مائة وستون عاماً على اتحاد أول إمارتيْن رومانيتيْن
إن مدة ولاية ألكساندرو- يوان كوزا، التي دامت سبع سنوات، وضعت عبر الإصلاحات الجذرية التي رُوج لها القواعد المؤسسية لرومانيا الحديثة. حيث اعتمد القانونان المدني والجنائي، اللذان كانا قد استوحيا من مثيليهما في فرنسا، كما أسس جيش وطني، وأصبح التعليم الابتدائي إلزاميا، وأسست الجامعتان الأوليان — ابتداءً من عام 1860 أسست جامعة مدينة ياش، التي أصبحت اليوم تحمل اسم كوزا، وبعد أربع سنوات، أسست جامعة بوخارست. وعبر الإصلاح الزراعي، حظي حوالي نصف مليون أسرة من الفلاحين بملكية الأراضي الناتجة عن تأميم وعلمنة عقارات الأديرة. جذاب الشخصية، ومعشوق من قبل الفلاحين وسكان المناطق الريفية، ومن قبل الفئات الفقيرة في المجتمعات الحضرية، ولكن مكروه من قبل الأحزاب السياسية، بسبب ميوله وانزلاقاته الاستبدادية، أرغم على التنازل عن العرش، والذهاب إلى المنفى في عام 1866.
Bogdan Matei, 24.01.2019, 20:14
إن مدة ولاية ألكساندرو- يوان كوزا، التي دامت سبع سنوات، وضعت عبر الإصلاحات الجذرية التي رُوج لها القواعد المؤسسية لرومانيا الحديثة. حيث اعتمد القانونان المدني والجنائي، اللذان كانا قد استوحيا من مثيليهما في فرنسا، كما أسس جيش وطني، وأصبح التعليم الابتدائي إلزاميا، وأسست الجامعتان الأوليان — ابتداءً من عام 1860 أسست جامعة مدينة ياش، التي أصبحت اليوم تحمل اسم كوزا، وبعد أربع سنوات، أسست جامعة بوخارست. وعبر الإصلاح الزراعي، حظي حوالي نصف مليون أسرة من الفلاحين بملكية الأراضي الناتجة عن تأميم وعلمنة عقارات الأديرة. جذاب الشخصية، ومعشوق من قبل الفلاحين وسكان المناطق الريفية، ومن قبل الفئات الفقيرة في المجتمعات الحضرية، ولكن مكروه من قبل الأحزاب السياسية، بسبب ميوله وانزلاقاته الاستبدادية، أرغم على التنازل عن العرش، والذهاب إلى المنفى في عام 1866.
وخلفه على العرش، الأمير/ كارول الأول من الأسرة الأميرية الألمانية هوهنزولرن- زيغمارينغن، الذي أصبح لاحقاً أول ملك لرومانيا. أما فترة حكمه الطويلة، فكان لها أن تجلب استقلال رومانيا كدولة عن الإمبراطورية العثمانية، واستعادة اقليم دوبروجا (جنوب شرق البلاد — المطل على البحر الأسود)، بعد الحرب الروسية الرومانية- التركية عام 1877.
وفي عام 1918، في عهد الملك/ فرديناند، الملقب بالمُوحد، استكمل مشروع تأسيس الدولة الوطنية، عبر اتحاد المحافظات التاريخية التي تقطنها غالبية سكانية رومانية مع الوطن الأم، والتي كانت حتى ذلك الحين، تحت سيطرة إمبراطوريات مجاورة متعددة الجنسيات، وهي: ترانسلفانيا (في الوسط)، وبانات، وكريشانا، وماراموريش (في الغرب)، وبوكوفينا (في الشمال الشرقي) وباسارابيا (في الشرق). وهكذا كما يؤكد، مع ذلك، التأريخ بأكمله، سواء المحلي أو الدولي، فإن الوثيقة التأسيسية لرومانيا الكبرى، الديمقراطية، والمزدهرة، مثلها توحيد الإمارتيْن، وخلق نواة دولة تعمل بمعنى الكلمة. “الوحدة تحققت، والجنسية الرومانية تأسست، أما من اخترتموه ليقودكم، فسيمنحكم اليوم، رومانيا واحدة” — كتب في تلك الحقبة، أليكساندرو- يوان كوزا، في إعلان موجه إلى شعبه.