جمهورية مولدوفا والقوات الأجنبية
إن روسيا الإتحادية، معنية بأن نحافظ على وضعنا الحيادي، باعتبار أنها أول دولة تنتهك هذا الوضع، بالإبقاء على قواتها العسكرية، منذ حقبة الاتحاد السوفيتي، في الضفة اليسرى لنهر نيسترو، ولا تريد بأي شكل من الأشكال، أن تُقبل قوات عسكرية أخرى، ولا حتى في مخيلتها، على الضفة اليمنى. هل رأيتم الفضحية التي أثارها الاشتراكيون، أناس الكرملين في كيشيناو، عقب قرار فتح مركز لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في كيشيناو؟ فنحن لا نتحدث عن قوات عسكرية وصواريخ وأنظمة مضادة للصواريخ، أوعن دبابات أوهلم جرا، وإنما فقط عن مهمة دبلوماسية.
Bogdan Matei, 04.05.2017, 18:08
قضت المحكمة الدستورية في جمهورية مولدوفا، أن نشر أية قوات أو قواعد عسكرية تابعة لدول أخرى، على الأراضي الوطنية، يعتبرُ أمراً غير دستوري. المحكمة أصدرت القرار بعد مضي ثلاث سنوات على إبلاغها من قبل النواب الليبراليين الموالين للغرب، أما القرار فيشير إلى وجود قوات من الجيش الروسي في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو (شرق البلاد). كما قررت المحكمة الدستورية بأن الاحتلال العسكري الروسي لمنطقة ترانسنيستريا، في لحظة إعلان حياد جمهورية مولدوفا، لا يؤثر على صحة وصلاحية البنود الدستورية المتعلقة بالحياد. وفي نفس الوقت، في حال ظهور تهديد موجه للإستقلال الوطني، أو لوحدة الأراضي أو لأمن الدولة، فإن السلطات في جمهورية مولدوفا ملزمة باتخاذ جميع التدابير الضرورية، بما في ذلك من ناحية عسكرية، التي تسمح لها بالدفاع عن نفسها بفعالية ضد هذه التهديدات- يظهر قرار المحكمة الدستورية. القرار ينص أيضاً، علاوة على ذلك، على أن الوضع المحايد لجمهورية مولدوفا، لا يستبعد التعاون مع تحالفات عسكرية أخرى، لتعزيز القدرة الدفاعية للبلاد. رئيس الدولة الموالي لروسيا، الاشتراكي/ إيغور دودون، انتقد قضاة المحكمة الدستورية، مؤكداً أنهم باعتماد مثل هذه القرارات، فإنهم ينحنون أمام أنصار توحيد جمهورية مولدوفا مع رومانيا. خلاف ذلك، حذر جداً، بشأن مفهوم الحياد عندما يتعلق الأمر بالشركاء الغربيين للجمهورية، دودون، الذي أدى اليمين الدستورية، لتولى منصبه كرئيس قبل أقل من نصف عام، حظر مرتين مشاركة الجنود المولدوفيين في تطبيقات عسكرية نظمت في رومانيا. ولمرتين أيضاً، في أقل من ثلاثة أشهر كان في موسكو، حيث وعد نظيره/ فلاديمير بوتين، بحل قضية ترانسنيستريا من خلال نظام الفيدرالية مع الجمهورية. وكانت ترانسنيستريا، قد خرجت، بحكم الواقع، من تحت سيطرة كيشيناو في عام 1992، عقب نزاع مسلح أسفر عن سقوط مئات القتلى، وحسم بالتزامن مع تدخل قوات موسكو لصالح الانفصاليين. هذه القوات، لا تزال حتى الآن هناك، بالرغم من أن روسيا كانت قد تعهدت بسحبها منذ قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عام 1999. المحلل/ فلاد تسوركانو، مستشار الرئيس المولدوفي السابق، الموالي للغرب/ نيكولايه تيموفتي، صرح لمراسلي الإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا) بقوله:
إن روسيا الإتحادية، معنية بأن نحافظ على وضعنا الحيادي، باعتبار أنها أول دولة تنتهك هذا الوضع، بالإبقاء على قواتها العسكرية، منذ حقبة الاتحاد السوفيتي، في الضفة اليسرى لنهر نيسترو، ولا تريد بأي شكل من الأشكال، أن تُقبل قوات عسكرية أخرى، ولا حتى في مخيلتها، على الضفة اليمنى. هل رأيتم الفضحية التي أثارها الاشتراكيون، أناس الكرملين في كيشيناو، عقب قرار فتح مركز لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في كيشيناو؟ فنحن لا نتحدث عن قوات عسكرية وصواريخ وأنظمة مضادة للصواريخ، أوعن دبابات أوهلم جرا، وإنما فقط عن مهمة دبلوماسية.
دودون يعارض افتتاح مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في كيشيناو، الأمر الذي يصنفه بكونه تحدياً، على الرغم من أن مسؤولي التحالف أكدوا بوضوح، أنه سيمثل هيكلاً دبلوماسياً مدنياً، معظم العاملين فيه سيكونون مواطنين مولدوفيين.