سيرة حياة آخر ملوك رومانيا
الملك ميهاي الأول، الذي تربطه علاقة قرابة مع أسر إمبراطورية أوروبية بارزة ومن بينها الأسرتين المالكتين البريطانية والروسية، كان سليل عائلة هوهانزولرن- زيغمارينغن الأرستقراطية الألمانية الأصل، التي منحت رومانيا مُلوكها الأربعة، والتي يعود إليها الفضل الكبير في تأسيس الدولة الرومانية الحديثة، والتي بدأ عهدها في 10 مايو/ أيار عام 1866 مع قدوم الأمير/ كارول هوهانزولرن- زيغمارينغن إلى رومانيا وتوليها لعرشها. وفي عام 1881 بعد نيل البلاد استقلالها، أصبح الأمير كارول أول ملك لرومانيا. أما الملك ميهاي، فقد وُلد عام 1921 في مدينة سينايا، وهو نجل الملك/ كارول الثاني و الملكة/ إيلينا. تولى العرش وهو في السادسة من عمره، بعد وفاة جده الملك/ فرديناند إثر تخلي والده عن ولاية العهد ومغادرته لرومانيا. وبالنظر إلى صغر سنه، تقرر تشكيل مجلس وصاية لتولي إدارة شؤون البلاد عوضا عنه. في عام 1930 عاد كارول الثاني إلى رومانيا، وتولى العرش مُجدداً، بينما أصبح ميهاي الأول أميراً لمنطقة ألبا يوليا. وبعد تنازل والده عن العرش مرة ثانية، في 6 سبتمبر/ أيلول عام 1940، أصبح الشاب ميهاي ملكاً مجدداً على رومانيا.
Mihai Pelin, 05.12.2017, 16:20
اضطر ميهاي الأول، آخر ملوك رومانيا، للانسحاب من الحياة العامة لحساب كريمته الأميرة/ مارغاريتا، بعد اكتشاف إصابته بنوعين خطيرين من مرض السرطان عام 2016، فحالته الصحية الهشة منعته من حضور مراسم تشييع جنازة عقيلته الملكة/ آنا بوربون- بارما، التي توفيت في عام 2016 عن عمر ناهز الثانية والتسعين، ودفنت في بلدة كورتيا دي آرجيش (جنوب رومانيا). زواج العاهل الروماني السابق من قرينته الملكة آنا عقد عام 1948، وكان الأطول عمرا في تاريخ الأسرة المليكة الرومانية، ولهما خمس بنات، هن : مارغاريتا و إيلينا وإيرينا وصوفيا وماريا.
الملك ميهاي الأول، الذي تربطه علاقة قرابة مع أسر إمبراطورية أوروبية بارزة ومن بينها الأسرتين المالكتين البريطانية والروسية، كان سليل عائلة هوهانزولرن- زيغمارينغن الأرستقراطية الألمانية الأصل، التي منحت رومانيا مُلوكها الأربعة، والتي يعود إليها الفضل الكبير في تأسيس الدولة الرومانية الحديثة، والتي بدأ عهدها في 10 مايو/ أيار عام 1866 مع قدوم الأمير/ كارول هوهانزولرن- زيغمارينغن إلى رومانيا وتوليها لعرشها. وفي عام 1881 بعد نيل البلاد استقلالها، أصبح الأمير كارول أول ملك لرومانيا. أما الملك ميهاي، فقد وُلد عام 1921 في مدينة سينايا، وهو نجل الملك/ كارول الثاني و الملكة/ إيلينا. تولى العرش وهو في السادسة من عمره، بعد وفاة جده الملك/ فرديناند إثر تخلي والده عن ولاية العهد ومغادرته لرومانيا. وبالنظر إلى صغر سنه، تقرر تشكيل مجلس وصاية لتولي إدارة شؤون البلاد عوضا عنه. في عام 1930 عاد كارول الثاني إلى رومانيا، وتولى العرش مُجدداً، بينما أصبح ميهاي الأول أميراً لمنطقة ألبا يوليا. وبعد تنازل والده عن العرش مرة ثانية، في 6 سبتمبر/ أيلول عام 1940، أصبح الشاب ميهاي ملكاً مجدداً على رومانيا.
في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب عام 1944، إبان الحرب العالمية الثانية أعطى أوامر باعتقال حاكم رومانيا الفعلي آنذاك المارشال/ يون أنتونيسكو، وبسحب رومانيا من تحالفها مع ألمانيا النازية وإعادتها إلى صفوف حليفتيْها التقليدتيْن: الولايات المتحدة وبريطانيا. المؤرخون يؤكدون أن هذا القرار الشجاع قد ساهم في تقصير مدة الحرب بستة أشهر على الأقل، وفي إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأشخاص. في عام 1947 وبعد تولي الشيوعيين للسلطة في رومانيا في ظل الاحتلال السوفييتي للبلاد، أجبر الملك الشاب/ ميهاي الأول على التنازل عن العرش، وعلى سلك درب المنفى. مبدئياً، غادر ميهاي الأول رومانيا متوجها إلى بريطانيا، ولكنه استقر لاحقاً في سويسرا. وعندها فقد الملك السابق جنسيته الرومانية ومُنع من العودة إلى الوطن.
في المنفى، تولى ميهاي الأول إدارة شؤون ما عُرف بالمجلس الوطني الروماني، الذي كان بمثابة حكومة في المنفى، غير أن الحكومات الغربية لم تعترف بها رسميا. ولم يتمكن العاهل السابق من العودة إلى أرض الوطن واستعادة الجنسية الرومانية بالإضافة إلى بعض ممتلكاته الخاصة، سوى بعد ثورة عام 1989 ضد الشيوعية. وبصفته سفيراً خاصاً، بذل ميهاي الأول مساع كبيرة لدى الحكومات الغربية الكبرى، من أجل قبول رومانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2004 وفي الاتحاد الأوروبي عام 2007.