الأوروبية إلى الهيمالايا الآسيوية، حتى وصل إلى ارتفاع بلغ أكثر من 7000 متر، هناك، حيث يلتقي الإنسان، فعلياً بالسماء، إلإ أنه، مع ذلك، لقي حتفه في النهاية، على أرض وطنه، بالقرب من قمة نيغويو، ثاني أعلى قمة من ناحية الارتفاع في سلسلة جبال الكاربات الرومانية، والتي لا يتجاوز ارتفاعها ألفين وخمسمائة وخمسة وثلاثين متراً فقط.
زولت توروك، كان قد غادر وحده، منذ بضعة أيام، إلى المنطقة الجبلية، لتسلق سلسلة جبال فاغارش. ويوم السبت، أعلنت زوجة زولت توروك، عن اختفائه بعد أن عثرت مجموعة أخرى من المتسلقين على أغراض له في ملجأ جبلي. عمليات البحث بدأت على الفور، وفي التدخلات، أُشرك أفراد من فرق الإنقاذ والدرك من محافظتي سيبيو (وسط رومانيا) وآرجيش (في الجنوب)، بالإضافة أيضًا، إلى طائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية. ولاحقاً عُثر على الرجل ميتاً بعد بضع ساعات من البحث. ووفقًا للمنقذين الجبليين، يعتقد أنه انزلق بين الصخور، مما أسفر عن مصرعه.
المنطقة التي كان يوجد فيها خطيرة جداً، وغير مستقرة، ونادراً ما يزورها المتسلقون. بالإضافة إلى ذلك، في الأيام السابقة، كانت السماء قد أمطرت بغزارة، وكانت الصخور مبتلة ورطبة. أما أولئك الذين وصلوا إلى الهاوية التي سقط فيها زولت توروك، فقد أكدوا، مرعوبين، أنه لم يكناه يحظى بأية فرصة للنجاة أو البقاء على قيد الحياة. فلم تكن لديه أية أدوات أو معدات للتسلق، وكان يرتدي فقط خوذة على رأسه. لكن أولئك الذين كانوا يعرفونه جيداً، يقولون إنه لم يكن ليغامر ويتسلق مسارات صعبة دون أن يكون مستعداً أو دون أن يأخذ حذره أو يؤمن نفسه. ولكن على الجبل، مع ذلك، قد يظهر خطر في أي وقت.
زولت توروك، كان يحظى في سجله بأرقام قياسية مثيرة للإعجاب فيما يخص تسلق الجبال، سواء في الرياضة الرومانية أو العالمية لتسلق الجبال. كان يعتبر واحداً من أفضل المتسلقين في رومانيا، وكان يتحدث دائمًا بحماس وشغف عن هوايته. آخر رحلة استكشافية كبيرة له، كانت العام الماضي، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى المئوية للوحدة الرومانية الكبرى، عندما نجح في وضع العلم الوطني على ارتفاع سبعة آلاف ومائة وخمسة وستين متراً، على قمة بوموري في سلسلة جبال الهيمالايا، مكتشفاً بذلك، لأول مرة، على مستوى العالم، مساراً جديدًا للوصول إلى هذه القمة، وتحدث، آنذاك، عن معنى نجاحه. زولت توروك:
لقد أردت أن أبعث برسالة تشجيع قصيرة، ليتذكرني الناس في الأوقات الصعبة. إنها مسألة رمزية. عليهم أن يفكروا، كيف تغلبت وأتغلب دائمًا على العقبات، وكيف بقيت لمدة 30 عامًا أمارس مهنة التسلق الاحترافي.
إن صعود سفوح التلال، ورياضة تسلق الجبال، قد أصبحتا أكثر فقراً وحزنًا الآن – تقول رسالة التعازي التي بعث بها زملاؤه وأصدقاؤه من المركز الوطني للمنقذين الجبليين. كما نشر وزير الداخلية المؤقت/ ميهاي فيفور، رسالة على شبكة الإنترنت، تخليداً لذكرى المتسلق زولت توروك، الذي كان سيتم ستة وأربعين عاماً من عمره في 29 سبتمبر/ أيلول القادم.