سلاح البحرية الروماني أثناء الحرب العالمية الثانية
يعود تاريخ سلاح البحرية الروماني إلى منتصف القرن التاسع عشر بعد اتحاد إمارتي مولدوفا وفالاهيا الرومانيتين وتوحيد أساطيلهما النهرية .
Diana Baetelu, 23.11.2024, 15:33
يعود تاريخ سلاح البحرية الروماني إلى منتصف القرن التاسع عشر بعد اتحاد إمارتي مولدوفا وفالاهيا الرومانيتين وتوحيد أساطيلهما النهرية . في ذلك الوقت لم يكن لأي من الإمارتين أسطول بحري بسبب سيطرة الإمبراطورية العثمانية عليهما وأيضا على منفذهما البحري وكذلك بسبب منعهما من امتلاك أسطول بحري . ولكن بعد استعادة الإمارتين الساحل على البحر الأسود إثر هزيمة الإمبراطورية العثمانية في حرب الاستقلال عام 1878 بدأت السلطات الرومانية بتطوير سلاح البحرية .
والجدير بالذكر أن القوات النهرية الرومانية شاركت في العمليات العسكرية على نهر الدانوب أثناء حرب الاستقلال بين عامي 1877-1878. فقد أقامت السفن الرومانية حواجز على النهر وشنت هجمات على السفن العثمانية وقصفت المواقع العثمانية على الضفة الجنوبية لنهر الدانوب وأغرقت سفينتي مراقبة تركيتين.
في العقود التالية تطورت القوات النهرية الرومانية باستمرار وتم تجهيزها بسفن حربية . وفي عام 1907 تم تشغيل أربع سفن مراقبة وثماني سفن نهرية لتقوم بخدمات المراقبة والدفاع عن نهر الدانوب. إبان الحرب العالمية الأولى شاركت القوات النهرية في معركة تورتوكايا عام 1916 وأيضا في انسحاب الجيش الروماني من منطقة دوبروجيا. في العام التالي قصفت السفن النهرية مواقع المدفعية الألمانية في ميناء تولتشيا على الدانوب وقضت على انتفاضة بحارة السفن الروسية في دلتا الدانوب على ضباطهم على خلفية الثورة البلشفية التي كانت اندلعت في روسيا عام 1917 والفوضى وعدم الانضباط اللذين سادا القوات المسلحة الروسية بما فيها سلاح البحرية آنذاك .
بعد عام 1918 تم تجهيز القوات المسلحة الرومانية بسفن بحرية ومن بينها المدمرات مثل “مراشيشتي” و”مراشتي ” و”الملك فرديناند” و”الملكة ماريا ” وسفينة “ميترشيا ” للتدريب بالإضافة إلى غواصة “الدلفين” التي كانت الأولى من نوعها لدى البحرية الرومانية .
وقد شارك سلاح البحرية الروماني في الحرب العالمية الثانية بكتيبتين عسكريتين كبيرتين إحداهما بحرية والثانية نهرية فامتلكت الكتيبة البحرية أربع مدمرات وثلاثة زوارق طوربيد وثلاث كاسحات ألغام وغواصة وثلاث سفن طوربيد وثمانية زوارق قطر بالإضافة إلى أسطول من الطائرات المائية. أما الكتيبة النهرية فامتلكت سبع سفن مراقبة وست سفن حربية . وللدفاع عن الساحل الروماني على البحر الأسود أقامت القوات البحرية حاجزا من الألغام على بعد اثتي عشر ميلا بحريا وتم تشغيل المدفعية الساحلية. ولكن بسبب عدم التكافؤ العسكري بين سلاح البحرية الروماني والبحرية السوفيتية قامت القوات البحرية والنهرية الرومانية فقط بعمليات دفاعية في المرحلة الأولى من الحرب.
في السادس والعشرين من شهر يونيو 1941 حزيران عام وبعد أيام قليلة من دخول رومانيا الحرب من إلى جانب ألمانيا النازية وحلفائها من أجل تحرير منطفتي باسارابيا وبوكوفينا اللتين كان الاتحاد السوفيتي قد ضمهما في عام 1940 قامت مدمرتا “ماراشتي ” و”الملكة ماريا” والمدافع الساحلية بإغراق سفينة “موسكفا” وهي سفينة القيادة للأسطول السوفيتي بعد اقترابها من الساحل الروماني وألحقت أضرارا بمدمرة “خاركوف”. ومع انتقال الجبهة إلى الشرق بدأت القوات البحرية الرومانية بدعم القوات البرية في المعارك الدائرة في أوديسا وسيفاستوبول.
حتى الثالث من آب أغسطس عام 1944 امتنعت السفن السوفيتية عن الاقتراب من الساحل الروماني لكن الغواصات السوفيتية كانت تمثل خطرا عن القوات المسلحة الرومانية .
في الثالث واللعشرين من آب أغسطس عام 1944 انضمت رومانيا إلى القوى المتحالفة ضد ألمانيا النازية وحلفائها فأصبحت البحرية الرومانية تحت سيطرة القوات المسلحة السوفيتية التي سرعان ما احتجزت السفن العسكرية الرومانية وأطقمها .
الضابط نيكولاي كوسلينسكي نجل الأميرال جورجي كوسلينسكي الذي توفي كسجين سياسي في سجن أيود سيئ الصيت عام 1950 سرد لمركز التاريخ المروي التابع للإذاعة الرومانية أحداث يوم الخامس من سبتمبر أيلول عام 1944 حين كان مقاتلا على متن سفينة طوربيد رومانية : “في حوالي الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الخامس من سبتمبر سمعت ضجة في الخارج وقفزت من السرير وأخذت المسدس ووضعته في جيب سروالي . اتجهت إلى المخرج حيث أخبرني عامل الهواتف بقدوم الروس . وما لبث أن دخل جندي روسي وفي يده بالالايكا ثم دخل آخرون وطلبوا مني أن أعطيهم المسدس. قلت لهم “صباح الخير ” بالروسية فتفاجؤوا . ثم اقترب مني ضابط صف روسي وتحسس جيبي. لكني كنت قد لفتت مسدسي وهو صغير الحجم بقطعة قماش قبل أن أضعه في جيب سروالي فلم يلمسه الضابط الروسي . ثم طلب مني أن أرتدي ملابسي وأخرج معهم لأننا ذاهبون إلى اجتماع .”
نقلت السفن العسكرية الرومانية إلى الاتحاد السوفياتي ولكن في الطريق غرق زورق حربي وغواصة لأسباب مجهولة . وبعد فترة أعادت السلطات السوفيتية للحكومة الرومانية ثلاثا وعشرين سفينة ومن بينها مدمرتان وزوارق طوربيد و زوارق حربية . وكان معظمها في حالة متقدمة من التهالك .