الإرهاب الدولي و سجون المخابرات المركزية
عندما بدا أن الملف قد أغلق نهائياً، دعا البرلمان الأوروبي رومانيا و إثنتي عشرة دولة أخرى من الإتحاد الأوروبي، إلى إعادة فتح التحقيق فيما يخص سجون وكالة المخابرات المركزية الأميريكية على أراضيها. و في قرار تم التصويت عليه في الجلسة العامة للهيئة التشريعية الأوروبية، طالب البرلمانيون الأوروبيون، للمرة الأولى، الاستماع إلى الوزراء الذين كانوا يحيطون بمعلومات حول هذا الموضوع. الموقعون على القرار، أعلنوا عن خيبة أملهم، إزاء صمت بوخارست حتى الآن، و إتهموا السلطات الرومانية بالتغطية على وكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة. و للدقة، فإن بوخارست، رسمياً، لم تحفاظ، في الواقع على صمتها. فممثلو الحكومات المتعاقبة، و الرئيسان السابق/يون إيليسكو، و الحالي/ترايان باسيسكو، نفيا باستمرار وجود سجون سرية على أراضي رومانيا، يحقق فيها ضباط الإستخبارات الأميريكيةن تحت التعذيب، مع مشتبهين بالإرهاب. كما كانت هذه أيضا، نتيجة التحريات التي أجرتها لجنة خاصة، أنشأها البرلمان في بوخارست.
Bogdan Matei, 11.10.2013, 18:00
عندما بدا أن الملف قد أغلق نهائياً، دعا البرلمان الأوروبي رومانيا و إثنتي عشرة دولة أخرى من الإتحاد الأوروبي، إلى إعادة فتح التحقيق فيما يخص سجون وكالة المخابرات المركزية الأميريكية على أراضيها. و في قرار تم التصويت عليه في الجلسة العامة للهيئة التشريعية الأوروبية، طالب البرلمانيون الأوروبيون، للمرة الأولى، الاستماع إلى الوزراء الذين كانوا يحيطون بمعلومات حول هذا الموضوع. الموقعون على القرار، أعلنوا عن خيبة أملهم، إزاء صمت بوخارست حتى الآن، و إتهموا السلطات الرومانية بالتغطية على وكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة. و للدقة، فإن بوخارست، رسمياً، لم تحفاظ، في الواقع على صمتها. فممثلو الحكومات المتعاقبة، و الرئيسان السابق/يون إيليسكو، و الحالي/ترايان باسيسكو، نفيا باستمرار وجود سجون سرية على أراضي رومانيا، يحقق فيها ضباط الإستخبارات الأميريكيةن تحت التعذيب، مع مشتبهين بالإرهاب. كما كانت هذه أيضا، نتيجة التحريات التي أجرتها لجنة خاصة، أنشأها البرلمان في بوخارست.
رئيس الوزراء الحالي/ فيكتور بونتا اعترف، بدوره، بأنه لا يدري عن أي سجون يدور الجدل. أما وزير الخارجية/ تيتوس كورلاتسان، فقد أعلن أن بوخارست، ستمحص بعناية القرار الذي تبناه البرلمان. و شدد على أن القرار، في الواقع، يعد وثيقةً سياسيةً و ليس محتوىً قانونياً ملزماً. كما أعاد كورلاتسان التذكير بأن رومانيا، قامت، فعلياً، بإجراء تحقيق شامل وشفاف جداً. العديد من جلسات الإستماع والوثائق المفحوصة، خلصت إلى نفس النتيجة، ألا و هي: أن وجود ما تسمى “بالسجون القذرة” يعدُ أمراً لا يمكن إثباته. محللون محايدون، يؤكدون أن كانت هدفاً وهمياً كاذباً، أما الشبهات فقد تعزى فقط إلى حقيقة أن بوخارست قد انضمت إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
أما الآن فيتم وزن كل كلمة للمسؤولين الرومانيين، في كفة ميزان، مقابل تأكيدات إرهابي مفترض، يعتبر أحد قادة تنظيم القاعدة، السوري/ محمد الناشري، يزعم أنه قد تعرض للتعذيب في سجن سري لوكالة الإستخبارات المركزية في رومانيا. الوقائع التي تشتبه بها رومانيا، يعود تاريخها إلى عام 2003، أما برنامج وكالة الإستخبارات المركزية CIA، فقد أغلق بعد ثلاث سنوات – يؤكد تقرير نشرته في بداية العام، منظمة “المجتمع المفتوح للعدالة” الأميريكية غير الحكومية. ووفقا لنفس التقرير، كانت رومانيا تستخدم فقط كمحطة صغيرة، من قبل وكالة الإستخبارات المركزية في الطريق نحو الوجهة النهائية، المعتقل الأمني مشدد الحراسة في غوانتانامو. المناقشات تعد بالإطالة، فبعيداً عن موضوع السجون المحض، من الطبيعي أن تتحرى الديمقراطيات دائما، عن حدود إجراءات ووسائل مكافحة الإرهاب، حتى و إن كانت الحرية محمية بطرق “مسنونة” من قبل معارضيها.