تبعات إقتصادية للأزمة الأوكرانية
România Internațional, 16.12.2014, 19:05
اتخذَتْ رُوسيا قَرارا مُذْهِلا لإنقاذِ الرُوبَل ولِلتخفيف مِنْ حِدَةِ أزمة العملة الوطنية التي تُهَدِدُ الاقتصاد. حيث رفعَ البنكُ المركزي أسعارَ الفائدة إلى مُستوًى قياسيٍ-هو سبعة عشر في المائة، نظرا إلى بُلُوغِ الرُوبَل، في الفترة الأخيرة، أدنَى مُستوًى له في تاريخه أمام اليورو والدولار، على خلفيةِ العقوبات الاقتصادية الغربية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية وانخفاضِ سِعْرِ النفط. وَفقا للمحللين في وكالة Bloomberg ، تُعَدُ هذه أكبرَ زيادةٍ لِسِعْرِ الفائدةِ الرئيسي في يومٍ واحِد، منذ عام 1998. منذ بداية الأزمة، تَراجَعَتِ العُملةُ الروسية بأكثرَ مِنْ خمسة وأربعين في المائة أمام الدولار وبما يزيد على أربعين في المائة أمام اليورو. ويَستهدف قرارُ البنك المكزي الحدَ مِنَ التراجُعِ المَلحوظ للرُوبَل الذي -رغم التدخلاتِ واسعةِ النطاق لدعمه- نَزَلَ، أمس الاثنين، ولأولِ مَرة، إلى ستين وَحْدَةً لِكُلِ دُولارٍ أمريكي، وخمسٍ وسبعين وحدةً لليُورو الواحد. ومِنْ جهة أخرى، طلب رئيسُ الوُزراءِ الأوكراني، Arseni Iaţeniuk، أمسِ الاثنين، في بروكسيل، مُساعدةً مالية طارئةً جديدةً مِنَ الاتحاد الأوروبي لتفادي دُخُولِ البلاد في حالةِ الإفلاس. وفي الوقتِ الحالي، تُسَجِلُ احتياطياتُ أوكرانيا للعُملاتِ الأجنبية أدنى مُستوًى لها في السنوات العشر الأخيرة، نتيجةً لِسِدادِ دُيُونِ الغاز المُستَحِقة لروسيا وللجُهود الرامية لِدَعْمِ سعرِ صرف الهْرِيفْنا الأوكرانية. هذا وتَأَثَرَ الاقتصادُ الأوكراني كذلك مِنْ تكلفةِ المَعارِكِ التي خاضَتْها القواتُ الحكومية مع الانفصاليين المُوالين لروسيا في شرق البلاد. آثارُ الأزمة الروسية – الأوكرانية انعكَسَتْ أيضا على أسواق العُمُلات الأجنبية في دول المنطقة، حيث سَجَلَتِ العُملاتُ الوطنية في كُلٍ مِنْ جُمهورية مولدوفا ورومانيا وبولندا وهنغاريا تَراجُعًا كبيرا في الفترة الأخيرة. وكان مُحافِظُ البنك المركزي المولدوفي، Dorin Drăguţeanu ، قد أعلن أن الليو المولدوفي سيَسْتَمِرُ في الانخفاض أمام العُمُلاتِ المَرْجِعِيةِ الرئيسية :
” السوق متأثرةٌ بِعواملَ أساسيةٍ مُعَيَنَة لا يُمْكِنُ القَضاءُ عليها بواسطةِ التدابيرِ الإدارية. إننا نُواجِهُ ظُروفا صعبةً جدا. كما يُقالُ : إذ عَطَسَ شخصٌ في موسكو، فَفِي كيشيناو يُصِيبُنا الزُكام”.
تراجَعَ الليو المولدوفي في الأسبوعِ الماضي فقط بنسبةِ واحد فاصلة أربعة في المائة أمام الدولار الأمريكي، ومنذ بداية السنة، انخَفَضَتْ قِيمتُهُ بثمانيةَ عشر في المائة تقريبا. الليوُ الروماني أيضا سَجَلَ، أمسِ الاثنين، أدنى مُستَوَياتِهِ أمام اليورو في الأشهر الثمانية الماضية. وكان هذا الوضع قد نَجَمَ عَنْ تراجُعِ العُمُلات في المنطقة بسبب الحِذْرِ الذي أبداه المُسْتَثْمِرُون الأجانب، في رأيِ المُحَلِلِينَ الاقتصاديين. ويَعتقد رئيسُ جمعية المُحَلِلِين الماليين والمَصْرِفيين في رومانيا، Radu Crăciun ، أنَ تَطَوُرَ سعرِ الصرف في الأيام الأخيرة مُنْدَرِجٌ في الاتجاهِ الإقليمي. كما يُمْكِنُ ملاحظةُ أن الزْلُوتِي البولنْدي والفُورِينْت الهنغاري شَهِدَا حَرَكاتٍ مُماثِلَة