القمة الأوروبية في براتيسلافا
Corina Cristea, 19.09.2016, 18:30
اِتَفَقَ زُعماءُ الاتحاد الأوروبي المُجتمِعونَ في براتيسلافا على موعدِ سِتَةٍ أشهُرٍ لِتَحديدِ استراتيجيةٍ ستجعَلُ المَنظومةَ الأوروبية مَجالا أكثرَ أمنا وجذبا لِمُواطِنِيهِمْ، بعد خُروج بريطانيا مِنَ الاتحاد. ويضم الإعلانُ النهائي للقمة التي استضافتها عاصمةُ السلوفاكيا تدابيرَ للتَحَكُمِ في الهجرة ومُكافحةِ الإرهاب والتطرُف، إضافةً إلى النمو الاقتصادي عبر الاستثمارات وتعزيزِ السُوق المُوَحَدَة. وأثبتتِ القِمةُ أنَ الاتحادَ الأوروبيَ قادرٌ على العملِ بعد قرار بريطانيا الانسحابَ – وفقا لما أعلنه الرئيسُ الفرنسيُ، فرونسوا هولاند، الذي قدم إلى جانب المُستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل ضماناتٍ بأنَ باريسَ وبرلينَ مُلتزِمتان بالتعاوُنِ بِكَثافةٍ في الأشهر القادمة مِنْ أجل نجاح الاتحاد. وبدوره، أعلنَ رئيسُ الوُزراءِ السلوفاكي، Robert Fico ما يلي: اتفقنا جميعا على أنه لا يمُكِنُنا التراجُع لأنَ هذا المشروعَ للاتحاد الأوروبي فقط يَضْمَنُ لَنَا الازدهار. اتفقنا على أنْ نَكُونَ أكثرَ وُضُوحًا في خُطَطِنا المُستقبلية. وأضاف مُضيفُ الاجتماع أنه قَرَرَ شخصيا التركيزَ على قضية الهجرة في الأشهُرِ المُقبِلة. وذَكَرَ رئيسُ المجلس الأوروبي، دونالد توسك، هُوَ الآخَرُ، بعضا مِنَ الدروس التي تَعَلَمَها في المُباحثات التي أُجْرِيَتْ في براتيسلافا: عدمُ السماح أبدا بخُرُوجِ تدفُقِ المهاجرين عَنِ السيطرة، ودعمُ الدول الأعضاء في مُكافحة الإرهاب وذلك مِنْ خلال تحسين تبادُلِ المعلومات فيما بينَها أيضا، وتحقيقُ النمو الاقتصادي للجَميع، وتَقدِيمُ الشبابِ الفرصةَ للبُرُوز. وأضاف توسك أنَ الإجراءاتِ التي سيتم مِنْ خلالها تحقيقُ هذه الأمور تُصْبِحُ جُزءا مِنَ الخُطة التي سنعمل على وَضعها إلى شهر مارس/آذار مِنَ السنة القادمة. كما أعرب عَنْ سُرُورِهِ لأنَ بعض البلدانِ الأعضاء قَدَمَتْ بالفعل مساعدتَها لبلغاريا لِحِمايَةِ حُدودها مَعَ مَقِدُونيا واليونان. والمقصودُ هنا هُوَ قرارُ الزعماءِ الأوروبيين منحَ صوفيا مائةً وثمانيةَ ملايين يورو لحماية حدود بلغاريا مِنَ العدد المتزايد مِنَ المُهاجِرين واللاجئين. واقترحت دولُ مَجمُوعةِ فيسيغراد في براتيسلافا ما سَمَتها بِتَضامُنٍ مَرِنٍ فيما يخص مسألةَ التعامُلِ مَعَ الهجرة يتمثل في أخْذِ مُستوى التنمية الاقتصادية للدُوَلِ الأعضاءِ في الاتحاد في الحِسبان أثناء عَمليةِ تقييمِ القُدرةِ على استقبالِ المُهاجِرين. ومن جانبه، قَدَرَ رئيسُ الجمهورية الروماني، كلاووس يوهانيس، المُشارِك في الاجتماع، أنَ الاتحادَ يُواجِهُ سِلسلةً مِنَ الأزَمات ولكنه ليس مَرِيضًا مُزمِنا وإنما هو نجاح. هذا وتَحَدَث الرئيسُ يوهانيس بشكلٍ غَيْرِ رَسمي على هامش الاجتماع إلى عَدَدٍ مِنَ الزعماء الأوروبيين عَنِ انضِمام رومانيا إلى منطقة شينجن أيضا. واستنتاجُ هذه المباحثات هو أنَ القضية لَمْ يتمَ تسويتُها ولكنَ التطوراتِ إيجابية.