تطورات سياسية في كيشيناو
كانَتْ جميعُ الحكوماتِ الغربية قدِ اعتبرتَ جمهوريةَ مولدوفا، في العام الماضي، الدولةَ التي أحْرَزتْ أفضلَ نتائجَ في الشَراكة الشرقية، التي يُحاوِلُ الاتحادُ الأوروبي مِنْ خِلالِها جَذبَ سِتِ دُوَلٍ سُوفييتيةٍ سابقة لِتَدْخُلَ في دائِرَةِ نُفُوذِه. الإصلاحاتُ التي رَوَجَتْ لها الحكوماتُ المواليةُ للغرب في السنواتِ الخمسِ الأخيرة، تحت قيادة Vlad Filat و Iurie Leancă، أدَتْ إلى إبرامِ اتِفاقِيَتَيْ الشَراكة والتبادُلِ الحُرِ بين بروكسيل وكيشيناو. وكان الزعماءُ السياسيون قد أعْلَنُوا آنذاك أنه مِنَ المُمْكِنِ أنْ تَنْضَمَ الجُمهوريةُ إلى الاتحاد الأوروبي عام 2020، ربما خلال الأشهُرِ الستةِ التي ستتولى فيها رومانيا الجارةُ الرِئاسةَ الدورية للاتحاد، نظرا إلى دعمِ رومانيا الدائمِ لِمَساعِي مولدوفا التكامُلَ مع الاتحاد الأوروبي. ولكنَ الانحراف بدأ في الخريف. كانَتِ النتائِجُ المُحْرَزَةُ مِنَ الأحزاب الموالية للغرب –الحزبِ اللبرالي الديموقراطي، والديموقراطي، واللبرالي- في الانتخابات التشريعية تَضْمَنُ الأغلبيةَ البرلمانية اللازمَةَ لاستمرار الحُكم الثلاثي. ولكنَ اللبراليين المُرَوِجِينَ الأكثرِ تَحَمُسًا للاقتراب مِنْ بوخارست وبروكسيل فَضَلُوا الانتقالَ إلى المُعارَضَة، بينما قَدَمَ رئيسُ الوُزراء Leancă استقالتَه مِنَ الحِزب اللبرالي الديموقراطي. وفي شهر فبراير/شباط، وَضَعَتْ حُكومةُ الأقلية للِبِرَاليين الديموقراطيين والديموقراطيين، بدعمٍ مِنَ النُواب الشيوعيين المُوالين لروسيا، في رئاسةِ الحُكُومةِ رَجلَ الأعمال الشابَ Chiril Gaburici . ولكنَ هذا الأخير أعلنَ، يومَ الجُمعةِ الماضِيَ، استقالَتَه، على خلفيةِ الفَضيحةِ التي أثارتها التُهْمَةُ بتزويرِ شَهادَتِهِ المَدْرَسِية. كانت حُكومَتُه المواليةُ للغرب قدُ اتُهِمَتْ بالقصور والفساد وواجَهَتْ، منذ البداية، مُعارَضَةً شديدة. وحيث ان عشراتُ الآلافِ مِنَ الأشخاص قَدْ خَرَجُوا عدةَ مرات إلى الشوارع لِلمطالبة باستقالةِ زُعماءِ الائتلافِ، لاعتبارهم المَسْؤُولِينَ، مِنْ بَيْنِ أُمُورٍ أخرى، عَنِ اختفاءِ مليارِ دُولار مِنَ النظام المَصْرِفِي المُولدوفي. لذا، رُبَمَا لَمْ تندهشْ الساحةُ السياسية في كيشيناو -التي يَصِفُها المحللون بالفاسدة وغير الكَفُؤة- مِنَ الإقبال الضئيل في صُفوف الشباب على الانتخابات المَحلية التي جرت يومَ الأحد. أما الناخبون المُتقدمون في السن وهؤلاءِ الناطقون بالروسية، المُشتاقون إلى عهد الاتحاد السيوفييتي، فاحْتَشَدُوا للتصويت في الانتخابات. وبالتالي، اُختِيرَ رجلُ الأعمالِ المثيرُ للجدل Renato Usatîi عُمدةً لمدينة Bălţi مِنَ الجولة الأولى، بفضل حُصولِه على أكثرَ مِنْ سبعين في المائة مِنَ الأصوات. هذا الرجلُ، الذي سيَقُودُ ثانِي أكبرِ مَدينةٍ في الجمهورية مِنْ حيثُ المَساحة، يَتَمَتَعُ بِدَعْمٍ سياسِيٍ ومالِيٍ مِنْ موسكو، ولكنْ يُشتَبَهُ بأنَ لديه علاقةً مع المافيا. ويقول المُحَلِلون بأنَ التصويتَ في الجولة الانتخابية الثانية، في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران، لاختيارِ عُمدةِ العاصمةِ التي يَعِيشُ فيها ثُلُثُ سُكان الجمهورية والتي تُنْتِجُ نصفَ الناتج المحلي الإجمالي — لهذا التصويتِ رِهانٌ جِيُو-سياسِيٍ ضَخْم. الاختيارُ بينَ رئيسِ البلديةِ الحالي، الشابِ اللبرالي Dorin Chirtoacă المُتَخَرِجِ مِنْ كُليةِ الحقوق في بوخارست، ورئيسِ الوُزراء الشيوعي السابِق، Zinaida Greceanîi ، الذي يَتَرَشَحُ الآنَ مِنْ طَرف الاشتراكيين المُوالِينَ لِرُوسيا، يُمَثِلُ كذلك اختيارا بَيْنَ أوروبا وروسيا. ويقول مُراسِلُو الإذاعة الرومانية في كيشيناو بأنَ أمْرَ إعادةِ تشكيلِ حكومةِ أغلبية مُوالِيَةٍ لأوروبا يَتَوَقَفُ، على ما يبدو، على نتائجِ الانتخاباتِ المحلية.
Bogdan Matei, 21.06.2015, 14:22
كانَتْ جميعُ الحكوماتِ الغربية قدِ اعتبرتَ جمهوريةَ مولدوفا، في العام الماضي، الدولةَ التي أحْرَزتْ أفضلَ نتائجَ في الشَراكة الشرقية، التي يُحاوِلُ الاتحادُ الأوروبي مِنْ خِلالِها جَذبَ سِتِ دُوَلٍ سُوفييتيةٍ سابقة لِتَدْخُلَ في دائِرَةِ نُفُوذِه. الإصلاحاتُ التي رَوَجَتْ لها الحكوماتُ المواليةُ للغرب في السنواتِ الخمسِ الأخيرة، تحت قيادة Vlad Filat و Iurie Leancă، أدَتْ إلى إبرامِ اتِفاقِيَتَيْ الشَراكة والتبادُلِ الحُرِ بين بروكسيل وكيشيناو. وكان الزعماءُ السياسيون قد أعْلَنُوا آنذاك أنه مِنَ المُمْكِنِ أنْ تَنْضَمَ الجُمهوريةُ إلى الاتحاد الأوروبي عام 2020، ربما خلال الأشهُرِ الستةِ التي ستتولى فيها رومانيا الجارةُ الرِئاسةَ الدورية للاتحاد، نظرا إلى دعمِ رومانيا الدائمِ لِمَساعِي مولدوفا التكامُلَ مع الاتحاد الأوروبي. ولكنَ الانحراف بدأ في الخريف. كانَتِ النتائِجُ المُحْرَزَةُ مِنَ الأحزاب الموالية للغرب –الحزبِ اللبرالي الديموقراطي، والديموقراطي، واللبرالي- في الانتخابات التشريعية تَضْمَنُ الأغلبيةَ البرلمانية اللازمَةَ لاستمرار الحُكم الثلاثي. ولكنَ اللبراليين المُرَوِجِينَ الأكثرِ تَحَمُسًا للاقتراب مِنْ بوخارست وبروكسيل فَضَلُوا الانتقالَ إلى المُعارَضَة، بينما قَدَمَ رئيسُ الوُزراء Leancă استقالتَه مِنَ الحِزب اللبرالي الديموقراطي. وفي شهر فبراير/شباط، وَضَعَتْ حُكومةُ الأقلية للِبِرَاليين الديموقراطيين والديموقراطيين، بدعمٍ مِنَ النُواب الشيوعيين المُوالين لروسيا، في رئاسةِ الحُكُومةِ رَجلَ الأعمال الشابَ Chiril Gaburici . ولكنَ هذا الأخير أعلنَ، يومَ الجُمعةِ الماضِيَ، استقالَتَه، على خلفيةِ الفَضيحةِ التي أثارتها التُهْمَةُ بتزويرِ شَهادَتِهِ المَدْرَسِية. كانت حُكومَتُه المواليةُ للغرب قدُ اتُهِمَتْ بالقصور والفساد وواجَهَتْ، منذ البداية، مُعارَضَةً شديدة. وحيث ان عشراتُ الآلافِ مِنَ الأشخاص قَدْ خَرَجُوا عدةَ مرات إلى الشوارع لِلمطالبة باستقالةِ زُعماءِ الائتلافِ، لاعتبارهم المَسْؤُولِينَ، مِنْ بَيْنِ أُمُورٍ أخرى، عَنِ اختفاءِ مليارِ دُولار مِنَ النظام المَصْرِفِي المُولدوفي. لذا، رُبَمَا لَمْ تندهشْ الساحةُ السياسية في كيشيناو -التي يَصِفُها المحللون بالفاسدة وغير الكَفُؤة- مِنَ الإقبال الضئيل في صُفوف الشباب على الانتخابات المَحلية التي جرت يومَ الأحد. أما الناخبون المُتقدمون في السن وهؤلاءِ الناطقون بالروسية، المُشتاقون إلى عهد الاتحاد السيوفييتي، فاحْتَشَدُوا للتصويت في الانتخابات. وبالتالي، اُختِيرَ رجلُ الأعمالِ المثيرُ للجدل Renato Usatîi عُمدةً لمدينة Bălţi مِنَ الجولة الأولى، بفضل حُصولِه على أكثرَ مِنْ سبعين في المائة مِنَ الأصوات. هذا الرجلُ، الذي سيَقُودُ ثانِي أكبرِ مَدينةٍ في الجمهورية مِنْ حيثُ المَساحة، يَتَمَتَعُ بِدَعْمٍ سياسِيٍ ومالِيٍ مِنْ موسكو، ولكنْ يُشتَبَهُ بأنَ لديه علاقةً مع المافيا. ويقول المُحَلِلون بأنَ التصويتَ في الجولة الانتخابية الثانية، في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران، لاختيارِ عُمدةِ العاصمةِ التي يَعِيشُ فيها ثُلُثُ سُكان الجمهورية والتي تُنْتِجُ نصفَ الناتج المحلي الإجمالي — لهذا التصويتِ رِهانٌ جِيُو-سياسِيٍ ضَخْم. الاختيارُ بينَ رئيسِ البلديةِ الحالي، الشابِ اللبرالي Dorin Chirtoacă المُتَخَرِجِ مِنْ كُليةِ الحقوق في بوخارست، ورئيسِ الوُزراء الشيوعي السابِق، Zinaida Greceanîi ، الذي يَتَرَشَحُ الآنَ مِنْ طَرف الاشتراكيين المُوالِينَ لِرُوسيا، يُمَثِلُ كذلك اختيارا بَيْنَ أوروبا وروسيا. ويقول مُراسِلُو الإذاعة الرومانية في كيشيناو بأنَ أمْرَ إعادةِ تشكيلِ حكومةِ أغلبية مُوالِيَةٍ لأوروبا يَتَوَقَفُ، على ما يبدو، على نتائجِ الانتخاباتِ المحلية.