رومانيا في احتفالها المئوي
ثم ابتداءً من عام 1866، شرع أول عاهل لرومانيا، الذي ينحدر من أسرة هوهانتسوليرن، كارول الأول، بتحديث الدولة الوليدة. وفي عام 1877، بعد الحرب الروسية- التركية، حصلت رومانيا على استقلالها من سيطرة الإمبراطورية العثمانية بعد قرون من الخضوع. كارول الأول، توفي في عام 1914، وخلَفَهُ ابن أخيه، فرديناند. وتحت حُكمه، دخلت رومانيا الحرب العالمية الأولى، بهدف استكمال وحدتها الوطنية، وهو الهدف الذي تحقق بعد مضي أربع سنوات، عبر إرادة جميع الرومانيين في المحافظات، التي كانت خاضعة، آنذاك، تحت سيطرة أجنبية. وفي يوم 27 مارس/ آذار 1918، في نهاية الحرب العالمية الأولى، على خلفية تفكك الإمبراطورية القيصرية، صوت مجلس الشورى، الذي كان يمثل الهيئة التشريعية في باسارابيا، على اتحاد هذه المحافظة التي تقطنها أغلبية رومانية، مع الوطن الأم. وكان هذا العمل، الخطوة الأولى لتأسيس الدولة الوطنية الرومانية الموحدة، وهي العملية، التي اختتمت، في وقت لاحق من ذلك العام، بدخول بوكوفينا (شمال شرقي البلاد)، في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، تحت سلطة بوخارست في سياق أوروبي ملائم للغاية.
Mihai Pelin, 28.11.2018, 18:58
ستبلغ الدولة الرومانية الوطنية الموحدة في عام 2018 عمراً جميلاً، حيث ستتم 100 عام على تأسيسها، مما يمثل دافعاً للاحتفال والفرح. كان توحيد جميع المحافظات الرومانية عملية تدريجية جرت عبر مراحل على مدى عدة قرون. في عام 1600، حقق الحاكم/ ميهاي الشجاع، لفترة وجيزة، أول اتحاد سياسي بين ترانسيلفانيا، مولدوفا، والبلاد الرومانية. وبعد عام واحد فقط، اغتيل، العمل الذي كان استجابة مثالية لأهداف القوى المجاورة، التي لم تر بعين جيدة خلق دولة مستقلة، قد تحدجث تغيراً كبيراً في ميزان القوى في المنطقة. وفي عام 1859، في عهد ألكساندرو- يوان كوزا، توحدت إماراتا مولدوفا والبلاد الرومانية، مجدداً، في إطار دولة جديدة، سميت آنذاك رومانيا.
ثم ابتداءً من عام 1866، شرع أول عاهل لرومانيا، الذي ينحدر من أسرة هوهانتسوليرن، كارول الأول، بتحديث الدولة الوليدة. وفي عام 1877، بعد الحرب الروسية- التركية، حصلت رومانيا على استقلالها من سيطرة الإمبراطورية العثمانية بعد قرون من الخضوع. كارول الأول، توفي في عام 1914، وخلَفَهُ ابن أخيه، فرديناند. وتحت حُكمه، دخلت رومانيا الحرب العالمية الأولى، بهدف استكمال وحدتها الوطنية، وهو الهدف الذي تحقق بعد مضي أربع سنوات، عبر إرادة جميع الرومانيين في المحافظات، التي كانت خاضعة، آنذاك، تحت سيطرة أجنبية. وفي يوم 27 مارس/ آذار 1918، في نهاية الحرب العالمية الأولى، على خلفية تفكك الإمبراطورية القيصرية، صوت مجلس الشورى، الذي كان يمثل الهيئة التشريعية في باسارابيا، على اتحاد هذه المحافظة التي تقطنها أغلبية رومانية، مع الوطن الأم. وكان هذا العمل، الخطوة الأولى لتأسيس الدولة الوطنية الرومانية الموحدة، وهي العملية، التي اختتمت، في وقت لاحق من ذلك العام، بدخول بوكوفينا (شمال شرقي البلاد)، في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، تحت سلطة بوخارست في سياق أوروبي ملائم للغاية.
وبعد خروج القوى المركزية مهزومة في الحرب العالمية الأولى، وبالاستفادة من الدعم العسكري للملك/ فرديناند، والأخلاقي والدبلوماسي لقرينته الملكة/ ماريا، صوت أعضاء المؤتمر العام لبوكوفينا، في تشيرناوتس (أو تشيرنيفتسي)، بالإجماع على الاتحاد مع رومانيا. تلا ذلك، انضمام إلى المحافظات الرومانية الأخرى: ترانسيلفانيا (في الوسط)، وبانات، وماراموريش وكريشانا (في الغرب) – التي كانت، حتى ذلك الحين، تحت حكم الإمبراطورية الهابسبورغية، وهكذا وُلدت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الدولة الرومانية الوطنية الموحدة، بعد عملية صعبة ومعقدة للغاية.
وعلى الصعيد الدولي، اعترف بالوضع السياسي- الإقليمي الجديد لرومانيا، عبر المعاهدات المبرمة خلال مؤتمر باريس للسلام (1919-1920). ولكن لسوء الحظ، الاتحاد لم يدم طويلاً. ففي صيف عام 1940، بعد انذار أخير، ضمت موسكو بقيادة ستالين، بيسارابيا وشمال بوكوفينا، وهي الأراضي التي أصبحت، في الوقت الراهن، جزءاً من الجمهوريتين السوفيتيْن السابقتيْن مولدوفا وأوكرانيا. مئات الآلاف من سكان باسارابيا، لجأوا آنذاك إلى رومانيا المقلصة، بينما رُحل عشرات آلاف منهم إلى سيبيريا وكازاخستان، أما في مكانهم، فقد جلب المحتلون مستوطنين من جميع أنحاء الإمبراطورية.