الدبلوماسية الأوروبية والأزمة السورية
يجب على الاتحاد الأوروبي أن يحاولَ إقناعَ روسيا بالانضمام إلى التحالُف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تماشيا مَعَ رُوحِ مجلس الأمن الدولي. لذا، لا يجب أنْ نَقْطَعَ قنواتِ الاتصال مع روسيا. روسيا تتدخل وتُساعِدُ الأسد الآن لتلعب ورقةً في نهايةِ فَترة الانتقال السياسي في سوريا.
Corina Cristea, 13.10.2015, 18:25
طلب وُزراءُ الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم في لوكسمبورج، مِنْ روسيا وقفَ هَجماتِها الجوية ضد المُعارَضة السورية المُعتدِلة على الفور. وتعتقد الدبلوماسيةُ الأوروبية أنه لا يمكن التوصلُ إلى سَلام مُستدام في سوريا طالما بقي الرئيسُ بشار الأسد في الحُكم. ولكن لا تشاطِرُها الرأيَ موسكو التي تَشُنُ، منذ عدة أيام، هًجماتٍ على مواقع تقول بأنها تابعةٌ لتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك تلبيةً لِطَلَبٍ مِنَ الزعيم في دمشق. وبالتالي، جعل تصاعدُ التوتر العسكري في المنطقة الملفَ السُورِيَ يَتَصَدَرُ السياسة الدولية، حيث يتم التعامُلُ مع الموضوع بِسُرعة عاجلة. وأكد رؤساءُ الدبلوماسيات الأوروبية وُجُوبَ مَنْعِ حُدوثِ فارغٍ سياسي في سوريا، مثل ذلك في ليبيا، مَهْمَا كَلَفَ الأمر. في رأي المسؤولين الأوروبيين، إنَ مسألة الانتقال السياسي في سوريا ينبغي حلُها عَنْ طريق احترامِ مَبدإ السيادة وسلامة أراضي هذه البلاد، لِتَعِيشَ فيما مَعًا جميعُ الأقليات الدينية، مِنَ السُنة والشِيعَةِ والمَسِيحِيِين. وحذر وزيرُ الخارجية اللوكسمبورجي، Jean Asselborn ، الذي تتولى بلادُه حاليا رئاسةَ الاتحاد الأوروبي، من أنه لَنْ يَتِمَ التَوَصُلُ إلى حَلٍ في حال عدم توصُلِ الولايات المتحدة وروسيا إلى تفاهُمٍ لحسم الوضع في سوريا، وأضاف يقول :
يجب على الاتحاد الأوروبي أن يحاولَ إقناعَ روسيا بالانضمام إلى التحالُف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تماشيا مَعَ رُوحِ مجلس الأمن الدولي. لذا، لا يجب أنْ نَقْطَعَ قنواتِ الاتصال مع روسيا. روسيا تتدخل وتُساعِدُ الأسد الآن لتلعب ورقةً في نهايةِ فَترة الانتقال السياسي في سوريا.
وجاء في الوثيقة التي تَبَنَاها وُزراءُ الخارجية الأوروبيون في لوكسمبورج أنَ نظامَ الأسد يَتَحَمَلُ أكبرَ جُزء مِنَ المسؤولية عَنِ القتلى المِائَتَيْنِ والخمسين ألفا الذين فَقَدُوا حياتَهم حتى الآن في النزاع وعَنْ مَلايينِ الأشخاص الذين غادراو هذه البلاد. ومِنْ جَانبه، صرح وزيرُ الخارجية الروماني، بوغدان آووريسكو، أثناء الاجتماع، بأنَ أعمالَ روسيا في سوريا تُساهِمُ في تصاعُد الإرهاب في المنطقة، مُشيرا إلى أن تدخلَ روسيا في هذه البلاد لا ينبغي أن يُحَوِلَ الانتباهَ عَنِ الوضع القائم في أوكرانيا. كما أعلن آووريسكو عَنِ استعداد رومانيا للمُشاركة بِنَشاطٍ في تسهيل الحوار، وضمنا من خلال سِفارتها في دمشق التي لا تزال مفتوحة، مُضِيفًا أن بوخارست تدعم نشاطَ وخُطةَ المبعوث الخاص لمنظمة الأمم المتحدة، Staffan de Mistura ، لتسوية النزاع السوري.