الحكومة تنجو من مذكرة حجب الثقة
Mihai Pelin, 22.12.2018, 01:10
محاولة جديدة لإسقاط السلطة اليسارية في بوخارست باءت- كما كان متوقعاً- بالفشل. مقدمة بمبادرة من المعارضة اليمينية، مذكرة حجب الثقة عن الحكومة المكونة من ائتلاف الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD وتحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE، بقيادة فيوريكا دانتشيلا، رفضت، يوم الخميس، من قبل البرلمان. المهمة، من البداية، كانت مستحيلة، بالنسبة للموقعين على الوثيقة — من برلمانيي الحزب الوطني الليبرالي PNL، واتحاد أنقذوا رومانيا USR، وحزب الحركة الشعبية PMP، بالإضافة إلى عدد قليل من البرلمانيين غير المنتمين لأحزاب سياسية – في ظروف تأمين الحزب الاشتراكي الديمقراطي لأغلبية مريحة في البرلمان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا UDMR، الذي كان بوسعه قلب موازين القوى، لم يدعم المذكرة. حيث أن برلمانيي هذه التشكيلة السياسية، كانوا موجودين في القاعة، بجانب زملائهم من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD وتحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE، ولكنهم لم يدلوا بأصواتهم، كما فعلوا في مناسبات أخرى. وبالتالي، لم يتوفر سوى 161 صوتًا، من أصل 233 صوتًا ضروريًا لإقالة الحكومة.
وفي نص المذكرة، طلبت المعارضة من البرلمانيين الاختيار بين زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD/ ليفيو دراغنيا، ورومانيا، معتبرة أن رئيسة الوزراء وحكومتها يجب أن ترحل. كما وجهت اتهماً إلى السلطة بأن التعديلات الأخيرة التي أضفتها على قوانين القضاء تؤثر، بشكل سلبي، على صورة البلاد. وبالمثل أكدت المعارضة أيضاً ما وصفته بعدم كفاءة ولامبالاة وسوء نية فيما يخص الوضع في التعليم والصحة، كما أشارت إلى أن التعديلات الوزارية المتتالية كانت لها آثار سلبية على المواطنين. ولم تستثني المعارضة ولا حتى الوضع الاقتصادي، وخصوصاً فيما يتعلق بمعاشات المتقاعدين ورواتب الموظفين. حيث يؤكد ممثلو المعارضة، أن السلطة لن تفي بوعودها الانتخابية. ممثل اتحاد أنقذوا رومانيا USR/ كلاوديو ناسوي:
“التعديلات المتعاقبة لم تفعل شيئاً سوى أن تظهر لنا أن الائتلاف المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD — وتحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE، الذي أثبت عدم كفاءته، لديه ما لا يقل عن ثلاث أو أربع حكومات احتياطية، ضعيفة التأهيل. في رومانيا، المشكلة ليست عدم وجود المال، ولكن عدم وجود الكفاءة لجذب الأموال التي توضع تحت تصرفنا مجاناً من قبل الاتحاد الأوروبي. لقد استخدمتم التعديلات الوزارية لتضليل الناس بأن الأمور ستتغير للأفضل، ولكن في الواقع، لم يكن تقسيم المقاعد الحكومية سوى نتيجة لتصفية الحسابات وتأكيد الولاءات بين عصابات على غرار المافيا داخل الحزب الرئيسي في الحكومة”.
وردا على ذلك، نفت رئيسة الوزراء اتهامات المعارضة، مشيرة إلى تناقض ذرائعها، أما نص المذكرة، فوصفته بأنه غير جاد على الإطلاق. السلطة التنفيذية ستواصل احترام أهدافها في البرنامج الحكومي – أكدت فيوريكا دانتشيلا:
“لقد استبدلنا أولئك الذين بقوا في المؤخرة، ولم يلحقوا بالركب. ماذا تريدون مني أن أفعل للإبقاء عليهم؟ إن هدف أية حكومة ليس الحفاظ على الأماكن الدافئة للوزراء، وإنما هدف الحكومة هو تحقيق ما وعدت به خلال الحملة الانتخابية، وأنا أقول بكل مسؤولية، سأستبدل أي عدد من الوزراء طالما استدعت الحاجة، لأننا نفعل كل ما هو مكتوب في برنامج الحكم”.
وفي نفس الوقت، أعلنت فيوريكا دانتشيلا أن بغض النظر عن عدد المرات التي سيُطلب منها فعل هذا الأمر، فإنها لن تستقيل — اللفتة الشرفية التي يتجنبها كثير من السياسيين الرومانيين.