مائة يوم قبل الانتخابات الأوروبية
الساحة السياسيةُ الرومانية تَسودُها حالةٌ مِنَ الهَياج الخاصِ بالسنوات الانتخابية. ولأنه تَقَرَرَ عقدُ الانتخابات للبرلمان الأوروبي في شهر مايو/أيار من هذا العام، والانتخاباتِ الرئياسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، الأحزابُ والتحالفاتُ والتَكَتُلاتُ تُغَيِرُ مَوَاقِفَها وتَتَفَكَكُ وتَتَشَكَلُ من جديد بناءً على مَنْهَج خاصٍ لا يَفْهَمُهُ الناخبون ولا وسائلُ الإعلام. الاتحادُ الاشتراكيُ اللبرالي، الذي نجح عامَ 2012 في الفوز بالانتخابات البرلمانية بسبعين في المائة تقريبا مِنَ الأصوات، يَعيش الآن، على ما يبدو، أَشْهُرَهُ الأخيرة. الحِزبان الرئيسِيَان في الائتلاف الحكومي- الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي والحزبُ الوطني اللبرالي- ينتميان إلى مَجموعتَيْنِ سياسيَتَيْن أُوروبيَتَيْن مُتسافسَتَيْن، فسوف يَخُوضانِ الانتخاباتِ الأرووبيةَ على قوائِمَ مُختلفة. أكثرَ مِنْ ذلك، أنشأ الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي داخل الاتحاد الاشتراكي اللبرالي اتحادا اشتراكيا ديموقراطيا. مُقتَرِحا عَلَيْهِمَا مَكانا في قائِمَتِهِ، اِتَحَدَ حزبُ رئيسِ الوُزراء فيكتور بونتا قبل الانتخابات مَعَ الشَرِيكَيِْن الصغيرَيْن في الحكم، هما الاتحادُ الوطني مِنْ أجل تقدم رومانيا الذي تكوَنَ قبل عدةِ أعوام مِنْ مُنْشَقِينَ اشْتراكِيِينَ ديموقراطيين، وحزبُ المحافظين الذي كان حتى وقتٍ قريبٍ حليفَ اللبراليين في تحالفِ يَمِينِ الوسط. هذان الحزبان اللَذان لَمْ يَنْجَحَا، أبدا، منذ تأسيسِهِمَا في تجاوز العتبة الانتخابية -هي خمسةٌ في المائة- لوحدِهِما، يَبْقَى الحِزبان الصغيران على قيد الحياة بفضل كَرَم أَقْوَى حزبٍ في هذه الفترة. مع مثل هؤلاءِ الحُلَفَاءِ أو بِدُونِهِمْ، يتصدر الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي في استطلاعاتِ الرأي نوايا التصويتِ بما يزيد على سبعة وثلاثين في المائة، ومن الأكيد أنه سيحصُل على عشرةٍ إلى اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ مقاعد النواب الأوروبيين الاثْنَيْنِ والثلاثين المُخَصَصَةِ لرومانيا في البرلمان الأوروبي. الحزبُ الثاني في الائتلاف الحكومي، الحزبُ الوطني اللبرالي، يتمتع بعشرين في المائة مِنْ تفضيلاتِ الناخبين، كما يبقى في المركز الثاني في الساحة السياسية. أما اللبراليون، فَيَجِدُونَ أنفسَهم في عُزلةٍ مُتَزايِدَةٍ، على ما يبدو، في فترةٍ يحتاجون فيها أكثرَ مِنْ أَيِ وقتٍ مضى إلى حُلفاء، لأن زعيمَهُمْ، كرين أنتونيسكو، مُرَشَحُ الاتحادِ الاشتراكي اللبرالي للانتخاباتِ الرئاسية، وليتِمَ انتخابُه يَعْتَمِدُ على اليسار. ومِنْ أحزابِ ما سُمِيَ باليمينِ الشعبي مِنَ المعارضة، الحزبُ الديموقراطيُ اللبرالي الذي يتمتع بسبعةَ عشر إلى ثمانيةَ عشر في المائة مِنْ نوايا الناخبين يبدو أنه الحزبُ الوحيدُ الذي سيتجاوز العتبةَ الانتخابية. بعد انفصالٍ صاخبٍ بين الديموقراطيين اللبراليين وزَعيمِهم السابق، رئيسِ الجمهوريةِ ترايان باسيسكو، تدور حولَ هذا الأخيرِ مَجموعةٌ مِنَ الأحزاب الحديثة التأسيس، هي الحركةُ الشعبيةً والقوة المدنية والجمهوريةُ الجديدة، كلُها تَدَعِي أنها مِنْ أتباع تَيَارِ اليمين، وجميعُها تتنافس مَعَ الحزب الديموقراطي اللبرالي وتحاول جذبَ أعضائِهِ وناخِبِيهِ، ولكنَ جميعَها لا تتجاوز عتبةَ الخمسة في المائة في استطلاعات الرأي. الاتحادً الديموقراطيي للمجريين في رومانيا المنتمي، بدوره، إلى الحزبِ الشعبي الأوروبي، لم يحصل هو الآخر على أكثرَ مِنْ أربعة فاصلة سبعة في المائة مِنْ نوايا التصويت. ولكن المُحَلِلِينَ يقولون إن الاتحاد يحظى على الأقل يدعم ناخِبِينَ مُنظَبِِطِينَ مُتَكَتِلينَ لاعتباراتٍ عرقية، فمهما كان استياءُهُمْ مِنْ مُمَثِلِيهِمْ السياسيين كبيرا، إنهم يَحتشدون في كُلِ اقتراعٍ وينجحون في دَعْمِ الاتحادِ لتجاوز العتبة الانتخابية.
Bogdan Matei, 13.02.2014, 09:19
الساحة السياسيةُ الرومانية تَسودُها حالةٌ مِنَ الهَياج الخاصِ بالسنوات الانتخابية. ولأنه تَقَرَرَ عقدُ الانتخابات للبرلمان الأوروبي في شهر مايو/أيار من هذا العام، والانتخاباتِ الرئياسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، الأحزابُ والتحالفاتُ والتَكَتُلاتُ تُغَيِرُ مَوَاقِفَها وتَتَفَكَكُ وتَتَشَكَلُ من جديد بناءً على مَنْهَج خاصٍ لا يَفْهَمُهُ الناخبون ولا وسائلُ الإعلام. الاتحادُ الاشتراكيُ اللبرالي، الذي نجح عامَ 2012 في الفوز بالانتخابات البرلمانية بسبعين في المائة تقريبا مِنَ الأصوات، يَعيش الآن، على ما يبدو، أَشْهُرَهُ الأخيرة. الحِزبان الرئيسِيَان في الائتلاف الحكومي- الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي والحزبُ الوطني اللبرالي- ينتميان إلى مَجموعتَيْنِ سياسيَتَيْن أُوروبيَتَيْن مُتسافسَتَيْن، فسوف يَخُوضانِ الانتخاباتِ الأرووبيةَ على قوائِمَ مُختلفة. أكثرَ مِنْ ذلك، أنشأ الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي داخل الاتحاد الاشتراكي اللبرالي اتحادا اشتراكيا ديموقراطيا. مُقتَرِحا عَلَيْهِمَا مَكانا في قائِمَتِهِ، اِتَحَدَ حزبُ رئيسِ الوُزراء فيكتور بونتا قبل الانتخابات مَعَ الشَرِيكَيِْن الصغيرَيْن في الحكم، هما الاتحادُ الوطني مِنْ أجل تقدم رومانيا الذي تكوَنَ قبل عدةِ أعوام مِنْ مُنْشَقِينَ اشْتراكِيِينَ ديموقراطيين، وحزبُ المحافظين الذي كان حتى وقتٍ قريبٍ حليفَ اللبراليين في تحالفِ يَمِينِ الوسط. هذان الحزبان اللَذان لَمْ يَنْجَحَا، أبدا، منذ تأسيسِهِمَا في تجاوز العتبة الانتخابية -هي خمسةٌ في المائة- لوحدِهِما، يَبْقَى الحِزبان الصغيران على قيد الحياة بفضل كَرَم أَقْوَى حزبٍ في هذه الفترة. مع مثل هؤلاءِ الحُلَفَاءِ أو بِدُونِهِمْ، يتصدر الحزبُ الاشتراكي الديموقراطي في استطلاعاتِ الرأي نوايا التصويتِ بما يزيد على سبعة وثلاثين في المائة، ومن الأكيد أنه سيحصُل على عشرةٍ إلى اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ مقاعد النواب الأوروبيين الاثْنَيْنِ والثلاثين المُخَصَصَةِ لرومانيا في البرلمان الأوروبي. الحزبُ الثاني في الائتلاف الحكومي، الحزبُ الوطني اللبرالي، يتمتع بعشرين في المائة مِنْ تفضيلاتِ الناخبين، كما يبقى في المركز الثاني في الساحة السياسية. أما اللبراليون، فَيَجِدُونَ أنفسَهم في عُزلةٍ مُتَزايِدَةٍ، على ما يبدو، في فترةٍ يحتاجون فيها أكثرَ مِنْ أَيِ وقتٍ مضى إلى حُلفاء، لأن زعيمَهُمْ، كرين أنتونيسكو، مُرَشَحُ الاتحادِ الاشتراكي اللبرالي للانتخاباتِ الرئاسية، وليتِمَ انتخابُه يَعْتَمِدُ على اليسار. ومِنْ أحزابِ ما سُمِيَ باليمينِ الشعبي مِنَ المعارضة، الحزبُ الديموقراطيُ اللبرالي الذي يتمتع بسبعةَ عشر إلى ثمانيةَ عشر في المائة مِنْ نوايا الناخبين يبدو أنه الحزبُ الوحيدُ الذي سيتجاوز العتبةَ الانتخابية. بعد انفصالٍ صاخبٍ بين الديموقراطيين اللبراليين وزَعيمِهم السابق، رئيسِ الجمهوريةِ ترايان باسيسكو، تدور حولَ هذا الأخيرِ مَجموعةٌ مِنَ الأحزاب الحديثة التأسيس، هي الحركةُ الشعبيةً والقوة المدنية والجمهوريةُ الجديدة، كلُها تَدَعِي أنها مِنْ أتباع تَيَارِ اليمين، وجميعُها تتنافس مَعَ الحزب الديموقراطي اللبرالي وتحاول جذبَ أعضائِهِ وناخِبِيهِ، ولكنَ جميعَها لا تتجاوز عتبةَ الخمسة في المائة في استطلاعات الرأي. الاتحادً الديموقراطيي للمجريين في رومانيا المنتمي، بدوره، إلى الحزبِ الشعبي الأوروبي، لم يحصل هو الآخر على أكثرَ مِنْ أربعة فاصلة سبعة في المائة مِنْ نوايا التصويت. ولكن المُحَلِلِينَ يقولون إن الاتحاد يحظى على الأقل يدعم ناخِبِينَ مُنظَبِِطِينَ مُتَكَتِلينَ لاعتباراتٍ عرقية، فمهما كان استياءُهُمْ مِنْ مُمَثِلِيهِمْ السياسيين كبيرا، إنهم يَحتشدون في كُلِ اقتراعٍ وينجحون في دَعْمِ الاتحادِ لتجاوز العتبة الانتخابية.