الزراعة الرومانية تعاني بسبب الجفاف
Bogdan Matei, 03.08.2015, 21:45
أثارَتْ كمياتُ الأمطار غيرُ الكافية المَصحوبةُ بالقَيْظِ أزْمةً حادةً في قِطاعِ الزِرَاعة الرومانية. وحذر مُمَثِلُو المُزارعين مِنْ إتلافِ الجفاف لما يزيد على ربْعِ المَحاصيل الزراعية من هذا العام. والمحاصيلُ الأكثرُ تَضَرُرا هي مَحاصيلُ الذُرة ولكن المُتَخَصِصِين يقولون بأن هناكَ مَشاكلَ أكبرَ فيما يخص زَهرةَ الشَمس وفُولَ الصُويا. تكون مِنطقةُ مولدوفا بشرقِ البلاد هي الأكثرُ تضَرُرا، ولكنَ الجفاف ضَرَبَ كذلك جُزءا كبيرا مِنْ منطقة دوبروجيا الواقعة جنوبَ شرق البلاد، ومنطقةِ بانات – جنوبَ غربِ رومانيا، وكريشانا بشمالِ غرب البلاد. رئيسُ رابطة جمعياتِ المُنتِجين الزِراعيين في رومانيا، Laurenţiu Baciu ، يَتوقعُ انخفاضَ الإنتاجِ بخمسةٍ وعشرين إلى ثلاثين في المائة عَمَا كان عليه في عام 2014 وخسائرَ تبلُغُ قيمتُها حوالي مِليارَيْ يورو. هذا ويقول بأنَ المُزارعين غيرُ قادرين، في هذه الظروف، على الاستعدادِ لِلسَنَةِ الزراعية الجديدة، مُشتكيًا في نفس الوقت مِنْ عَدمِ استِعْدادِ المَصْرِفِيِينَ على منح قُروض أخرى للقطاع الزراعي وكذلك مِنْ غيابِ المَسؤولين الإداريين عَنِ المكاتب، بِسَبَبِ كَوْنِهِمْ في إجازة. ولكنَ السُلطاتِ وَعَدَتْ بِمَنْحِ مُساعدات للمحاصيل الصغيرة. وفيما يَخُصُ المزارعَ الكبيرة، يَجِبُ على وزارةِ الزراعةِ إعدادُ خُطَطِ تمويلٍ واسعةٍ تحتاج إلى مُوافقةِ الاتحاد الأوروبي. كما اشتكى Baciu مِنْ بُطءِ إجراءاتِ الدعم وعَدَمِ قُدْرَةِ المُزارِعين على تأمين مَحاصِيلِهِمْ ضِدَ الجفاف وَالصَقيع، أما المُساعداتُ الممنوحةُ لَهُمْ في مثل هذه الأوضاع، فتَصِلُهُمْ مُتَأَخِرًا جدا. مِحْنَةُ المُزارعين لَنْ تَنْتَهِيَ قريبا على ما يبدو. حيث يَتَوَقَعُ خُبراءُ الأرصاد الجوية طَقسا حارا في الأيام القادمة في مُعظم مناطق البلاد وهُطولَ أمطارٍ خفيفة ولِمُدَةٍ قَصيرة في مناطقَ مُنْعَزِلة. وبالتالي، فإنَ المناطقَ الزراعيةَ بشرق وجنوب شرق وجنوب وغرب البلاد ستُعانِي باستمرار مِنْ نَقْصِ الماءِ في التُربة. وفي هذا السياق، عادَتْ مسألةُ نَهْبِ نِظامِ الرَيِ مِنَ الفترة الشيوعية إلى النقاشِ العام. إعادةُ تأهيل البنية التحتية للري على المُستَوَى الوطني تُكَلِفُ مليارَ يورو تقريبا. وأعلن وزيرُ الزراعة Daniel Constantin ، باسمِ الحكومة، أن هذه العمليةَ مِنَ المُمكن أن تكونَ مُمَوَلَةً مِنْ أموال أوروبية، من خلال إدراجِها إلى ما تُسَمَى ب خُطة Juncker ، هو مَشروعٌ للاستثمارات العامة يَحْمِلُ اسمَ رئيسِ المُفوضية الأوروبية يرمي إلى ضَخِ ما يزيد على ثلاثِمائةِ مليار يورو إلى اقتصادات الدُوَلِ الأعضاء. وأضاف الوزيرُ Constantin أنه يأخُذ في الحُسبان اتفاقا سياسيا برلمانيا، يَتِمُ مِنْ خلالِهِ الترويجُ لقانونٍ خاص بإعادةِ تأهيل نظامِ الري في السنوات الخمس المُقبلة. في الماضي، كان المَصْدَرُ الرئيسيُ مِنَ المياه لِنِظامِ الري هو نهرُ الدانوب الذي أصْبَحَ مُعَرَضًا للكوارث. حيث انْخَفَضَ مُستَواهُ إلى حَدٍ كبير في الفترة الأخيرة مُقتَرِبًا مِنْ أدنى مُسْتَوَياتِهِ مِنْ أيِ وَقْتٍ مَضى. في بلدة Baziaşi ، عند نُقْطَةِ دُخُولِ النهر إلى البلاد، اِنْخَفَضَ مَنْسُوبُهُ بخمسين في المائة عَنِ المُعَدَلِ السنوي لهذه الفترة، بينما ظَهَرَتْ في مدينة Galaţi -التي فيها أكبرُ ميناءٍ في رومانيا- وَسْطَ مَجْرَى النهر مَجْمُوعةٌ مِنَ الجُزُرِ الرَملية. وفقا للمُتَخَصِصينَ، سيَسْتَمِرُ مُسْتَوى نهر الدانوب في الانخفاض في الأيام القادمة.