انتخابات الرئاسة في رومانيا
Ştefan Stoica, 17.11.2014, 17:43
أعلن مُرشَحُ اليسار، فيكتور بونتا، بَعْدَ الجولة الثانية للانتخابات، التي انعقدت أمس الأحد، أن “الشعبَ دائما على حَق”. وهَنَأ هَذا الأخير عُمدةَ مَدينة سيبيو، كلاووس يوهانيس، على فَوْزه
” أولا، أُرِيدُ أَنْ أَشْكُرَ جميعَ الرومانيين لِمُشارَكَتِهِمْ في التصويت. الشعبُ دائما على حَق. لقدِ اتَصَلْتُ هاتفيا بالسيد يوهانيس وهَنَأْتُهُ لفوزه بالانتخابات، أنا وجميعُ زملائي. وطالَما بَقَيْنَا في مَناصِبِنا العامة سَنَقُومُ بِواجِبِنَا تِجَاهَ بَلَدِنا”.
ومَنَعَ الشعبُ الرومانيُ فيكتور بونتا مِنْ تَحقيقِ قَفْزَةٍ كَبيرة في مَسيرَتِهِ مِنْ مَنصبِ رئيسِ الوُزراء إلى المَنْصِبِ الرِئاسي، المَحْجُوزِ الآنَ لكلاووس يوهانيس، أَيْ للرَجُلِ الذي يُنظَرُ إليه على أنَهُ دَخِيلٌ لَدَيْهِ خِبْرَةٌ سِياسيةٌ مُتواضِعَة وهُوَ غيرُ مُقْنِع وضعيفُ التواصل، يَحظى بدعمِ التَحالُفِ المَسيحي اللبرالي الواقفِ وَراءَهُ، قال عنه أحدُ مُؤَيِدِي بونتا في الجولة الانتخابية الثانية، الزعيمُ القوميُ الشعبوي كورنيليو-فاديم تودور، بأنه “أجنبيُ الأصل لا يَعْرِفُ القانون”، تلميحا إلى كونِ الرئيسِ المُقْبِل بْرُوتِسْتانْتِيًا ومُتَحَدِرًا مِنْ أصولٍ ألمانية.
كان الزعيمُ الاشتراكي الديموقراطي هوالأوفرُ حظا في الجولة الأولى وليس فقط مِنْ حَيْثُ نِسبةُ الأربعين في المائة مِنَ الأصوات التي حَصَلَ عليها وإنما كذلك مِنْ حيثُ الدعمُ الذي تَمَتَعَ به مِنْ قبل بعض المُرَشَحِين الذينَ خَرَجُوا مِنَ السباق. ولكنَ يومَ أمسِ الأحدِ، المُوافِقَ للسادسَ عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، شَهِدَ تَدَفُقًا كَبيرا مِنْ الناخبين أحبَطَ آمَالَ الاشتراكيين الديموقراطيين أن يَكُونَ لَهُمْ رئيسُ جُمهورية آخَرُ، غَيْرَ الرئيس الأسْطُوري – يون إيليسكو. ويَعتقِد المُعَلِقُونَ في بوخارست أنَ الإقبالَ الكبير على صناديق الاقتراع كانَ بِمَثابَةِ رَدِ فعلِ المُجْتَمَعِ على إمكانيةِ استيلاءِ حِزْبٍ مَليءٍ بالفاسدين على كامِلِ السلطة. وإنَ ما دَفَعَ إلى الإقبال الهائل للناخبين على صَناديق الاقتراع، وبالتحديد أربعةٍ وستين في المائة، غيرِ المسبوق في السنوات الثمانيَ عشرَ الأخيرة – هو التضامُنُ مَعَ الرومانيين المُتواجدين في الخارج الذين أَجْبَرَهُمْ تنْظِيمُ الحُكومةِ السَيِءُ لِعَمليةِ التصويت على الوُقُوفِ في طوابيرَ طَويلةٍ تُعِيدُ إلى الذاكرة الإذلالَ الذي كان المُواطِنون يَخْضَعُونَ له في فترةِ الدكتاتورية الشيوعية. كلاووس يوهانيس مَدِينٌ بِفوزِهِ في الانتخابات لِجَميعِ الناخبين الذين تَعَبَؤُوا، فأعْرَبِ عَنْ تقديرِهِ لَهُمْ في قَوله
” بعد مُضِيِ خمسةٍ وعشرين عاما على الثَوْرَة الرومانية، خَرَجَ الناسُ مِنْ مَنازِلِهِمْ للكِفاحِ مِنْ أجل الحَقِ في التصويت. الطريقةُ التي نُظِمَتْ بها لانتخاباتُ خارجَ البلاد تُؤَكِدُ لِي أَنَ هُناك حاجةً إلى تغييرِ قانُونِ الانتخابات. يَجِبُ على الحُكومة أَنْ تَتَحَمَلَ المَسؤوليةَ عَنْ هذا التنظيم”.
اِحتفَلَ المُواطِنُون الرومانيون بِفَوْزِ يوهانيس في شوارعِ بُوخارِست وغيرِها مِنَ المُدُنِ الكُبرى. الرجلُ الذي وَعَدَ بِسَيْرٍ طَبيعيٍ للأمور وأفعال لا أقوال، وقَدَمَ نفسَه على أنه رَجُلُ العَمَل الجيد مُضْطَرٌ إلى تَغيير الطريقة التي تُمارَسُ بها السياسة، كما وَعَدَ به سابقا، بدون صَفَقاتِ وتعامُلات مَشْبُوهة ومَعَ احترامِ دَولةِ القانون واستقلالية النِظام القضائي.