إعادة تشكيل الساحة السياسية في رومانيا
Florentin Căpitănescu, 04.06.2014, 16:06
بعد انعقادِ الانتخابات للبرلمان الأوروبي، التي كان يُنظَر إليها على أنها برُوفَةٌ عامةٌ قبل الانتخاباتِ الرئاسية المُقَرَرِ تنظيمُها في الخريف القادم، تُُحاوِلُ الأحزاب السياسية الرومانية، ولا سيما البرلمانيةُ مِنها، إعادةَ تنظيمِ صُفوفها أو تَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ جديدةٍ نحو النجاحِ الانتخابي. الحزب الوطني اللبرالي مِنَ المعارضة باتجاه يمين الوسط يبدو أنه الحزبُ الأكثرُ نشاطا، الذي كانت نتائِجُه في الانتخابات، وبالتحديد خمسةَ عشر في المائة، دون الهَدَفِ المُحَدَدِ، فأثارتْ اضطراباتٍ داخل صفوفه. رئيسُ الحزب الوطني اللبرالي، كرين أنتونيسكو، تَخَلَى عَنْ رئاسة الحزب وعَنْ نيتِهِ خوضَ الانتخابات الرئاسية، وفَسَحَ المَجالَ للمُفاوَضات من أجل التوَصُلِ إلى اتفاقٍ مع الحزب الديموقراطي اللبرالي، مِنَ المُعارَضةِ باتجاه يمين الوسط، حيث يجري الحديثُ عَنْ إمكانية الاندماجِ بين الحِزْبَيْن. إذا أبرم زعيما حِزْبَيْ المًعارَضة اتفاقا، يَعتقد المحللون السياسيون أنَ الفكرةَ المنتشرة لكثرة لتوحيدِ اليمين -المُنْقَسِمِ إلى أحزابٍ مُتَعَدِدَة- بدأت تتشكل. ردا على ذلك، أعلن تحالُفُ اليسار الحاكم للحِزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد الوطني من أجل تقدم رومانيا وحزب المحافظين، على لسان رئيس الوزراء فيكتور بونتا نفسِه، أنه سيبدأ التعاوُنَ مع حزب الشعب الذي يترأسه دان دياكونيسكو، لِحَدِ الآن على الصعيد المحلِي فقط. فيكتور بونتا :
” في جميع المُحافظاتِ تقريبا، سيحظى الحزبان الوطنيُ اللبرالي والديموقراطيُ اللبرالي بالأغلبية، فَرَدًا على هذا الوضع مِنَ الأكيد أننا سنُحاوِلُ، قَدْرَ المُستطاع، وحتى في المُعارَضة، ألا نكونَ لِوَحْدِنا، فنتحدث إلى مُمثلي حزب الشعب لدان دياكونيسكو، إذ له أعضاء في مَجالِسِ المُحافظات. هذا هو الحال، سنكون في المُعارَضة على المُستوى المحلي”.
يَعتقد المُحَللون أن هذا التعاونَ عِبارةٌ عَنِ القلق الذي أذاره الخبرُ القادِمُ مِنَ اليمين في صُفوفِ الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الذي تُضاف إليه نتائجُ الانتخابات للبرلمان الأوروبي. نسبةُ السبعة والثلاثين التي أحرزها تحالُفُ الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد الوطني من أجل تقدم رومانيا وحزب المحافظين ضَمَنَت له الفوزَ ولكنها لَمْ تَنْجَحْ في إحباطِ آمالِ اليمين فيما يخص الانتخاباتِ الرئاسيةَ المُقَرَرَةَ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. من جهة أخرى، يَعتبر نفسُ المُحَلِلِينَ أَنَ الشَراكة مع حزب الشعب لدان دياكونيسكو، الذي لا يزال يتراجع بعد صُعُودِهِ في الانتخابات التشريعية من عام 2012، دليلٌ على أَنَ كُلَ حِزْبٍ في رومانيا لديه بعضُ القُوَةِ الانتخابية يُصادَقُ، مَهْمَا كان الأشخاصُ الذين يَتَرَأَسُونَه، ومهما كان تَوَجُهُهُ الأيديولوجي أوْ تاريخُه. رغم الحَركات التي تقوم بها الأحزابُ السياسيةُ في الفترة الراهنة، مِنَ الصعب جدا تَوَقُعُ ما سيَحْدُثُ في الأشهر المُقبِلَة، حتى الاقتراعِ الرئاسي. وذلك لأن الوقت أَثْبَتَ لنا أن الاتفاقاتِ في رومانيا تَسْقُط فجأة، والتحالفاتِ قصيرةُ الأجل، بينما تُعَدُ الخِياناتُ والفِرارُ إلى أحزابٍ أُخرى أعمالا طبيعيةً في المُمارَسَةِ السياسية.