رومانيا وجمهورية مولدوفا
Bogdan Matei, 21.06.2015, 14:35
قررتِ الحكومةُ في كيشيناو، يومَ الثلاثاء، السماحَ لمُواطِنِي الاتحاد الأوروبي، ومِنْ بَيْنِهِمْ المواطنون الرومانيون، بدخولِ الأراضي المُولدوفية باستخدامِ بِطاقاتِ الهُوية الوطنية وليس جوازِ السفر فقط، كما كان الحالُ لِحَدِ الآن. وجاء في بيانٍ صادِرٍ عَنْ وزارة الخارجية الرومانية أن “هذا الإجراءَ يُمَثِلُ إشارةً سياسية واضحةٌ إلى التزامِ جُمهورية مولدوفا بمَسارِها الأوروبي، ووسيلةً ملموسةً لتشجيعِ العلاقات والتبادُلات بِكُلِ أنواعِها بين الموانطنين المولدوفيين ومُواطني دُوَلِ الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك رومانيا، إضافةً إلى دعم ارتباطِ الدولةِ الجارة بالفَضاء الأوروبي”. وتم بذلك تصحيحُ خَطَأ اشتَكَتْ مِنْهُ وسائلُ الإعلام والمجتمعُ المدني والدبلوماسيون مِنْ بوخارست بِشَكْلٍ مُتَكَرِر. “بدونِ جوازاتِ سفر!” — هذا هو الهُتافُ الذي رَدَدَه مُواطنو البلدَيْنِ خلال المُظاهرات التي نَظَمُوها، في الربيع، أمامَ مَقَرَيْ وزارة الخارجية وسفارة جمهورية مولدوفا الواقعَيْنِ بِنَفْسِ الشارع في بوخارست. وكانَ المُشاركون في الاحتجاجات قدِ اشْتَكَوْا آنذاك مِنَ السماحِ لهم بالذهاب ببطاقة الهُوية إلى بروكسيل، إلى الجانِبِ الآخَرِ مِنْ أوروبا، ولكن ليس إلى كيشيناو، القَرِيبةِ جِدًا”. اِستمَعَتِ الدبلوماسيةُ في بوخارست إلى مَطالِبِهِمْ وطلبت مِنَ المسؤولين في جُمهورية مولدوفا التَخَلِيَ عَنْ هذه القُيُودِ غَيْرِ المَعقولة. وتَجْدُرُ الإشارة إلى أنَ دخولَ الرومانيين إلى أراضي الدولة الجارة باستخدامِ جَواز سفر إجباريٌ منذ تولي النظامِ الشيوعِيِ المُوالي لروسيا مَقاليدَ الحُكم في كيشيناو. كانَ النظامُ الشيوعي المُعادِي بِشِدَةٍ للرومانيين قَدْ حاول تقييدَ العلاقاتِ بين مُواطني البلدَيَنْ. وبهذا الشكل، بَقِي الشيُوعيون تحت قيادة الرئيسِ السابق، فلادمر فورونين، مُخلِصين لِتَكْوِينِهِمْ السوفييتي. بعد أنْ ضَمَتْ مُوسكو إليها، تَحْتَ حُكْمِ ستالين، في عام 1940 ، الأراضيَ الرومانيةَ الشرقيةَ التي أُقيمَتْ عليها جُمهوريةُ مولدوفا الحالية ، قِيلَ عَنِ الحدود على نَهْرِ بْرُوتْ بأنها الأكثرُ انغلاقًا في المُعَسْكَرِ الشيوعي. كما في برلين، كانَ سياجٌ مِنَ السِلكِ الشائك ورجالُ حرَس الحُدود المُسَلَحُون يَفْصِلُونَ بين مُواطِنِي شَعْبٍ واحد لَمْ يتمكنوا سوى بعد تَفَكُكِ الاتحاد السوفييتي مِنَ التأكيد مُجَدَدًا على اللغة والتاريخ والثقافة التي تَجْمَعُ بَيْنَهُمْ. وبعد الانتخاباتِ التشريعيةِ المُزَوَرَةِ التي أثارَتْ احتجاجاتٍ عنيفةً، اُضْطُرَ الشيوعيون في عام 2009 إلى التَخَلِي عَنِ الحُكم. ولكنَ الحكوماتِ المُواليةَ للغرب التي أعقبَتْهُمْ تأخَرَتْ فِي إلغاءِ إجباريةِ تَقْدِيمِ جَواز السفر في الحدود. والآن، أصبح لِبُوخارسْت، التي دَعَمَتْ دائما التكامُلَ الأوروبِيَ لِجُمهورية مولدوفا، كلُ الحَقِ في الشُعُورِ بالرِضَا. خاصةً وأنَ قرارَ كيشيناو يأتي في فترةٍ حَساسةٍ جدا صَارَ فيها ثَبَاتُ التزامِها تجاهَ الغرب مَوضعَ شَكٍ بسبب فضائحِ الفساد والتأخُرِ في تَنفيذِ الإصلاحات والحصيلة الاقتصادية الكارثية خلال ولايةِ رئيس الوُزراء المُستقيل Chiril Gaburici التي استغرقتْ أربعةَ أشهر فقط.