ردود الفعل والآثار المترتبة على الأزمة السياسية في بوخارست
انسحاب تودوسيه، لم يكن ليمر دون ملاحظة الصحافة الدولية. وكالة الأنباء البريطانية بي بي سي تلاحظ أن بعدما سحب الحزب السياسي الذي ينتمي إليه ميهاي تودوسيه دعمه له، أكد رئيس الوزراء أنه يستقيل مرفوع الرأس. الحزب طغى عليه الصراع من أجل السلطة، مما أدى إلى انسحاب سلفه، سورين غرينديانو، في يونيو/ حزيران الماضي – تضيف وكالة أنباء بي بي سي. وبدورها، كتبت وكالة أنباء رويترز أنالتوترات بين ميهاي تودوسيه، ورئيس الحزب/ ليفيو دراغنيا، تفجرت الأسبوع الماضي عندما طالب رئيس الوزراء من وزيرة الداخلية، وهي حليفة مقربة من دراغنا الاستقالة، متهما إياها علناً بالكذب. دراغنيا يفرض رقابة حازمة على كل من الحزب الحاكم والحكومة – خلصت وكالة أنباء رويترز.
Florentin Căpitănescu, 17.01.2018, 15:41
الإشتراكيون- الديمقراطيون، الذين يتولون السلطة منذ عام واحد فقط مع شركائهم الأصغر من تخالف الليبراليين والديمقراطيين، نجحوا في إفتراس إثنيْن من رؤساء وزرائهما. الأزمة الداخلية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، التي نشبت كتعبير عن خلافات بين زعيم الحزب/ ليفيو دراغنا، ورئيسي الوزراء: سورين غرينديانو، وميهاي تودوسيه، اللذيْن كان هو شخصياً من اقترحهما، تحولت، هكذا، إلى أزمة حكومية ضخمة، بكل الإنتقادات المتعلقة بها. في الصيف الماضي، تخلص الإشتراكيون- الديمقراطيون، من غرينديانو، باستخدام حيلة فريدة في تاريخ حقبة رومانيا ما بعد الشيوعية. آنذاك، هدم الحزب الإشتراكي الديمقراطي، حكومته عبر مذكرة لحجب الثقة عنها. أما هذا الأسبوع، مع تودوسيه في دور الضحية، كان سير الأمور أكثر بساطة. فقد استقال دون أية ثرثرة أو إثارة قيل أو قال، حتى وإن كانت الخلافات مع دراغنا قد وصلت إلى ذروتها. النقطة التي ملأت الكأس، وجعلتها تنضح، أو كما يقال القشة التي قصمت ظهر البعير – يقول المعلقون – كانت رفض تودوسيه، لمواصلة التعاون مع وزيرة الداخلية/ كارمن دان، التي تحظى بحماية دراغنا، عقب فضيحة مقززة للتحرش الجنسي بالأطفال في الشرطة.
انسحاب تودوسيه، لم يكن ليمر دون ملاحظة الصحافة الدولية. وكالة الأنباء البريطانية بي بي سي تلاحظ أن بعدما سحب الحزب السياسي الذي ينتمي إليه ميهاي تودوسيه دعمه له، أكد رئيس الوزراء أنه يستقيل مرفوع الرأس. الحزب طغى عليه الصراع من أجل السلطة، مما أدى إلى انسحاب سلفه، سورين غرينديانو، في يونيو/ حزيران الماضي – تضيف وكالة أنباء بي بي سي. وبدورها، كتبت وكالة أنباء رويترز أنالتوترات بين ميهاي تودوسيه، ورئيس الحزب/ ليفيو دراغنيا، تفجرت الأسبوع الماضي عندما طالب رئيس الوزراء من وزيرة الداخلية، وهي حليفة مقربة من دراغنا الاستقالة، متهما إياها علناً بالكذب. دراغنيا يفرض رقابة حازمة على كل من الحزب الحاكم والحكومة – خلصت وكالة أنباء رويترز.
من ناحية أخرى، وكنتيجة طبيعية، تراجعت العملة الوطنية (الليو) إلى أدنى مستوى لها مقارنة بالعملة الأوروبية الموحدو (اليورو). وبالمثل، يمكن التحدث عن انخفاض حاد لمؤشرات الأسهم الرئيسية في البورصة. عدم الاستقرار السياسي يولد شعوراً بالقلق في البيئة الاقتصادية، ومن الأفضل، حل مثل هذه الحالات في أسرع وقت ممكن – على حد قول ممثلي النظام المصرفي . رئيس الجمعية الرومانية المصرفية/ سيرجيو أوبريسكو:
بشكل واضح، تأخذ الأسواق بالحسبان، في مثل هذه الأوقات، ما يحدث من وجهة نظر الاستقرار والقدرة على التنبؤ. وبطبيعة الحال، هذا يُترجم عادة إلى قلق. نحن نأمل أن تكون مثل هذه الحالات الأقل قابلية للتنبؤ، قصيرة قدر الإمكان. أي شكل من أشكال التوضيح للأوضاع السياسية الأقل وضوحاً، مثل هذه الحالة، لا يضيف إلا المزيد من الثقة، من وجهة نظر الفاعلين في السوق، والمزيد من الثقة من وجهة نظر المستثمرين.
وفي الفترة المقبلة مباشرة، يبقى أن نرى كيف ستتحرك الأمور في البيئة الاقتصادية والمالية- المصرفية، خاصة إذا لم تهدأ المياه بسرعة، من ناحية سياسية.